دمشق (شينخوا) : حققت المعارضة السورية تطورا سياسيا تبلور في تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بهدف توحيد جهود المعارضة التي عانت من الانقسام منذ بدء الأزمة السورية قبل حوالي 20 شهرا.



وفى الوقت نفسه، تباينت آراء بعض المحللين والقوى السياسية المعارضة في سوريا من ولادة هذا الائتلاف الجديد، فمنهم من وجد فيه عقبة أمام الثورة السورية، وبعضهم رأوا فيه خطوة ايجابية وان جاءت متأخرة.

واتفقت قوى وفصائل المعارضة السورية أمس الأحد على تشكيل ائتلاف موحد سمي "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في خطوة وصفها مجلس التعاون الخليجي بأنها "انجاز تاريخي".

وانتخب المشاركون في اجتماعات المعارضة السورية الذي استمرت أربعة أيام في الدوحة، الداعية الاسلامي احمد معاذ الخطيب رئيسا للائتلاف، بينما انتخب كل من رياض سيف وسهير الأتاسي كنائبين للرئيس ومصطفى الصباغ أمينا عاما للائتلاف.

وتنص بنود الاتفاق، الذي توصل اليه المعارضون، على إنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تكون عضويته مفتوحة لكافة أطياف المعارضة السورية.

واتفق المعارضون على "اسقاط النظام بكل رموزه واركانه، وتفكيك أجهزته الأمنية، والالتزام بعدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام".

وينص الاتفاق، الذي نشرت بنوده على مواقع المعارضة السورية على الانترنت، على تشكيل حكومة مؤقتة بعد حصول الائتلاف على الاعتراف الدولي.

وكانت اجتماعات مكثفة بين اطراف المعارضة السورية عقدت في الدوحة بهدف توحيد صفوفها، وسط ضغوط إقليمية ودولية على التيارات التي اجتمعت بالدوحة في سبيل توحيد كلمتها.

ومن المنتظر ان يمثل هذا الائتلاف طيفا واسعا من المعارضة السورية في الخارج، سعيا إلى الاعتراف الدولي وتلقي الدعم من مختلف الأطراف الدولية والاقليمية المعنية بالملف السوري.

والسؤال الذي يطفو على السطح هل سيؤثر هذا الائتلاف الجديد على مسار الأزمة السورية ؟، وهل سيتمكن من استقطاب مختلف تيارات المعارضة، ومن ثم انتزاع الشرعية التي تمكنه من تشكيل حكومة مؤقتة في المنفى والاستمرار في مقارعة النظام ؟



وأكد حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة ان تشكيل الائتلاف الوطني هو خطوة ضرورية شريطة ان تتبعها خطوات وإجراءات أخرى لتكريس توحيد صفوف المعارضة عبر صيغ توافقية وباشراف دولي واقليمي تتمخض عنه قيادة موحدة لقوى المعارضة في الداخل والخارج.

وقال عبد العظيم الذي يمثل احد اقطاب معارضة الداخل، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الاثنين) إن " ما صدر من بيانات وتصريحات عن هذا الائتلاف تعبر عن مرونته وانفتاحه على كافة اطياف المعارضة على عكس المجلس الوطني السوري المعارض الذي مارس سياسية الاقصاء وكان راديكاليا في قراراته.

من جانبه، اعتبر الناشط والمحلل السياسي السوري فاروق حجي مصطفى ان " ما تم انجازه في الدوحة كان يجب ان ينجز منذ اليوم الاول للثورة "، مشيرا إلى أن تأخر المعارضة في لم صفوفها اساء للثورة، وكان سببا مباشرا لتدهور الاحوال في البلاد.

وأضاف مصطفي في تصريح ل((شينخوا)) إن " تأسيس هذا الائتلاف سيعطي دفعا وقوة للحراك الثوري "، معربا عن أمله في ان " يلعب هذا الائتلاف دورا حقيقيا مساعدا لحل الازمة السورية خصوصا وأن غالبية الاطياف المعارضة متمثلة في هذا الائتلاف ".

