جدة (واس) يقف قصر علياء التاريخي -الواقع جنوب شرق محافظة رابغ بمنطقة مكة المكرمة بـ(18) كم، شمال ميقات الجحفة بـ(5) كم -شامخًا وشاهدًا على أحد طرق الحج والقوافل التجارية، التي كانت تربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة.


18 محرم 1447 هـ الموافق 13 يوليو 2025 م

ويتراءى قصر علياء التاريخي منيفًا على الضفة اليسرى لوادي الغائضة، ويأخذ شكل بقايا قلعة متهدمة تعود إلى العصر العباسي، ويمثل جزءًا من مدينة مندثرة لم يتبقَّ منها سوى أساسات مبانٍ بنيت بصخور البازلت الأسود، ويوجد بها كسر من الفخار المزجج، وتؤكد المعالم الأثرية لقصر علياء التاريخي والمواقع التاريخية المحيطة به مكانة مدينة الجحفة القديمة المعروفة قديمًا بـ"مهيعة" التي اندثرت في أوائل العصر العباسي.



وشُيِّد القصر بطراز معماري عباسي متقن، واستُخدم في بنائه الصخر الأسود "البازلت"، الذي جُلِبَ من الجبال المحيطة به، ويجسد بناءً سكنيًّا مربع الشكل؛ تبلغ أبعاده (26) مترًا، ويتوسطه فناء واسع تحيط به جدران القصر من الجهات الأربع، ويضم الموقع قطعًا من الفخار المزجج باللون الأخضر، ويمكن الاستدلال على الفترة التاريخية التي يعود لها هذا القصر من خلال بعض الكسر الفخارية بأجزاء من الأواني.



وأورد الدكتور ناصر الحارثي في المعجم الأثري لمنطقة مكة المكرمة أن "قصر علياء" سُمِّيَ بذلك لأن أهل البادية ينسبون كل بناء عالٍ إلى أبي زيد الهلالي وزوجته علياء، ويرجع طرازه المعماري للعصر العباسي، ولا يزال مغطى بالرمال ويحتاج إلى تنقيب وترميم ودراسة، إذ تتناثر حول الموقع الكثير من كسر الفخار والخزف والزجاج".



وتقوم هيئة التراث بدور حيوي في الحفاظ على القلاع والحصون الإسلامية، وذلك من خلال جهودها المتعددة في مجال الآثار والتراث العمراني، بهدف حماية هذه المعالم التاريخية وتوثيقها وتسجيلها في السجل الوطني للآثار؛



بالإضافة إلى ترميمها وتأهيلها لتكون جزءًا من التراث الثقافي الغني للمملكة، حيث تقوم الهيئة بعمليات مسح وتوثيق القلاع والحصون الأثرية، مستخدمة في ذلك التقنيات الحديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يساعد في الحفاظ على تفاصيلها الدقيقة.



يذكر أن القصر ضمن مجالات التعاون بين اتفاقية هيئة التراث وجامعة إكستر البريطانية، التي أبرمتها الهيئة مؤخرًا مستهدفة أعمال المسح والتنقيب الأثري لجميع المواقع الأثرية في درب الحج الواقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.