بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
السيرة الذاتية
في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر في حي سكيرينة أجتمعت عائلة أبو غانم
على ذيك القهيوة والحليبة وسلطة ذيك الطماط بالحبحر النعجاني وخبز
العايدي جايبه غانم أربع حبات من مخبز حمدان اللي لوحته للحين حديد
ماتغيرت من التسعينات الهجرية...
الخبز ملفوف في فوطة البيالات ويجيبه وهو يصبح على البركة أبوه وأمة
ويحب روسهم ويدياتهم ويجلس على ذيك السفرة الخوص اللي أطرافها
سوداء عليها بقايا قرصان من حق البارح اللي روحت لهم أم بنيدر جزاها الله
خير...
ويفطرون بحب ووئام مامثله ومن خلصوا وشربوا الشاهي رفعت أم غانم
السفره والخبز حطته في الخبّازه والدله والبريق على الوجار في مسووّا
القهوه...
قام أبو غانم كالعادة يهندس في سيارته اللي قدام الباب فئة ماركّتو قيرها
علاقي مزبرق وهذا النوع أنقرض لذلك تلاقي أبو غانم ساخط على النظام
والمسئولين وتعب من تلفيق القطع لها السيارة اللي لوحاتها زرق
خصوصي السعودية وكل يوم فاتح كبوت هالماركتو وقاعد يهندس في
هالسيارة تحت سدرة مزروعه من عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حيث
كان محباً لهذه البلاد ويريد أن يراها بأبهى حلّة....
وغانم طلع فوق لصندقة الحمام ورش لهم الحب وحط مويه وقعد ينظف
الصندقه من الضواطير (الوزغ) والفيران عشان مايخربون العشّه وطلع
الكويتيات وحطهم على جدار السطح وبدى يطير القطايف بعسيبه اللي
مربوط في طرفه شماغ برتقاليه...
وأم غانم قاعده تجهز للغداء شوي وشوي ترتب بسطتها عشان تروح تبيع في
حلة القصمان وكانت العائلة سعيده جدأً رغم الفقر المقذع ولايدرون أن
الدنيا تعيرت إلا من عزبة الزيود اللي جنبهم كل ماجاء واحد بيسافر حمّل له
ديّنتين وإلا الباكستانية اللي لاجاء واحدهم بيسافر حمل طعشر ليموزين
وتوجه للمطار العجيب أن عائلة أبو غانم مازالوا يعتقدون أن المطار مازال
في نهاية طريق الملك عبدالعزيز في الملز (مطار الرياض سابقاً) لأن ابعد
ماوصلوا له سوق عتيقة وحلة القصمان...
وذيك الصبحية جاء أبو سالم على سيارته أمبالااا خضراء (معطيها أيّاه واحد
من الشيوخ في التسعينات هجرية) ومازال محافظاً عليها لدرجة مركب لها
دبل مساعدات لدرجة قفا السيارة مرتفع كأنه تقول شتني...
ودق أبوسالم الباب (الساعة ثمانية صباحاً) وينتبه له أبو غانم ويقلطه في
في الروشن (مجلس علوي للضيوف الشخصيات) وتصلح القهوه والشاهي
وينشده أبوغانم مفطّر قال أجل تحسبني مثلك مصفّر لهالحزه (التصفير نوم
الضحى)مساكييييييين مايدرون بشئ ولالهم دخل في الدنيا مايدرون أن
الناس مايصحون إلا الساعة ثنتين الظهر...
المهم وأبو غانم يصب القهوه من ذيك الرسلانيه اللي جنوبها مسوده من
الحطب وريحة الهيل تفوح منها مع ذيك التميرات نبوت سيف ويقول أقدع
ياأبو سالم وابو سالم يعدل جلسته على المركا ويدف نظاراته البشاوريه
ويقول أيه والله ياأبو غانم تصدق أني مبطّي من القهوة من عقب صلاة
الفجر ماشربتها...
ويقاطعه أبو غانم ياجعلها مداهيل العافية...
والحديث هنا لأبو سالم أسمع ياأبو غانم لقيت لك وظيفة عند معالي الوزير
الجديد اللي من أشد المناهضين للسعوده خصوصاً في مثل وظيفتك اللي
جايب لك عسى الله ييسرها لك...
ويتبسم أبو غانم وتغدي كشرته البنيه كنّها بادية غضّار حمراء على أصفر
فيها مرقوق (عاد هذي أشرحيها ياأم مالك)....
