مقتل عقيد في الجيش وجنديين و4 من القاعدة في معارك مع التنظيم في زنجبار
اعتقال 5 أشخاص على خلفية محاولة اغتيال الرئيس اليمني
والمعارضة تحض دول «التعاون» على تسريع انتقال السلطة




أحد المتظاهرين ضد الحكومة ينام على سجادة قرب خيمته في صنعاء

"الاقتصادية" من الرياض

أفادت مصادر دبلوماسية في اليمن أمس بأن خمسة أشخاص اعتقلوا في إطار التحقيق حول محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الثالث من حزيران (يونيو).

وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف أنه تم التحقيق مع 50 شخصا على خلفية هذا الهجوم.

وأصيب صالح خلال الهجوم الذي استهدفه في أثناء تأديته صلاة الجمعة مع كبار مسؤولي الدولة في مسجد القصر الرئاسي، ونقل بعد ذلك إلى الرياض لتلقي العلاج.

وقتل 11 شخصا من حراسة الرئيس وأصيب 124 شخصا بينهم عدد كبير من المسؤولين لا سيما رئيس الوزراء علي محمد مجور ورئيس مجلس النواب عبد العزيز عبد الغني.

وكانت أصابع الاتهام قد وجهت في بادئ الأمر إلى آل الأحمر الذين خاضوا معارك قاسية مع القوات الموالية لصالح في الأسابيع الأخيرة، إلا أن مصادر حكومية اتهمت القاعدة في وقت لاحق، كما أثير أيضا احتمال تعرض صالح لهجوم بواسطة طائرة من دون طيار.

لكن الهجوم قد يكون مدبرا من قبل أشخاص داخل النظام بحسب خبراء أمريكيين.

وأكد مكتب ستراتفور الأمريكي للشؤون الاستخبارية الخميس أن الانفجار سببه قنبلة وضعت في مسجد القصر الرئاسي وليس قصفا بقذيفة هاون أو مدفع.

وبنى الخبراء الأمريكيون في المكتب استنتاجهم هذا على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج ووصلتهم الثلاثاء.

وقال سكوت ستيوارت نائب رئيس مكتب ستراتفور والمكلف شؤون الاستخبارات التكتيكية إنه "بعدما نظرنا إلى هذه الصور عن كثب تمكنا من تحديد أن الانفجار ناجم بالفعل عن عبوة ناسفة وليس عن ذخيرة عسكرية".

وتظهر الصور بشكل خاص أن حجارة المسجد دفعها عصف الانفجار إلى الخارج أكثر منها إلى الداخل، وكذلك الأمر بالنسبة إلى إطارات النوافذ.

وتمكن المكتب أيضا من تحديد فجوة صغيرة يحتمل أن تكون المكان الذي وضعت فيه العبوة الناسفة. واستنتج خبراء المكتب أن القنبلة زرعها أشخاص يعرفون المكان وعلى علم بعادات الرئيس.

وبحسب الخبراء فإن طبيعة الحطام تدعو إلى اعتقاد أن الشحنة الناسفة كانت من الطراز العسكري، مرجحين أن تكون من نوع "تي إن تي" أو "سيمتكس".

وخلص ستيوارت إلى القول إن هذه المعطيات جميعا "تشير إلى أنه كان على الأرجح عملا من الداخل".

من جهة أخرى، قتل عقيد في الجيش اليمني وجنديان أمس إضافة إلى أربعة مقاتلين من القاعدة في معارك مع التنظيم في زنجبار عاصمة محافظة أبين معقل التنظيم في جنوب اليمن، على ما أفادت مصادر عسكرية وطبية. وقال ضابط في اللواء 25 ميكانيكي "إننا خسرنا العقيد سالم الظبى الذي قتل صباح أمس" في معارك عنيفة في محيط معسكر اللواء 25 مدرع في زنجبار الذي كان مطوقا من مسلحي القاعدة.

من جهتها، حضت المعارضة اليمنية أمس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي على الدفع باتجاه انتقال سريع للسلطة في اليمن بهدف سد الفراغ السياسي الناتج من غياب الرئيس علي عبد الله صالح.

وقال المتحدث باسم اللقاء المشترك محمد قحطان "أشقاؤنا في الخليج، عجلوا في اتخاذ مواقف حاسمة وحازمة لنقل السلطة بصورة فورية وسلمية لنائب الرئيس" عبد ربه منصور هادي.

ومن المتوقع أن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا في جدة غدا للبحث في الشؤون الإقليمية لا سيما اليمن.

واعتبر قحطان في حديثه إلى وكالة الأنباء الفرنسية أن "الوقت ليس في صالح الاستقرار في اليمن".

وشدد على ضرورة نقل السلطة بسرعة "كي نتمكن بعد ذلك جميعا من الالتفاف حول نائب الرئيس وتنفيذ بقية بنود المبادرة الخليجية بما يخرج اليمن من محنته ويعيد أمنه واستقراره".

وكانت دول مجلس التعاون قد علقت في 23 (أيار) مايو مبادرتها التي تنص على تنحي الرئيس اليمني بعدما رفض الأخير التوقيع عليها، إلا أنها لم تسحبها.

واعتبر قحطان أن التدخل الخليجي السريع مطلوب "حتى لا يجد اليمنيون أنفسهم مضطرين للوقوف وراء شباب الثورة" الذين يطالبون حاليا بتشكيل مجلس انتقالي.

وقال قحطان إن "الأمر والنهي" في اليمن "ما زال بيد أولاد صالح" معتبرا أن "هناك سلطة مغتصبة".