أبها (واس) في وادٍ وارف الأشجار وتحت ظلال جبال عسير الشاهقة، يعمل المهتم بالبيئة لاحق آل هادي، على تطوير متحف بيئي تعليمي، ليكون وجهة توعوية وسياحية تسهم في المحافظة على التراث الطبيعي والبيئي للمنطقة.
16 محرم 1447هـ 11 يوليو 2025م
ويقول آل هادي أحد سكان محافظة رجال ألمع بمنطقة عسير في حديثه لوكالة الأنباء السعودية (واس): "إن المشروع يهتم بجمع وتوثيق الأشجار النادرة، والحشرات، والطيور، والأدوات الزراعية، إلى جانب ركن خاص بالنحل وتربيته وإنتاج العسل، مع تسليط الضوء على الأزهار التي يتغذى عليها، والبذور البلدية المهددة بالانقراض، بهدف الحفاظ عليها وإكثارها".
وأعاد لاحق في أطراف مزرعته القريبة من الوادي استنبات أكثر من 68 نوعًا من الأشجار والنباتات المحلية المندثرة أو المهددة بالاختفاء، من أبرزها: الصومل، الحوجم، النكر، العفار، الثعب، والقاع، ويقضي وقتًا طويلًا في البحث عن بذور هذه النباتات، ويعمل على نشرها بين المهتمين بزراعتها، إيمانًا منه بأن "كل بذرة تُزرع تعني أملاً جديدًا يُنبت في الأرض".
ولم يقتصر شغفه على الجانب النباتي، بل شمل أيضًا توثيق المسميات الشعبية للأغنام، ومراحل زراعة القمح، وأنواع الحبوب المحلية، وطرق العناية بها، كما صمّم خلية نحل داخل إطار زجاجي لعرض أسلوب حياة النحل أمام الزوار.
ويشير آل هادي إلى أن البيئة المحيطة بدأت في التعافي تدريجيًا، إذ عادت بعض أنواع الطيور المهاجرة التي قل ظهورها سابقًا، بعد أن أعاد زراعة النباتات التي تتغذى عليها، وقد رصد حركتها وصوّر أعشاشها وهجراتها السنوية.
ويضم المتحف كذلك جناحًا يعرض التراث العمراني في عسير، وتحديدًا أساليب البناء بالحجر، حيث خصص ركنًا يوضح أسماء وأنواع الأحجار المستخدمة قديمًا، وأدوارها المحددة في بناء المنازل، فمثلا حجر الأساس، هو (الصوان) المسمى محليًا (المتن أو الوثن)، يليه (الطوف)، ثم يُستكمل البناء بحجر الجبل، مستعرضًا بعض الأسماء القديمة لأحجار البناء مثل: الواجهة، البانية، المتمة، الحاضنة، البواطن، الجابهة، الكرس، وغيرها.
مواقع النشر