قصة سوق الأسهم السعودي

أخضر - أحمر

طفرة الأسهم: لا أعتقد بما قالوه عن طفرة الأسهم السعودية بل هي فقاعة
ايقضت الكثير من غفلته ،، هذا ولا أعتقد بأن السوق السعودي يعاود إرتفاعه فوق (التسعة آلاف) نقطة خلال سنة ،، بل هو في حجم تعاملاته الحالية آمن ومُطمئن بإذن الله ،، أما ما كان عليه السوق قبل ثلاثة سنوات ،، فلم يكون طبيعي أبدا ،، وهذا ما تجدونه من تدوينات في هذا الحكاية.

قبل إنهيار فبراير لم يكون السوق السعودي في عافيته، ولم تكون فئات السوق ناضجة مثل نضجهم اليوم الحالي،، كان السوق فترتين،، صباحية ومسائية،، وكان الموطفين دون إذن يتهربون من دور أعمالهم للتداول ،، وكان الربح (آنذاك) أكثر من الخسارة،، والسبب لا يحتاج إلى أي تحليل إقتصادي ،، ولا إلى أي من هؤلاء الذين أخذوا القاب محللين وخبراء اقتصاد،، حيث كان الداخل في السوق أكثر من الخارج منه،، تركنا حتى عماد الدين أو اجلناه لنضارب بالسهم والسهمين !!

كان أمرا طبيعيا أن لا يرتفع المؤشر فقط،، بل ويتكسر،، بل ويتحطم !!

إليكم ما استطعت تدوينه عن :

طفرة سوق الأسهم السعودية السابقة حتى يوم نكسة فبراير، يُحال لعوامل عدة ،، ،،
قد يوضح ترتيب سياقها بعض ما خفانا.
لكن، هل نحيل مسألة انهيار سوق الأسهم إلى عدم تكافؤ فئاته ؟
(صناع) و(هوامير) و(منظمين) وأطياف المستثمرين المساهمين !!
لا ننسى (سجية) سرعة قرار المستثمر والمساهم الصغير!!
ولا ننسى تهور اتخاذ القرار لدى هذه الأطياف دخولا أو خروجاً !!

صغار المستثمرين لهم حصة الأسد في دفة السوق نحو الانهيار !!
وهذه حقيقة،، مازال صغار المستثمرين يجهلونها دون سابق علم !!
عدد محافظ صغار المساهمين أكثر بكثير من عدد محافظ الهوامير !!
قِيل أن عدد محافظ صغار المستثمرين أكثر من 300 مئة ألف بكثير !!
هذا ولو نضربها في 50 ألف (الحد الأدنى لفتح أي محفظة) آنذاك !!

لكن،، دعونا نلقي نظرة على بعض فئات التداول:

صناع السوق: في الماضي
من كانوا ؟ وكيف أتوا؟
بالطبع ،، كانوا أكثر من فئة،
ابتداء من أفراد هيئة سوق المال
(قد نعتبرهم صناع للسوق في السابق)،
لكن التنظيم الجديد اليوم يعزلهم ضمن منظمي أو مشرعي السوق.
الذي حل محل معظمهم صناديق اليوم وصندوق التقاعد والتأمينات !!

كان من الهوامير آنذاك قياديين في هذا المضمار أمثال:
الوليد بن طلال،
لبنى العليان،
إبراهيم الراجحي (الكيماوي)،
نعيم (تميز بالمحافظ)،
سليمان الراجحي،،

ربما نضيف إليهم بعض رؤساء مجالس إدارة شركات أمثال:
الصانع،
الشثري،
اللحيدان،
الحكير،
المطرودي،،

إضافة إلى ما تتفرد به مؤسسات ذوات أسماء عائلية، أمثال:
الجواهرجي،
الزامل،
فتيحي،،

ويجب أن لا ننسى بأن أموالهم لم تكون ركيزة لسوق الأسهم !!
ويجب أن لا تشكل أموال هؤلاء أي قوة تسيطر على إمكاناته السوق !!
من هذا المنطلق ،، يأتي السؤؤال: من أين تأتي هذه الأموال ؟!