ويستطرد ابو سالم ومثل هذي الوظايف من تغسيل سيارات وخياطه
وحلاقين (الله من الفراغ يامعاهد عبداللطيف جميل هذا اللي ناقص البلد من
صناعات) هي مايدعمه معالي الوزير أما بالنسبة للوظايف الثانيه ذيك عاد
للمتعاقدين لأنهم جايين من ديارهم متعلمين وحنّا ماعندنا مباني نعلم فيها
السعوديين وندربهم يامعظم المدارس والمراكز الصحية أجااااااااااااار الله
بس يعظم أجرنا...
عاد هالله الله لاتفشلني تروح للملز وتخليهم يسوون لك سيرة ذاتيه وتحط
لك صويرة زينه فيها...
أبو غانم : سيرة ذاتيه وشهي ووش بأشتغل؟؟؟؟
أبو سالم : بتشتغل قهوجي عند معاليه عاد أنا أخبر قهوتك مامثلها...
أبو غانم : مبتسم طيب وشهي الأوله؟؟؟
أبو سالم : هذي وريقه تكتب فيها مؤهلاتك وش عندك من شهايد...
أبو غانم : قصدك ملف علاقي أخضر؟؟؟؟
أبو سالم : لايا أبن الحلال ذاك أول...
أبو غانم : أجل وشهو؟؟؟
أبو سالم : هذي ورقية بيعلمونك عنها في الملز مكاتب خدمات الطالب
ويسوونها لك بخمسين ريال بس...
أبو غانم : طيب وين أجيب خمسين منه؟؟؟
أبو سالم : لين استلمت الشووونه (الضمان الإجتماعي) سوّها ولاتنسى
تصور!!!؟
أبو غانم : خاف تروح علي الوظيفه يأخذونها أهل هالواسطات...
أبو سالم : أفااااا عليك بس وأنا وين رحت تحسبني سهل أنا لي خمسه
وثلاثين سنه مراسل على بند مأجور الله يجيرك من النار ولي كلمتي
عندهم وبعدين إن شاء الله لين توظفت عند معالية سنع عمرك عشان
توظف غانم عند الوكيل ثماً تزوجه...
أبو غانم : أيييييييييييييه والله كانه شاقاً بي أنا وأمه مع ذا الحمام ودّه يعرس،
طيب تكفا أكتب لي أسمها في وريقه عشان ماأنساها...
ويكتب أبو سالم أسمها السيرة الذاتية ونهاية الشهر يروح أبو غانم لابساً
البشت وملابس العيد على خط البلدة (توبيسات أبو ريالين) للبطحاء يصور
بالبشت والكشخه ويصرف الشووونه (الضمان الإجتماعي) من الغرابي
ويركب للملز ويجيك مشي لمكاتب الخدمات ويعطيهم الصور وملفه العلاقي
الأخيضر (من الشموس قلب أشهب)...
ويسوون له السيرة الذاتيه اللي كانت مكتوبة في وريقة ويحطون الصورة
فيها ويطبعونها له ثلاث نسخ...
المهم ويأخذها ويروح للوزارة ويوصل لين مكتب الوزير ويعطيها ذاك
الشاب اللي شايفاً نفيسته وقال له أنا من طرف ابو سالم...
المهم ويطالعها ويهز رأسه خلاص خلّها وتلقى العلم عند أبو سالم...
ويروح الضعيف يسحب رجيلاتها مبسوووط بما أنجزه لهذا اليوم...
وهو في درب الرجعه مر على الخياطين وفصّل له ثويبين وشرا غتره
وشماغ ونعيلات زبيرية (حاشاكم) خلاص بيودع العطالة...
وبعد أسبوع يدخلها السكرتير على معالي الوزير...
ويطالعها معالي الوزير وينفجر من الضحك لين طلعت كريشته على الطاولة
وهو يقول من زين الطبايع هالوجه الودر مصور ببشت ذا يبيني أنا اللي
اصبّ له القهوة ماهوب هو اللي يصبّها لي ويصفط السيرة في مخباته ويقول
خلني أوريها باقي أصحاب المعالي الوزراء وشلون هالرعاع مستهترين ذا
مقدمعلى وظيفة معالي وزيرماهوب قهوجي....
وينادي ذاك البنغالي اللي ملبسه ثوب ومسعوده ويقول صب القهوّة ياولد....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مواقع النشر