في زمننا هذا لا بد من وضع كل أمر في نصابه الصحيح .
أخي .. صادق من تصادق وآخي من تآخي وصاحب من تصاحب ..بصرف النظر عن كينونة هذه العلاقة ولكن المهم .. مدى هذه العلاقة .
أخي .. علمتني الحياة أن أتخذ الصديق كما هو صديقا والأخ كما هو أخا والقريب كما هو قريبا والخليل كما هو خليلا . هذا أمر مهم ولكن الأهم إلى أي مدى تصل الروابط فيما بيننا . ما مدى عمق العلاقة بيننا ؟!
يا أخي في زمننا هذا ومن منطق تجربة.. صاحب صديقك ولكن ضع خطوطا حمراء .. لا تتجاوزها في علاقتك معه .. لا تتعمق ولا تتعلق ولا تبوح له بما في داخلك مهما كان ومهما حصل .ونفس الكلام ينطبق على الأخ والقريب والغير .
لا تتعمق في علاقتك مع الغير كي لا تصدم لاحقا بما لا تتوقعه .
صاحب ألف وثق بواحد وذلك الواحد إن وثقت به فكن مع ذلك حريصا كل الحرص بأن لا تبوح له بكل ما لديك ولا تنثر لها جميع ما في جعبتك وإن استطعت ألا تنثر له شيئا فافعل فأنت صاحب المكسب والربح في آن واحد .. فقد يتحول الواحد هذا الذي اخترته من بين الجميع وفضلته على الكل إلى ألد أعدائك وخصما خصيما يتربص بك الدوائر فالناس لم يعودوا كما كانوا..والدنيا تغيرت بمقدار كبير عن السابق .
الخيانة أو التجريح من الصديق أو القريب تحصل ولكن لنبحث عن أسبابها أو مسبباتها ثم نبحث عن وضع الحلول لها ونتفهم دواعيها وأسبابها بروح رياضية ونناقشها بموضوعية مهما كانت فداحة الموضوع أو المشكلة ولا نحكم على الغير من جهة واحدة .. فقد يكون لدى الطرف الآخر أسبابه ومرئياته ودوافعه وضروفه وقد يكون مجبرا على ذلك أو قد يكون مدفوعا إلى ذلك أو .. أو ..هناك نقاط في كل موضوع وفي كل قضية وفي كل أمر لا بد من مناقشتها ومن ثم سيتم التوصل إلى حلول مفيدة ومقنعة إذا ما تم النقاش كما قلنا بموضوعية وعقلانية وتفهم .
أما بالنسبة للفراق فهو أنواع .. منها فراق بسبب الموت وهو أمر لا نستطيع شيء حياله فلا بد منه ويندرج تحته كل علاقة مع كل شيء. ومنها فراق بسبب الزعل أو وخلافه ويقع بين الزوجين والإخوان والأصحاب والجيران والأقارب والمعارف وهناك فراق السفر وهو معروف . هذا فقط على سبيل المثال ولكن أدرجته لإيضاح ماهية الأمر وهو أنه يوجد لكل أمر ومشكلة وحدث وخطب حلول بيد المرء أما جعلها بسيطة أو مستعصية .
وفقك الله لكل خير .