عودة رؤوس الأموال: إلى جانب القوى المالية المستثمرة داخلياً وخارجياً،
يجب ترشيح أحداث (11 سبتمبر 2001م) كأحد أهم هذه العوامل !!
مضايقات ضد أصحاب الأموال المهاجرة أو عودة معظمها !!
ثم وصلت عودة رؤوس تلك الأموال المهاجرة حتى بعد 2005م !!
أموال واصلت تدفقها إلى السوق الخليجية من أوربا ومن أمريكا !!
أضف إلى ذلك عودة الأموال المهاجرة منذ حرب الخليج الأولى !!
عودة بعض تلك الأموال إلى أسواقنا إما مع أصحابها أو بدونهم !!
هنا ،، قد نثير الشك في ولاء بعض أصحاب رؤوس هذه الأموال !!
وهؤلاء ،، قد يكونوا هم الهوامير الجدد الذين أحدثوا تلك الزوبعة !!
واليوم يصعب على هذه الفئات التأثير على سوقنا بعد التنظيم الجديد !!

صناديق البنوك:البنوك المحلية السعودية: قامت بفتح صناديق استثمارية جديدة متنوعة، وتحديث صناديقها القائمة بتباين في نوعية تداولاتها السوقية. وكانت متنفس للمقيمين في السعودية، لوائح وتنظيمات هيئة السوق المالية دعّمت هذه الصناديق لتلعب جزء من أدوار صانعي السوق، وهي الداعم الثانوي بعد صناديق الدولة (التقاعد) و(التأمينات) والموازيات التي تحتوي على مئات آلاف الملايين من الريالات – وتحت رقابة هيئة المال.

الاكتتابات:أربعون شركة جديدة، هذا يعني مضاعفة عمق السوق بمضاعفة عدد الشركات داخل سوق الأسهم،، كانت 80 شركة، فأصبحت 120 شركة،، فلقد دخل السوق خلال عامين شريحة كبيرة من صغار المستثمرين، فُتِحَت بموجبهم مئات الآلاف من المحافظ في بنوكنا المحلية، وتزايدت حركة وتنوع الاكتتابات، في سوقنا من 2004م إلى 2006م.

بدايات الاكتِتابات كانت: الاتصالات السعودية، الصحراء، البلاد، اتحاد اتصالات، المراعي، سدافكو، الأبحاث، العجلان، جبل عمر والورق،، ثم جاءت موجة أعظم بداياتها كانت: عشرون شركة تأمين وإعادة التأمين، ومن البتروكيماويات: ينساب، سبكيم، المتقدمة، كيان، بترورابغ، ومن التطوير العقاري: أعمار، جبل عمر، دار الأركان، بدجت السعودية، تبعتهم زين للإتصالات، بنك الإنماء، الخليج للتدريب، الحكير، الدريس، البابطين، مجموعة المعجل، العبد اللطيف، بي سي آي، الفخارية، مسك، البحر الأحمر،، ،،

حوت الاكتتابات صغار المستثمرين ولمن لم يجد قنوات استثمارية إلا في سوق المال، ولمن يتملص من عدم أمنية المساهمات العقارية، أو لمن جاء هارباً من سوق العقار الذي بولغ في فقاعته الأخيرة. وكذا تأخر تنظيم العقار ونظام الرهن.

هوامير السوق الأوائل أخذوا طريقهم نحو مشاريع استثمارية بعيدة المدى،، أما الهوامير الجدد فلقد أصبحوا (حيتان) تعجز عن تحريك دفة السوق مع صغار المستثمرين. وأصبح سوق الأسهم السعودي: أسعار أرخص، شركات أكثر (يصعب السيطرة عليها). حتى عمليات التجميع والقروبات أصبحت ضدهم، والشركات الخاسرة أو الهزيلة لم تعد في نظرهم تجزي العناء.

بعد تسهيل طرق الاكتتاب، نجد اليوم تهافت شرائح كبيرة من المواطنين إليها، أصبحت بالفعل البديل للمساهمات العقارية، وتوافد المستثمرين والمساهمين إلى سوق الأسهم، بسبب نجاح نظام حماية السوق كاستثمار بحد ذاته، بالتشهير بالمتلاعبين من مضاربين أو شركات أو بعض رؤساء الشركات، أصبحت معظم أدوات سوق الأسهم تخدم شرائح المستثمرين.

