مكة المكرمة (واس) يُعد طريق السيل الكبير، المعروف تاريخيًا بـ"قرن المنازل"، من أهم مسالك الحج البرية إلى مكة المكرمة، واستخدمه الحجاج القادمون من نجد وشرقي الجزيرة العربية، ويرتبط بميقات قرن المنازل، أحد المواقيت الخمسة التي حددها الإسلام.


26 ذو القعدة 1446هـ 24 مايو 2025م

ويمتد الطريق من الطائف متجهًا إلى مكة عبر السيل الكبير، المحطة الرئيسية التي تستضيف الميقات، ويبدأ من قمم الهدا والشفا جنوبًا، ثم ينحدر عبر الأودية حتى بلدة السيل الكبير، الواقعة على بعد (94كم) شمال شرق مكة، وعلى ارتفاع 1200م فوق سطح البحر، ويمر الطريق بمناطق جبلية وعرة في أعلاه، ثم ينفتح في سهول منبسطة عند السيل.



ويخترق الطريق وادي قرن، رافد وادي فاطمة، الذي يمتد 45كم من أعالي الهدا حتى بلدة السيل الكبير، ويتفرع بوادي السيل الصغير على بعد 8كم شمال البلدة، ليُصبح لاحقًا وادي الشامية، ويتميز الوادي بانحداره الشديد ووفرة المياه أثناء الأمطار، مما جعله زراعيًا نشطًا تاريخيًا مع الميقات على الضفة الشرقية.



وورد وصف الطريق في كتب الجغرافيين والبلدانيين مثل الحربي والهمداني وابن خرداذبة، مؤكدين أنه مركز رئيسي في مسالك الحج، واختار الحجاج طريقين:
الأول عبر السيل الكبير والزيمة والجموم إلى مكة،
الثاني عبر عقبة كرا وعرفات إلى مكة،

واعتُمد طريق قرن المنازل لسهولته مقارنة بـعقبة كرا الجبلية، بفضل الميقات الشرعي.


منطقة السيل الصغير في الطائف .. من التاريخ إلى الحاضر


وشهد طريق السيل نقلة نوعية من حيث الجودة والسلامة بعد إشراف الهيئة العامة على صيانته وفق أحدث المواصفات التي تراعي سلامة مستخدمي الطرق وضيوف الرحمن الذين يقصدون مسجد ميقات السيل الكبير الحديث بتصميم معاصر يستوعب آلاف المصلين، مزود بخدمات الوضوء والمياه والسكن ومواقف الحافلات، ليصبح مركزًا خدميًا رئيسيًا خارج مكة، مدعومًا بطرق سريعة تربط الطائف بمكة وجدة والمناطق الوسطى.



ويرمز طريق السيل إلى التراث النبوي والتاريخي والجغرافي، متطورًا من مسارات رملية إلى طرق معبدة، محتفظًا بطابعه الروحي، وما زال منفذًا أساسيًا للحجاج والمعتمرين من الجهة الشرقية، مركبًا بين الماضي والحاضر.



ويقع مسجد ميقات السيل الكبير على الجهة اليمنى لطريق السيل السريع إلى مكة المكرمة، على بعد حوالي 80كم من الحرم، جدد عام 1402هـ في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ويشغل مساحة (2600م2)، ويستوعب 3,000 مصلٍ، بتكلفة (76) مليون ريال، مزود بخدمات وبنية تحتية للحجاج والمعتمرين.

تم تصويب اخطا، منها:
(العربية, ويرتبط) و(مكة, واعتُمد) و(عبدالعزيز) إلى
(العربية، ويرتبط) و(مكة، واعتُمد) و(عبد العزيز)


تعقيب: من اصعب اماكن الرحلة بين الطائف ومكة عبورا بالسيل الصغير فالكبير حتى جعرانة، هو (الريع المنحوات)، وفي المخطوطات درب "الثنية"، هذا الريع في ديار هذيل، شمالي شرق حمى النمور في جبال الهدا،، يسيل منه صدر وادي حنين غرباً، ويمر على قرية "الخلصة" أسفل وادي الشرقة لطويرق، ودرب "الثنية"، هو عبر هذا المسلك الذي يربط بين الطائف ومكة.



اما هذا فهو مشروع اختصار الطريق أفى الميقات دون دخول الطائف، للمسافرين من شرق ووسط السعودية