الشورى تضبط وتحكم خلاف التنوع في الأمة، حتى لا يتحول إلى خلاف تضاد يؤدي بها إلى التنازع والتناحر والفشل قال تعالى : (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) فالشورى آلية يتم من خلالها تقليب وتدوير الآراء المختلفة والمتباينة حتى يتم الاهتداء لأصوبها وأرشدها، وبهذا يتجلى الحق والصواب وتتحقق اللحمة بين أبناء الأمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أراد أمرا فشاور فيه امرءا مسلما وفقه الله لأرشد أموره ) فالأمة التي تمارس الشورى في إدارة شؤونها تجدها أكثر لحمة وتماسكاً، وأفرادها أكثر قدرة في تحقيق الأهداف وتحمل المسؤوليات، وكما قيل إذا أردت أن تعرف كيف تدار دولة ما، فما عليك سوى النظر إلى أصغر مؤسسة فيها كيف تدار فإذا وجدت الاستبداد والاستئثار بالرأي هو الغالب، فحال الدولة لن يكون بعيداً عن واقع تلك المؤسسة .