جدة (واس) تبرز معالم شامخة في قلب جدة التاريخية ارتبطت بالذاكرة الوطنية يأتي في مقدمتها باب مكة وبيت نصيف، اللذان شكّلا محطة رئيسية في مسار توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
02 ربيع الآخر 1447هـ 24 سبتمبر 2025م
ففي يوم الخميس الثامن من جمادى الآخرة عام 1344هـ 1925م، دخل الملك عبد العزيز آل سعود مدينة جدة
عبر باب مكة، الذي يعد واحدًا من ثمانية أبواب للسور القديم، ويتميز ببرجيه وزخارفه ونقوشه التي جعلت منه تحفة معمارية فريدة ما زالت شاهدة على أصالة المكان وروحه التاريخية.
باب مكة في جدة
واتجه جلالته بعد دخوله إلى بيت نصيف، الذي مثّل محطة مركزية في مسيرة الدولة، حيث استقبله الأهالي بالترحاب والولاء، لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ المدينة تحت راية التوحيد وبناء الدولة الحديثة.
وأقام الملك عبد العزيز في بيت نصيف عشرة أيام استقبل خلالها الوفود والمبايعين، وعقد اللقاءات مع كبار المسؤولين، وخصص وقتًا للاستماع إلى شكاوى الأهالي ومطالبهم، في مشهد يجسد نهج القرب من المواطنين ورعاية شؤونهم.
ويُعد بيت نصيف، الذي شيّده الشيخ عمر أفندي نصيف عام 1289هـ 1872م، نموذجًا فريدًا للطراز الحجازي، بمساحة تقارب 900 متر مربع وبارتفاع أربعة طوابق تضم أكثر من أربعين غرفة.
وقد شهد البيت اجتماعات واتفاقيات مهمة مع وفود دولية، كما استضاف قادة وعلماء ومفكرين، ليصبح معلمًا بارزًا يجمع بين الأصالة التاريخية والقيمة الوطنية.
وفي مناسبة اليوم الوطني الـ 95، الذي يُحتفى به هذا العام تحت شعار «عزنا بطبعنا»، تتجدد معاني الفخر والاعتزاز ببيت نصيف كأحد أبرز الشواهد على مرحلة التأسيس، في ظل جهود وزارة الثقافة لتوثيق الإرث الوطني وإبراز قيمة جدة التاريخية كموقع حضاري عالمي.
ومع اقتراب الرابع من ديسمبر 2025م، تحل الذكرى المئوية لدخول الملك عبد العزيز جدة عبر باب مكة، لتظل جدة التاريخية وبيت نصيف شاهدين خالدين على وحدة الوطن، وذاكرة متجددة تؤكد مكانته المرموقة بين الأمم، وتغرس في الأجيال معاني الولاء والانتماء والفخر.
تم تصويب (7) اخطاء
مواقع النشر