سكورة (المغرب) (رويترز) - تستضيف واحة سكورة في جنوب شرق المغرب مهرجانا يحتفي بتراثها العربي والأمازيغي. و انطلق المهرجان يوم ويستمر حتى الأحد وموضوعه الرئيسي هو التنمية المستدامة.



يبلغ عدد سكان سكورة زهاء 30 ألف نسمة وتضم عشرات الآلاف من النخيل وتشتهر بحصونها القديمة التي تعرف باسم القصبات والتي كانت تبنى على مر التاريخ على طرق القوافل.

وما زالت سكورة تضم حتى اليوم نحو 200 قصبة أثرية.

لكن من أهم الملامح التي تميز هذه البقعة الحضراء وارفة الظلال وسط الصحراء القاحلة هو تنوع تراثها وتقاليدها المتوارثة.

وقال جمال عاطف مدير مهرجان سكورة "ما نسعى إليه هو أن يكتشف الناس تراث سكورة سواء في الرقص أو الكلمات أو الأغنيات. نحاول ان نبرز امكاناتنا خصوصا للأجيال الجديدة ونحاول إقناعها بالحفاظ على هذا التراث المهدد بالاندثار."

من ألوان الغناء التقليدية التي توشك على الاندثار موسيقى الريلة التي تبرع فيها مجموعة نساء من قرية امزاورو.



وقالت فاطمة اليحياوي عضو الفرقة "هذه الأغاني يجهلها شباب الجيل الحالي.. أولادنا وبناتا. إنهم يعرفون فقط الأغاني الشعبية العصرية. هذه أغاني صوفية لواحة سكورة نؤديها خلال الأعراس. كما أنها مطلوبة بكثرة من مغاربة فرنسا ومن خارج المغرب."

‬‬‬‬ووجه القائمون على تنظيم المهرجان دعوات إلى التعاونيات والجمعيات لعرض منتجات أعضائها في إطار مبادرة لتنشيط السياحة بالمنطقة.

وقال المختار خليف رئيس المجلس الجماعي لسكورة "أهداف المهرجان هي التعريف بالتراث وبالموروث الثقافي والفني العربي والأمازيغي المتواجد بالمنطقة.. التعريف بالواحة وبتراثها المعماري.. الحفاظ على الهوية التراثية المحلية.. منح دينامية مهمة للقطاع السياحي والتعريف بمؤهلات المنطقة لجلب أكبر عدد من الزوار والمستثمرين المحليين والأجانب."

توصف منطقة سكورة بأنها "وادي الألف قصبة" ومنها قصبة أمريديل التي كانت مقرا لحكم عائلة الكلاوي القوية في المنطقة.

ولليهود تاريخ طويل في سكورة فقد كان منهم الحرفيون والصناع والتجار. ورممت في السنوات الأخيرة مقابر اليهود التاريخية في المنطقة وأنشيء بين المقابر ضريح مهيب من الرخام وبجواره معبد يهودي.

ويزور مئات اليهود من أنحاء لاعالم واحة سكورة سنويا في شهر يونيو حزيران للاحتفال بأحد أعيادهم.

وقال محمد الهوكاري الباحث في التاريخ "آخر هجرة كانت في أواسط الستينات حين هجر آخر يهودي منطقة سكورة. لكن آثار تواجد اليهود في المنطقة لا زال قائما خصوصا في الحرف كالحدادة وكذلك في الحرف المرتبطة بالفلاحة وكذلك على مستوى المعمار حيث نلاحظ أن هناك عدة رموز عبرية في واجهة القصبات."

ويأمل المنظمون أن يساهم مهرجان سكورة السنوي في وضع المنطقة ضمن خريطة المواقع السياحية في المغرب.