بعد لقاء دبلوماسيين إيرانيين بمعارضين سوريين بباريس وفيينا
العبدالله لـ"العربية": إيران تبحث لها عن بدائل لما بعد مرحلة بشار الأسد





دبي – هادي الطرفي، العربية.نت

[align=justify]قال الناطق بإسم لجان التنسيق المحلية في سوريا محمد العبدالله في تصريحات لـ"العربية" إن ايران بدأت تبحث لها عن بدائل لما بعد مرحلة الرئيس السوري بشار الأسد على حد قوله.

ويأتي كلام العبد الله تعقيبا على معلومات حصل عليها مراسلُ "العربية" في فرنسا تفيد بأن دبلوماسيين إيرانيين التقوا في باريس وفيينا معارضين سوريين في ظل ِ الأزمةِ السورية الراهنة.

وأفاد المراسل بأن المعارضين السوريين طلبوا من الإيرانيين تدخلَ طهران لحمايةِ المعارضين الذين سُيشاركون في المؤتمر الذي سيُعقد في السادس عشر من سبتمبر/أيلول المقبل في العاصمةِ دمشق، كما طالبوا بضرورةِ أن تتدخل طهران لحمايةِ المدنيين السوريين إو الوقوفِ على الحياد.

وقال محمد العبدالله، في مقابلة مع "العربية.نت": "إننا لا نريد أن تطلب إيران من بشار الأسد التنحي من الحكم بل وقف عمليات القمع"، موضحاً أن طهران قد أرسلت معدات تقنية خاصة في مجال مراقبة الإنترنت وكذلك خبراء لتقييم المظاهرات على الأرض ووضع استراتيجية للنظام السوري".

واعتبر أن "الليونة التي أبدتها إيران في موقفها من الأزمة من خلال دعوة الاسد الى "تلبية المطالب المشروعة للشعب" بأنها على الارجح مؤشر على قناعتها بأن نظام الأسد سيسقط"، مشيراً الى مواقف مماثلة لروسيا والصين بهذا الشأن.

وأوضح "إننا نريد إقامة علاقات متوازنة مع إيران شأننا شأن جميع دول العالم والخروج من هذه الحالة التي جعلت بلادنا ملحقاً للنظام الإيراني في الكثير من المجالات"، قائلاً إن "النظام السوري يتخذ مواقفه على أساس مصالح ايران وليس مصالح شعبه".

وعن هذه المواقف قال محمد العبدالله إن "سوريا سارعت بالاعتراف بالانتخابات الرئاسية الايرانية التي شابها عمليات تزوير، كما أعلنت مراراً أنها تعارض العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على ايران في القضية النووية".

وأردف أن النظام السوري وخلافاً للقوانين الدولية قام بتسليم لاجئين أهوازيين (من الأحواز) الى السلطات الايرانية، في حين أن بعضهم كان قد حصل على حق اللجوء من الامم المتحدة لكنها اعتقلتهم في المطار وأعادتهم الى طهران.



وكانت صحيفة "لوفيغارو" في عددها الصادر أمس الثلاثاء نقلاً عن مصادر بارزة في المعارضة السورية أن مسؤولين إيرانيين اجتمعوا مع معارضين سوريين في إحدى العواصم الغربية وبحثوا الأزمة الراهنة في البلد.

وكتبت: "إن حزب الله اللبناني سعى بدوره إلى خوض محادثات مباشرة مع معارضين سوريين، معتبرة أن أمينه العام حسن نصر الله بدا في خطابه الأخير، الجمعة الماضية، أقل حماسة في دعمه للرئيس الأسد عما عبّر عنه في خطاباته السابقة".

ونقلت الصحيفة عن معارض سوري بارز، رفض الإفصاح عن اسمه، أن "المعارضة لن تدير ظهرها لإيران إنما تطالب بإعادة التوازن في العلاقات السورية - الإيرانية وهي في مطلق الأحوال لن تتبنى سياسة معادية لإيران".

وعن زيارة أمير قطر الخميس الماضي إلى طهران كشفت "لوفيغارو" أنها "هدفت الى حضّ النظام الإيراني على الحفاظ على مسافة بينه وبين النظام السوري وإلى طمأنة حزب الله الى وضعه المستقبلي في حال تبدّل نظام الحكم في دمشق".

وتدعم السلطة الإيرانية الرئيس السوري الذي تعتبره حليفاً استراتيجياً لها في المنطقة، لكن المعارضة الداخلية والخارجية أعلنت تضامنها مع الشعب السوري الذي يطالب بإسقاط الرئيس وإقامة حكم ديمقراطي.

وشكّل موقف أكبر هاشمي رفسنجاني بشأن تطورات سوريا استثناءً في موقف رجال الحكم في إيران، حيث وصف الشعب السوري بـ"المقاوم"، وقال في تعليقه على الأحداث الإقليمية: "العالم تغير والأحداث التي تشهدها المنطقة هي نتيجة لتنامي وعي الشعوب حيث إنهم لن ينصاعوا بعد للاستبداد".

وقال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في 28 مايو/أيار الماضي: "شعوب المنطقة أصبحت يقظة وذكية ومناضلة. الشعب اليمني يخرج الى الشوارع منذ شهور ويقدم شهداء، وفي ليبيا يحارب الشعب ويقتل كما أن الشعب في سوريا يقاوم".

لكن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي الذي أكد خلال أزمة الانتخابات أنه يميل لمواقف أحمدي نجاد أكثر من مواقف رفسنجاني في القضايا المختلفة، اعتبر أن سوريا تعاني من "مؤامرة خارجية" تقودها الولايات المتحدة الامريكية.[/align]