واتفق الناشط الكردي مع سابقه على أن هذا " الائتلاف يتفوق على المجلس الوطني السوري الذي تم تأسيسه بإرادة تركيا وكان تيار الاخوان المسلمين طاغيا عليه وعلى آلية عمله ".

وأعرب مصطفى عن اعتقاده بأن الاكراد في سوريا " ينظرون بايجابية لهذا الائتلاف كونه انشأ على اسس توافقيه، وليس هناك طرفا سياسيا واحدا يمكن ان يسيطر عليه ".

يشار إلى أن منصب النائب الثالث في الائتلاف الجديد والذي سيعود إلى شخصية كردية قد بقي شاغرا إلى ان يتوصل الاكراد إلى اتفاق بهذا الخصوص.

بدوره، قلل المعارض السوري لؤي حسين من أهمية هذا الائتلاف، وزاد بأن الائتلاف سيساهم في تعقيد الازمة بدلا من حلها ذلك ان هدفه ينصب على اسقاط النظام دون التحديات الكثيرة الأخرى التي تواجه البلاد.

وقال حسين رئيس تيار بناء الدولة السورية المعارض لـ ((شينخوا)) إن " طرح حكومة منفى كما ورد في بنود الائتلاف هو اعتداء على حق السوريين في تقرير مصيرهم واختيار ممثليهم، وهو اعتداء على المعارضين قبل الموالين "، واصفا هذا الإجراء بأنه " لعبة استعمارية مكشوفة ".

وأعرب حسين عن رفض تياره الذي ينشط في الداخل السوري لاي حكومة منفى، محذرا من ان تياره " سيواجهها بكل قوة لانها تنطوي على تسليم البلاد لعواصم كبرى مقابل محاولة اسقاط النظام السوري" .

وعانت المعارضة السورية في الفترة السابقة من انقسامات داخل مكوناتها، الأمر الذي ادى إلى فشل في توحيد الرؤى تجاه الأوضاع في سوريا، ما انعكست سلبا على وضعها كمكون ممثل لأطياف من المجتمع السوري.

ورغم التحديات التي تواجه هذا الائتلاف السوري المعارض الجديد، الا انه من المنتظر ان يحظى بتأييد دولي ويلعب دورا في تحسين أداء المعارضة السورية بما ينعكس ذلك على الأوضاع في البلاد وينهي الأزمة الناشبة منذ حوالي 20 شهرا.

__________

ترحيب أوروبي بتشكيل ائتلاف لقوى المعارضة السورية


الشرق الأوسط : رحبت مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بتشكيل ائتلاف المعارضة السورية الذي أعلن تشكيله في العاصمة القطرية الدوحة الأحد، في وقت دعت فيه جامعة الدول العربية باقي أطياف المعارضة السورية إلى الانضمام إلى الائتلاف الجديد.

وقالت آشتون على هامش مشاركتها في الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي في القاهرة "نحن نجتمع اليوم وندرك تماما الوضع المريع في سورية، وأريد أن أرحب بالعمل الذي تحقق في الدوحة لبناء وتوحيد مجموعات المعارضة السورية، لكي تكون ممثلة للشعب السوري، وتكون محددة في الجهود التي يبذلونها من أجل مواطنيهم".

وأثنت آشتون على جهود المبعوث الدولي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في التوصل إلى حلول للأزمة الراهنة، مشيرة إلى أن "المأساة في سورية لا تنعكس على هذا البلد لوحده بل تؤثر على المنطقة برمتها". وأضافت أن الجميع يدرك مدى التحدي الذي تمثله الأزمة في سورية على الاستقرار في المنطقة.

وأوضحت المسؤولة الأوروبية أن "الدول الممثلة هنا في هذا الاجتماع تدرك التحدي المتمثل في قضية اللاجئين السوريين الذي يفرون من أجل حماية أنفسهم، ومن التهديد الذي يشكله العنف الدائر هناك".

