[align=center]قـــــفا نبكي

[BIMG]http://meland.maktoobblog.com/userFiles/m/e/meland/images/1210093973.jpg[/BIMG]

خليلـيَّ بالرَّبْـعِ المُحيـلِ معـي قفـا
نحـيِّ «بأكّيـكَ» المعاهـدَ واصرِفـا

صُدورَ المطايـا حيـث شئتُـم فإنمـا
لديهـنَّ أدوائـي وهـنَّ لـيَ الشفـا

أمـا هـذه دورُ الأحبَّـةِ قـد عفـتْ
أمـا هـذه دورُ الـمـودَّةِ والصـفـا

مَغانٍ سقاني الدهر فيها علـى الظمـا
كؤوسَ المنى من كـلِّ أحـورَ أهْيَفـا

فلا تتركاها مـن جفـاءٍ مضـى بهـا
فذكْرُ الجفا أيـامَ ذكْـرِ الصَّفـا جَفـا

فديتُكمـا عُوجـا عليهِـنَّ واسحـبـا
خليلَيْكما فيهـا علـى الوجْـهِ والقَفـا

فمـا كـلُّ ربـعٍ يُشتفَـى بـمـرورِه يرَى
النحل مَنْ لم يدرِ في النحل ما خفا

لعمري لئن أمسَتْ عفاءً لفـي الحَشـا
لها منزلٌ لـم يَعْـفُ قـطُّ ومـا عفـا

كأنِّيَ لـم أسهـرْ بهـا حـولَ ماجـدٍ
جليدٍ من الفِتيـان سَمْـحٍ لمـن هفـا

تــراه إذا بــلَّ الصـقـيـعُ رداءَه
يسهِّـلُ بالأظفـارِ عظمًـا مُزخْـرفـا

ولم يَشْـدُ بالأسحـار خلفـي مغـرِّدٌ
يقولُ على آثـار مـن ذهـب العفـا

ولم أقْفُ إثْرَ الظَّعـنِ والليـلُ شامـلٌ
بوهـمٍ إذا كـلَّ المـراسـلُ خـذْرَفـا

يُعلِّلنـي مـن طـاب عَـلاً وينثـنـي
إلى شدْوِه والصبحُ هاديـه مـا خفـا

عضَضـتُ بنانـي وانثنيـتُ تلهُّـفًـا
وحـقَّ لداعـي الشـوقِ أن يتلهَّفـا

ونـاهـدةٍ تجـلـو أغــرَّ كأنـمـا
بأنيابِهـا صَـبَّ المهيـمـنُ قَرْقـفـا

على وجنتَيْهـا قـد جـرى مُتحيِّـرًا
ولبَّتِهـا مـاءُ المـلاحـةِ والصَّـفـا [/align]