لم أشأ في بداية هذا الموضوع أن أتفلسف ، أو أن أورد أقوال للعلماء ، أو الفلاسفه في ماهية العدل وأهميته كتقديم،أما من ناحية الاستدلال فلا أكمل وأوجز وأنفع من كتاب ربنا، وفي التطبيق فلا أجمل وأروع من سيرة إمام البشريه في العدل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وسيرة خلفاءه رضوان الله عليهم.
فكل البشر مجمعون على مثل هذا الأمر ولا يحتاج لكثير كلام ، حتى الأطفال يدركونه إذا ما تعرضوا له( الظلم).
وكذلك لم أصغه في قالب أدبي ، لسببان رئيسان ، أولاهما عدم إجادتي لمثل هذا الفن ، والآخر بأن الموضوع لا يحتمل هكذا ترف ، فأنا لا أتحدث عن جدل فكري يستعرض كل طرف فيه قدراته الخطابيه أو محاولة إستقطاب لأصوات مؤيدين له مستعيناً بمواهبه وتمكنه من الكلمات ليلعب فيها كيفما شاء وهذا ما يجيده معاليه !
فقد ذكر االدكتور القنيبط في مقابلة تليفزيونه له ، عندما أراد مجلس الشورى أن يناقش معالي الوزير في آداء وزارته ، ولم يخرج من هذه الجلسه إلا بعد أن شنف أذنيه بوابل من التصفيق لمعاليه! عجبي لهكذا مجلس ينفض الوطن من بين يديه لينشغل بالتصفيق لمعالي الوزير! وقد أعجبني توصيف الدكتور القنيبط للحاله من أن الوزير قد ضحك على أعضاء المجلس ببلاغته!
وأريد أن ان أوضح بأنني لا أحمل أي ضغينه شخصيه ضد الدكتور القصيبي فهو بلا شك أديب كبير وشاعر ومثقف يأسرك بحديثه فلا تمل منه ، وكاتب لا تستطيع أن تترك كتاباً أو روايه له إلا بعد أن تتمها ، وأتكلم هنا عن ملكاته الأدبيه الفنيه وهذا حسب ما سمعت منه أو قرأت له حتى الآن ، وأما الأفكار فهذا موضوع آخر .
ففي هذا الموضوع لا يهمني إن كان الشخص علمانيا(وهذا ما نفاه الرجل عن نفسه) وأوافقه على ذلك ، أو كونه ليبرالياً ، أو إشيوعياً كما أتهم سابقاً( وهذا ما أعجب منه كل العجب فلا أعلم أنه قد درس بموسكو) أو إشتراكياً وهذا ما تنفيه عنه صرخته الأخيره.وإنما الموضوع أبسط من كل هذا فهو رجل يشغل وظيفه عامه لذلك هو عرضة للنقد والمساءله فيما تصدر أو صُدر للقيام به ، ومدى ما حققه من نجاح أو فشل في تحقيق الهدف المنشود.
وأريد أن أوضح قبل أغادر بأنني لا أميل إلى القول بأن مهمة الكاتب أو من يتصدرون الكتابه في الشأن العام أن يشيروا فقط إلى مواضع الخلل ونقد ما يرونه كذلك وأنه ليست من مهمتهم وضع الحلول وهذا ما سمعته من عبدالله الخميس في مقابله معه وغيره كثيرون ،و أرى بأن هذا القول ما هو إلا تبرير للعجز عن التفكير ، فمواضع الخلل والقصور أعتقد بأن الجل إن لم يكن الكل يستطيع أن يراها وأتحدث هنا عن ما يمس المواطن , وتبقى الحلول هي من يتوجب على الكتاب أن يشيروا بها حسب ما يرونه يصب في الصالح العام ويتم تداولها بينهم ، وعلى غيرهم أن يدرسها ويرى جدواها.
لذلك أرى بأن يتم دمج المؤسستين لتصبح مؤسسه واحده مسؤله عن جميع المتقاعدين وأن يكون لهم نفس المميزات والخدمات ، فجميعهم سعوديون فلماذا التفرقه بينهم!،وعلى أي أساس يتم هذا الفصل!، وبالمناسبه هذا ما هو معمول به في دولة الكويت.
يتبع..
دمتم بخير،،
مواقع النشر