رجح المحلِلون في السابق أسباب انهياري مايو 2005م، و6 أكتوبر إلى خيانات بين الهوامير الجدد أنفسهم. وهذا يصعب تصديقه، هل كان صناع السوق في غفلة من هذا الأمر؟ أم هو جهلهم بقدرات الهوامير الجدد في تغيير دفة السوق لصالحهم. أم قدراتهم على التحكم بالسوق؟

محلِلُون وخبراء اقتصاد: (هؤلاء)
قبل انهيار فبراير،، كثرت علينا أسماء هؤلاء الناس،، بينما كان سوق الأسهم في ذلك غير طبيعي، ليس فقط في عمقه وضآلة حجمه وكثرة ثغراته وسهولة اختراقه !! وكان هؤلاء في وادي، والناس في وادي والسوق في وادي آخر،، كان سعر السهم الواحد يصل إلى (8000) ريال!! كان عدد الشركات المساهم أقل من (80) شركة !! وتضاعف المؤشر في أقل من (8) أشهر،، وخرج بعضنا من السوق (الغير طبيعي) آنذاك !! بينما باع البعض منزله وباع أغلا ما عنده !! والآخرون تدينوا ليضعوا ثقلهم في السوق،، بينما (هؤلاء) يعني المحللين،، لم يصلنا منهم أي تحذير على خطورة السوق (الفقاعة آنذاك) ،، وإذا بفبراير (شهر الجلطات) يباغت كل غافل،، ويطيح بهم !! وهناك من واصل الأمل بمضاعفة ديونه وبيع النفيس لدية والدخول إلى السوق (مغامراً) مع أقوال (هؤلاء) دون جدوى،، !! ؟؟ ربما كنا أفضل منهم عندما خرجنا من السوق قبل كبوته. وهذا يوصلنا إلى باب آخر: فئات السوق.

الفئات المختلفة: قبل انهيار فبراير، تبلورت في السوق مكانة هوامير سوق الأسهم، أمثال: التويجري، القحطاني، الكنهل، دقاق، العمري. ومن ثم، إنضم إلى زواياهم شركات تشغيل الأموال أمثال: معجب القحطاني، هامور عسير، وهوامير أخرى تستثمر في الشركات صغيرة، المهم شركات هزيلة يسهل السيطرة عليها. لماذا؟ من أجل تحقيق مكاسب أكبر في أقل وقت ممكن، دون عناء.

قبيل الفقاعة،، مشكلة أخرى قيام بعض البنوك بتمويل بعض صغار المستثمرين، نظرية: أعطيك مليون ريال كل سنة وتعطيني 40 ألف كل شهر. من هذا المنطلق وغيره

فئات مختلفة وغير متكافئة بدأت نهاية أكتوبر 2005م، برفع قيمة أسهمهم، وصار الكل يكسب، أمر حيّر صانع السوق في في نفسه، كانوا مجبرين على رفع أسهم الشركات.

كوارث، جاءت بقرارات مرتجلة،، كان من الواجب تدخل هيئة سوق المال في الحال، ولكن تدخلها جاء بصدور قرار: 5% من الأسهم، ثم إلغاء الربع ريال، ثم خفض التذبذب 5%، ثم 10%، ثم عودة الربع ريال،، لم يكن هدف المستثمر في التملك، وإنما في ربح سريع، يتبعه انسحاب فوري، نظرية: السهم كالجمرة، أرمها في يد غيرك قبل إقفال السوق، والخاسر (غشيم) بهذه العصا السحرية.

نتيجة قرارات الهيئة: انهيار تلو آخر، وعدم قدرة صانع السوق أو الهيئة كبح نزول المؤشر،، والمحلِلُون في خبر كان (دون أخواتها)،، بعدها قامت الهيئة بإصدار قرار إيقاف دون تشهير بالمخالفين،، محافظة على مكانتهم، والخاسر آلاف المستثمرين الصغار!!

