كان عدد المستخدمات في تلك المدرسة 9
كنت كلما مررت على غرفتهن وجدتهن في عمل لا علاقة له بالمدرسة
واحدة تنقي الرز أو الجريش
وأخرى تعمل مطازيز غداؤها
المهم طلبوا مني المعلمات أن أطلب منهن عمل الشاي
كان الوقت قبل الفسحة بربع ساعة
سلمت عليهن وقلت أعملوا شاي
فأنهالت علي الدعوات من كل حدب وصوب
وهن على مجلسهن ملتفات على بعضهن
ويميزهن ما يضعن على أنوفهن من أزمة بحجم كف يدي
خضراء اللون
فذهلت وعدت لغرفة المعلمات وأخبرتهن فغشين علي ضاحكات
وأخبروني أنهن لا يتقبلن الأوامر
علينا أن ندفع لهن لعمل الشاي

ماذا لو وافقت تلك الدعوات باب مفتوح؟
ولما نصدر الدعاء في مقدمة ردودنا ؟
سامحكن الله
من سقطة لأخرى نقوم بعدها لنتدارك مثلها
حتى وصلنا لمرحلة النضج والوعي والإدراك
وأكتسبنا الخبرة وتمرسنا في المهنة
السؤال هو
هل يلحق ذمتي شيء مما كنت أقع فيه؟
لم يكن لدينا خلفية حول هذا الشأن
حتى وصلتنا فتوى الشيخ محمد بن عثيمين حول هذه الأمور
رحم الله شيخنا الفاضل وجعل فتواه حجابا له عن النار
ياليت أمي لم تلدني
وياليتني ما دخلت سلك التعليم مطلقا
وياليتني ما حملت كل هذا في عنقي
كانت الفتوى تنص على عظيم المسؤولية حول الوقت
وكنا نلقي الدرس ونخرج غير مبالين بالأمر
نظن أن ما يلزمنا سوى إلقاؤه عليهن
وما هي إلا ساعة قرأت الفتوى
حتى فارق النوم عيني
وتلبستني حالة شتات وفرار من ماض لا يشرف ألقى به ربي
فأصبت بمرض التكفير
فمنذ ما يقارب 8 سنوات وأنا أنفق ثلث مرتبي أو يزيد
في سبيل العلم
لعله يشفع لي خروجي من الحصص في الدقائق الأخيرة
كانت فتوى الشيخ رحمه الله واضحة محددة وجلية
لا يجوز لنا حتى الخروج لدورات المياة أعزكم الله
إلا بعد الإستئذان منهن
ونحسب الوقت ونحسب قدره المالي من رواتبنا وننفقه عليهن
يا الله من سيحسب الوقت بدقة
لماذا لم يتم تبليغنا بعظمة هذا الجرم
كان من نتيجة هذا الأمر أن قمت بتأليف كتاب دليل المعلمة التربوي
بمعاونة بعض الزميلات ليكون في متناول أيادي المعلمات المستجدات
حتى لا يقعن فيما وقعنا فيه
ولا يعانين ما نعانيه حتى يومنا هذا