ومن جانبه، دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي جميع أطياف المعارضة السورية إلى دعم الائتلاف الوطني للمعارضة وقوى الثورة السورية، وطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بمظلة المعارضة السورية الجديدة.

وقال العربي في كلمته خلال افتتاح الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي "نجدد دعم ومساندة الجامعة لائتلاف المعارضة السورية". وأضاف العربي قائلا "نأمل أن تنضم إليه بقية تيارات المعارضة السورية كما نحث دول العالم على نصرته والاعتراف به وتقديم الدعم له".

وكانت الجامعة العربية قد اعترفت الاثنين بالائتلاف الوطني السوري باعتباره "الممثل الشرعي للمعارضة السورية".

مساندة فرنسية

وفي سياق متصل أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اثر لقائه قادة الائتلاف الوطني السوري الثلاثاء في القاهرة، أن فرنسا ستدعم هذا الائتلاف الذي اتحدت تحت لوائه غالبية أطياف المعارضة السورية.

وقال الوزير الفرنسي في ختام الاجتماع "الآن هم متحدون، هذا مهم جدا.. فرنسا ستدعمهم".

وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن فابيوس التقى في القاهرة كلا من رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب ورئيس المجلس الوطني السوري، أبرز مكونات الائتلاف، جورج صبرة.

ولم يتطرق فابيوس ما إذا كانت باريس ستعترف بالائتلاف، لكنه أشار إلى أن بلاده "لطالما كانت في طليعة" داعمي المعارضة السورية التي خطت لتوها خطوة بالغة الأهمية" بتوحدها في هذا الائتلاف.

في السياق ذاته، قال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان الثلاثاء، إنه لا يزال من السابق لأوانه الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، داعيا إياه إلى بذل المزيد من أجل توحيد الفصائل المسلحة تحت مظلته.

وقال لو دريان للصحافيين في باريس إن ما حدث في الدوحة هو بمثابة خطوة إلى الأمام، وأن فرنسا تعتبر أن الخطوة لا تزال غير كافية لكي تؤدي إلى الطريق الصحيح.

وأضاف المسؤول الفرنسي أنه "على الرغم من أن الوحدة السياسية مهمة، إلا أنها يجب أن تكون مصحوبة بخطوة توحد مختلف الجماعات المسلحة".

اشتباكات في دمشق

ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأحياء الجنوبية في دمشق تشهد اشتباكات بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية التي تقوم بقصف عدد من المناطق في هذه الأحياء.

وأفاد المرصد في بيانات متتالية منذ صباح الثلاثاء بأن أعمال القصف طالت حي التضامن، حيث تدور منذ الاثنين اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية "التي تحاول السيطرة على الحي" ومقاتلين معارضين.

وأشار المرصد إلى سقوط قذيفة على منزل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين القريب من حي التضامن.

ومن جانبها، قالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إن "وتيرة القصف اشتدت على حي التضامن وأطراف مخيم اليرموك وسط سماع صوت إطلاق نار كثيف ومحاولة قوات الأمن وجيش النظام اقتحام المنطقة".

وفي ريف دمشق، تتعرض عدة مناطق للقصف، مما تسبب، حسب المرصد، بمقتل سبعة مدنيين، ستة منهم في مدينة داريا حيث هاجم مقاتلون معارضون حواجز للقوات النظامية.

وقتل مقاتلان معارضان في اشتباكات ريف العاصمة الثلاثاء، فيما "قتل 10 عناصر من القوات النظامية إثر اشتباكات مع مقاتلين اقتحموا محطة بث تلفزيوني وكلية الزراعة في قرية خاربو".

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، شنت طائرات حربية غارات جوية على مدينة راس العين القريبة من الحدود مع تركيا لليوم الثاني على التوالي، بعد أن استولى عليها المقاتلون المعارضون الجمعة الماضي.