ولكن عندنا جدات وأمهات وبنات يذهبن للمدارس


مامن أحد منا إلا ورأى بأم عينيه بعض السيدات الفاضلات من نسائنا من مختلف الأعمار الأمهات والجدات وحتى بعض الشابات اللائي فاتهن قطار التعليم في سني أعمارهن الأولى وهن يذهبن إلى مدارس محو الأمية فبعضهن اكتفين بمستويات تؤهلهن للقراءة والكتابة فمنهن من ذهبن إلى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم النسائية بينما واصل البعض الآخر القفز من فصل إلى فصل في المراحل الإبتدائية ثم المتوسطة بل إن بعضهن تقدمن لاختبارات الثانوية العامة وحققن نجاحات باهرة ولم يكتفين بذلك

فكانت الشهادة الثانوية وقود إصرارهن وتحديهن فواصلن الدراسات الجامعية إنتظاما وانتسابا وأعرف طرفا منهن وقد أنهين الدرجة الجامعية والتخرج وقد تجاوزت أعمار بعضهن العقد السادس وأكثر وربما قد يعرف أحدكم أو بعضكم من حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه من هاته السيدات العظيمات المثابرات وليست هذه العطاءات الكبرى وقفا على النساء فللرجال أيضا نصيب وافر من هذه الصور المشرقة

وشخصيا أعرف رجلا تربطني به صلة قرابة وهو قدوة حسنة أعتبره نموذجا للصبر والكفاح كان مؤهله العلمي ثاني ثانوي بعد أن تجاوز عمره 48ثمانية وأربعون عاما فأكمل دراسته الثانوية في القسم الليلي ولم يتوقف فانتسب للدراسة الجامعية حتى نال شهادة البكالريوس ولم يكتفي بذلك بل
واصل حتى نال بعد المشيب درجتي الماجستير والدكتوراه
وآخر مناصبه كان كبير المستشارين في جامعة أم القرى قبل أن تنال منه الجلطة الدماغية

وأغبطه ولا أحسده وقد حاولت أن أقتدي به وفعلت ولكن عبر منهج مختلف فقد ثابرت حتى نلت شهادات السجل التجاري والزكاة والدخل وشهادة البلدية كترخيص لموقعي التجاري وكذلك شهادة الدفاع المدني التي تثبت امتيازي في المحافظة على منشأتي من الحرائق والحوادث وحتى شهادة الإنتساتب لغرف الجباية التنجارية التي تغتال جيوب أعضائها وتدفن جزءا من مدخراتهم في صناديقها وكما يقول إخوتنا المصريين شعبيا


كل واحد وعلامه

فهذه حيلتي من الحرث العلمي شيك وفاتورة وسند قبض وكلها ضمن صنيديق كنز القناعة والإيمان المطلق من غير تزكية للنفس على الله
بأن ليس للإنسان إلا ماسعى
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى }النجم39
{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى }النجم40
{ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى }النجم41


نسأل الله عز وجل أن يعزنا بالقرآن الكريم
والسنن النبوية المطهره