البقاع، شرق لبنان (شينخوا) : يحشر النازح السوري من ريف دمشق عبيد المزبودي، افراد عائلته السبعة داخل غرفة صغيرة في الطرف الشرقي من بلدة البيرة في البقاع بشرق لبنان، لاحيلة لهم سوى الإنكفاء تحت حرامات قطنية من النوع الخفيف، في محاولة لإتقاء الامطار التي تزامنت والبرد مع عيد الأضحى.



يقول رب العائلة "كنا بصدد الخروج من المنزل مع اطفالي الى الطبيعة، علينا نشتم رائحة العيد، لكن كل الظروف من حولنا حالت دون ذلك: الفقر العوز والطقس ناهيك عن الم الغربة، كلها عوامل اجتمعت لتنكد علينا فرحة العيد".

ويضيف "همنا اتقاء البرد القارس الذي بدأ يطرق اماكن التهجير، لم نفكر بالعاب الأطفال ولا بالحلوى، نكتفي بما يسد الجوع من علب السردين والبيض المسلوق والشاي وهي الحصة الغذائية التي توزع علينا من قبل الجهات المانحة".

ويأمل المزبودي ان "تصمد الهدنة التي اعلنها المبعوث الدولي في بلدنا سورية، ولتكون مقدمة لوقف شامل وعودة الحياة الطبيعية، وعندها يكون عيد الأعياد، عيد العودة الى ديارنا".

النازح من حلب حسون الحرفوش، وهو اب لستة اطفال، يقول "همنا ومنذ ساعات الفجر سد نوافذ هذه الغرفة الصغيرة حيث نسكن منذ 5 اشهر، باغطية البلاستيك، علنا ننجح في منع تدفق مياه الأمطار الى الداخل".

ويضيف الحرفوش "شبح الشتاء مشكلة كبيرة، وقد تكرم علينا اهل الخير بملابس للأطفال، انها ملابس عتيقة لكنها مقبولة، لكن بالنا ليس بمأكل أو ملبس بل همنا ان تنتهي الحرب ويتوقف القتل ونعود لنركز خيمة فوق انقاض منزلنا الذي دمر بالكامل، وعندها سيكون للعيد نكهة ونفرح جميعا بعودة الهدوء والإستقرار".



اما النازحة فطيمة الغفران التي قصدت مع صباح العيد دكانا صغيرا للسكاكر الشعبية محاذيا للمدرسة التي تشغل فيها احدى الغرف عائلتها واشترت حلويات شعبية بقيمة 3 دولارات فتقول "هذا كل ما يمكن ان اقدمه لأولادي الخمسة في العيد، وحالتنا الاقتصادي خانقة جداً، والرجال لا يعملون لكن المهم ان لا تطول الغربة ولا تكبر المأساة".

وتضيف "الوضع مش مرتاح ببلدنا وفرح العيد غائب فالناس في حالة حداد على الشهداء الذين سقطوا بكافة مناطق سوريا".

والحداد هو حال النازحة ام علي فريدة الحيمور التي فقدت ولدها البكر حسين في معارك بابا عمرو، التي تقول "الكل يسأل عن وضع الأهل والأقارب في سوريا والجميع يلفه الحزن فيما الفقر والعوز سيد الموقف، أما العيد فيكون بالعودة الى ديارنا".

بدورها عبثاً تحاول أم وسيم، النازحة من ريف دمشق، حبس دموعها، فهي لم تستطع تأمين ملابس جديدة لأولادها فابنها وسيم الذي لا يتجاوز عمره 11 سنة، يريد أن يفرح بالعيد.

وتقول أم وسيم "الاتصال مفقود بيننا وبين أهلي وأهل زوجي فكل منهم مهجر الى منطقة ولا نعرف عنهم شيئا".

أما محمد العلي النازح الى بلدة الصويرة في البقاع الغربي فقد عجز حتى الآن عن تأمين مصدر رزق لعائلته المؤلفة من 7 أفراد، وهو يعيش من مساعدات الجمعيات الخيرية.

ويقول انه اضطر إلى بيع سوار زوجته كي يشتري ثياب وحلوى العيد لأطفاله، بعد عجزه عن إقناعهم بعدم جدوى ذلك.

ويشكو العلي من "قلة المساعدات ومن هم تأمين وقود التدفئة حيث يبلغ ثمن صفحية المازوت عشرين دولارا"، متمنيا "عودة بلدنا الى هدوئه وعزه".

وكان النازحون السوريون في البقاع قد تلقوا بمناسبة حلول عيد الأضحى مساعدات من جمعيات أهلية لبنانية شملت بحسب أحد الناشطين مواد تموينية وملابس في حين تلقى القليل منهم مساعدة مادية لا تتجاوز ال 25 دولارا امريكيا.

يذكر ان المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان كانت أعلنت في تقرير اذاعته خلال الاسبوع الجاري أن عدد النازحين السوريين في لبنان قد بلغ أكثر من 100 ألف نازح بينهم 29792 شخصا في البقاع بشرق البلاد وأنهم يتلقون الحماية والمساعدة من خلال جهود الحكومة اللبنانية والشركاء من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.



المصدر : وكالة انباء شينخوا