لذا،، اتبع صغار المستثمرين مؤشرات أخرى، منها: إتباع الأقوى، صناع سوق حقيقيين، كانوا راضين على وضع صعود أسعار الأسهم الغير مطمئن منذ رمضان 2005م وحتى نهاية شهر المحرم، كان صناع السوق (الأوائل) مستاءين لما أحدثه الصناع الجدد بالسوق، ربما غيرة مما حققوه من مكاسب في (سوقهم) هذا. بينما من المعروف أن صغار المساهمين هم أول من يهرب في أي نزول (هروب القطيع).

سوق المال وصناع السوق الأوائل
يُقال،، لقد تساعد مع هيئة سوق المال كل من:
لبنى العليان،
الوليد بن طلال،
سلميان وإبراهيم الراجحي،
ومدراء صناديق البنوك.

يُقال: اتفقوا على التسييل والنتيجة
نزول تبعه هبوط، فانهيار جديد !!
كانت ضربة مؤلمة لصغار المستثمرين
وهذه لا نشك بأنها (رمية من غير رامي) !!
كانت هذه الرمية لصالح الهوامير (الجدد)
هوامير لم تحن الفرصة لظهور أسمائهم أو مراكزهم بعد !!
بعدها،، بدأ يتفاعل السوق ككل مع هذه الضربة
ضربة مميتة للكثير من صغار المستثمرين
ضربة تنعش أجواء من لا هم له سوى انهيار السوق ،،
إتمام عمليات البيع مع أزمة لبنان بشكل متهور
فيها ،، احتجز هوامير الطفرة صغار المستثمرين !!

قصف عشوائي:قد نعتقد إن هذا درس قد يكون كافياً لبعض الفئات المتداولة في السوق
تذكروا بداية القصف العشوائي،، كانت بدايته بعد تدخل كل من:
الوليد والراجحي ونعيم:

عرض أكثر من ربع مليون سهم من أسهم كل من:
سابك، التصنيع، بعض البنوك، سابك، الاتصالات،
والدوائية، المجموعة، الخزف، الغاز وبنسبتها الدنيا.

طبيعي أن تستعيد الهوامير سيولتهم في السوق !!
معاودة شراء ما باعوه بثمن أقل وكمية أكثر !!
تكرار نفس خطوات هذه العملية مراراً في أيام !!

الغريب !! بعضهم خرج على قنوات فضائية وصحف،
ينصح صغار المساهمين وصغار المستثمرين بعدم البيع !!

المؤسف عدم تدخل ملاك الرأي والحكمة والمعرفة
من أساتذتنا الأكاديميين إعلامياً في جامعاتنا السعودية
رغم حنكة معظمهم التحليلية والتقديرية للموقف هذا

المؤسف أن سكوتهم كان من أسباب السماح
لظهور من أدعوا خبرة التحليل (هؤلاء) على الساحة
يتشدقون بالقول والرأي

كلمة أخير: السوق السعودي اليوم،
إعادة هيكلته السوق الجديد من (8) قطاعات إلى (15) قطاع
زيادة عدد الشركات المساهمة من (80) شركة إلى (120) شركة
عدم احتساب مؤشر السوق للأسهم المصدرة (34) ألف مليون سهم
بل التعامل بالأسهم الحرة المتداولة في السوق (12) ألف مليون سهم

يجب أن نؤمن بأن نسبة المخاطرة كبيرة في سوق أي بورصة
يجب أن لا نضع البيض في سلة واحدة مهما كانت الظروف
يجب أن نبقي الثلث من رأس المال نقداً في المحفظة دوماً
يجب أن نبقي الثلث الآخر في أسهم ذات استثمار طويل الأجل
يجب أن لا نضارب بأكثر من محتويات المحفظة
يجب أن لا ننتقل من سهم هبط ثمنه إلى آخر كونه صاعداً
يجب أن نتخلص من مشكلة السهم المفضل
يجب أن نأخذ حوائجنا بالكتمان حسب حديث المصطفي
صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم رواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، والبيهقي في شعب الإيمان، وأبو نعيم في الحلية، وابن عدي في الكامل، والعقيلي في الضعفاء، ولفظه: "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود". وهو مروي من حديث معاذ بن جبل، وعلي بن أبي طالب وابن عباس وأبي هريرة وأبي بردة. أو كما قال صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته