دعوات لمظاهرات في جميع أنحاء أمريكا احتجاجا على مجزرة غزة والشيخ سلمان العودة يوجه نداء للرؤساء والملوك والقرضاوي يدعو الى انتفاضة شعبية
دعت منظمات أمريكية مناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة إلى سلسلة من مظاهرات الاحتجاج في جميع أنحاء الولايات المتحدة تبدأ اليوم الأحد وتستمر خلال الأيام القادمة تنديدا بالاعتداء الإسرائيلي، ومطالبة بوقف فوري للمساعدات الأمريكية لإسرائيل.
وقال ائتلاف أنسر، الذي يضم عشرات المنظمات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والحرب في العراق، إن سلسلة من المظاهرات سوف تنطلق اليوم الأحد وخلال الأيام القادمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة تنديدا بالاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة، والتي خلفت أكثر من 250 قتيلا وأكثر من 700 جريح.
ودعا الائتلاف ومؤسسة الحرية التابعة لجمعية المسلمين الأمريكيين وائتلاف فلسطين الحرة والمجلس القومي للعرب الأمريكيين، وغيرها من المنظمات الأمريكية إلى اعتبار يوم الثلاثاء 30 ديسمبر يوما قوميا للتحرك، "لإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، والمطالبة بإنهاء الهجمات الفتاكة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد شعب غزة".
وقال بريان بيكر، المنسق الوطني لائتلاف أنسر: "إن الناس في الولايات المتحدة سوف ينضمون إلى الإدانات العالمية للجرائم البغيضة التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
وأضاف بيكر أن المظاهرات سوف تعم الولايات المتحدة الثلاثاء 30 ديسمبر الجاري، مضيفا أن "عشرات الآلاف من الأشخاص سوف يبعثون بخطابات تطالب بإيقاف فوري للمساعدات الأمريكية لإسرائيل، والتي تصل في مجموعها إلى حوالي 15 مليون دولار يوميا".
كما دعا الائتلاف إلى إرسال خطابات احتجاج إلى وزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء الكونجرس تطالب بإنهاء المساعدات الأمريكية لإسرائيل.
وسوف تبدأ المظاهرات اليوم الأحد أمام القنصلية الإسرائيلية في مدينة نيويورك، وفي مدينة أناهيم بولاية كاليفورنيا، كما ستنطلق مظاهرة أمام القنصلية الإسرائيلية بتورنتو الكندية التي تشهد انعقاد مؤتمر إسلامي حاشد لمسلمي كندا يحضره حوالي 15 ألف شخص.
ومن المقرر أن يشهد الثلاثاء 30 ديسمبر انطلاق العديد من المظاهرات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث ستنطلق مظاهرة أمام وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، بالتزامن مع مظاهرات أخرى أمام القنصليات الإسرائيلية في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس ونيويورك، إضافة إلى احتجاجات أخرى في فلوريدا وشيكاغو وبوسطن وسياتل وغيرها من المدن الأمريكية الكبرى .
كما ناشد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم") رؤساء وملوك الدول العربية والعالم الإسلامي، وبخاصة العاهل السعودي والرئيس المصري، الوقوفَ بصَرَامة وقوَّة في وَجْه إسرائيل، مبينًا أن ذلك مطلب وطني وشعبي لا يمكن إخفاؤُه باعتبار الحكام والرؤساء أمناء على مطالب الشعوب والأمة، مطالبًا إياهم بالتدخُّل السريع والتام لفتح المعابر وفك الحصار، وأنَّ مجرد التنادي لاجتماعات عربية أو أُمَمِيّة وصدور بيانات تنديد لم يَعُدْ يغطي ضعف الموقف العربي وأن أي اجتماع لا يخرج بعمل ميداني وتوصيات تنفيذية مباشرة لن يكون إلا دليلاً آخر على الضعف ومسمارًا آخر في نعش الأُمّة، داعيًا الرؤساء والملوك العرب إلى استغلال تلك الظروف في الضغط على الفرقاء الفلسطينيين "بحِيَادٍ" للوصول إلى اتفاق نهائي، واصفًا إياه بأنه واجب عَيْنِيّ ومطلب رئيس على من يستطيع وأن ذلك باستطاعة الملوك والرؤساء.
نص النداء:
نداء للرؤساء والملوك العرب وخاصة خادم الحرمين الشريفين
وفخامة الرئيس المصري ورؤساء وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي.
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ ما تمر به غزة اليوم هو نتيجة لمعطيات عدة، منها تضعضع العلاقات الداخلية بين الفلسطينيين وبين إخوانهم العرب.. وإن استغلال إسرائيل لهذه الأيام التي ينشغل فيها العالم بأعياد الميلاد له معنى رَمْزي لدى الجمهور الإسرائيلي حيث يوفّر دمًا فلسطينيًا رخيصًا لفطيرهم الصهيوني، وهم يحتفلون بالعام الجديد وفق طريقتهم الخاصة والمتوافقة مع طبيعتهم العدوانية.
يا ملوك العرب:
إنّ حصار غزة ومنعها من الكهرباء والوقود والغذاء والدواء هو جريمة كبرى لا يَجوز الصمت عنها. وحين تقصف الطائرات الحربية والصواريخ هؤلاء المحاصرين فهذه جريمة أخرى لا تستغرب من العدو الصهيوني اللئيم..
يا ملوك العرب:
إنّ الوقوف بصراحة وقوة أمام إسرائيل هو مَطْلَب وطني وشعبي لا يمكن إخفاؤه.. وأنتم الأمناء على مطالب شعوبكم وأمتكم.
يا ملوك العرب:
إنَّ فكَّ الحصار عن غزة وفتح المعابر بشكل رسمي وتام وسريع هو مطلب لا يحتمل التأخير.
يا ملوك العرب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت النار امرأة من بني إسرائيل في هرّة، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض». فكيف بملايين البشر من العرب والمسلمين المحاصرين في سجن غزة الكبير؟
لا يجوز ترك الفلسطينيين في غزة لوحدهم بل يجب إمدادهم بكل ما يحتاجون إليه من غذاء وطاقة ودواء..
إنّ عدد القتلى والجرحى يدلُّ على استئساد إسرائيل المتناهي، فهل وصل بنا الحال إلى العجز عن مدّ يد العون لجريح بعلاج؟ أو لجائع بلقمة؟ أو لخائف بشمعة؟
يا ملوك العرب:
إن استغلال هذه الظروف للضغط على الفرقاء الفلسطينيين (بحِياد) للوصول إلى اتفاق نهائي في هذه الأيام مطلب رئيس وواجب عينيّ على من يستطيع وأنتم أهل لذلك.
يا ملوك العرب:
إن شعوبكم-كما تعلمون- تَرْغَب في التعبير عن تضامنها مع إخوانها في فلسطين وبكل الوسائل. وإنّ السماح بالجهود الشعبية والفردية المناصرة لفلسطين وأهلها واجب عليكم طالما أنّ ذلك لا يمسّ الأمن الوطني.
يا ملوك العرب:
إنّ بعض وسائل الإعلام المحسوبة على المؤسسات الرسمية قد تسيء إلى بلادنا وأهلنا ووطننا بتبرير المجازر الوحشية التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني وكأنّ إسرائيل حَمَلٌ وَدِيع مُسالِم لم يسبق له أن مارس أقصى درجات الوحشية مع أهلنا في فلسطين.. وهو لا يفعل ذلك إلا حينما يتم استفزازه.
يا ملوك العرب:
إنّ استغلال هذه الأحداث بفاعلية للضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة للوقوف بحياد تجاه مِحْنة فلسطين واجبكم الذي حملتكم إياه أمانة المسئولية.. وإن ترككم الساحة لإسرائيل تعربد وتقتل وتنسف كما يحلو لها دون وقوف صادق وصارم مع الفلسطينيين (أيًا كان موقعهم وانتمائهم) يسمح لأطراف أخرى بلعب هذه الدور. وشراء ولاء وتعاطف شعوبكم العربية والإسلامية بأسهل وسيلة وأرخص ثمن.
يا ملوك العرب:
إنّ التنادي لاجتماعات عربية أو أممية والصدور ببيانات تنديد لم يَعُد يغطي ضعف الموقف العربي وإن أي اجتماع لا يخرج بعمل ميداني وتوصيات تنفيذية مباشرة لن يكون إلا دليلاً آخر على الضعف ومسمارًا آخر في نَعْش أمتكم.
حفظ الله بلادنا وأمتنا وفلسطيننا من كلّ شرّ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. سلمان بن فهد العودة
ومن ناحية أخرى دعا الشيخ يوسف القرضاوي الشعوب العربية والاسلامية الى الخروج والانتفاضة لنصرة الفلسطينيين في غزة والضغط على الانظمة العربية من أجل التحرك الميداني للدفاع عن الفلسطينيين في وجه هذه الهجمة العسكرية الشرسة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين.
وقال الشيخ القرضاوي في بيان بإسم اتحاد العلماء المسلمين وصل الشروق أنه يطالب النظام المصري بالفتح الفوري لمعبر رفح من اجل استقبال الجرحى الفلسطينين، وطالب الشيخ المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كاملة تجاه الشعب الفلسطيني .. وهذا النص الحرفي للبيان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
(وبعد)
باسمي واسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أستنكر بشدة: العدوان الوحشي الإجرامي الغاشم الذي يشنه الكيان الصهيوني الآثم، على الشعب الفلسطيني الصابر والمصابر المرابط في غزة، الذي لم تكتف إسرائيل بتجويعه وتجريعه الويل والتبور بحصاره الظالم، فقامت بهذه المجزرة البشرية البشعة التي لا توصف إلا بأنها حرب إبادة عنصرية ضد الشعب البطل الصامد.
وإننا لنحيي هذا الشعب الباسل الباذل، ونشد على يديه، ونقف من ورائه.
وأطالب علماء المسلمين في العالم أن يوقظوا شعوبهم لتتحرك مدافعة عن هذا الحق المبين، وأن نطالب الحكام بوقفة رجولية تناسب الموقف، لتقول للصهاينة: كفوا أيديكم أيها الوحوش، ويقولوا لمجلس الأمن: تحرك لوقف هذه المأساة. ويقطعوا كل علاقة بإسرائيل، مالم توقف عدوانها الذي يلطخ أيديها بالدماء.
ونطالب الجامعة العربية وأمانتها العامة، بالدعوة إلى قمة عربية طارئة، لمواجهة هذا الخطر الداهم بما يستحقه، وهذا ما ينادي به الشارع العربي في المشرق والمغرب، وستفقد هذه الحكومات شرعيتها، إذا أغلقت آذانها عن الاستماع إلى صوت الشعوب، الذي يمثل الكرامة والعزة التي كتبها الله المؤمنين.
ونطالب مصر بفتح معبر رفح في هذه الفترة لمسيس الحاجة بل الضرورة إليه للإمداد بالأدوية والإسعافات اللازمة، ونقل من يمكن نقلهم للعلاج في مصر.
ونطالب منظمة المؤتمر الإسلامي وأمينها العام بالتحرك لتنبيه الأمة الإسلامية لتقوم بدورها في الدفاع عن أرض النبوات والمقدسات. و(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) و(المسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم)
ونطالب الاتحاد الأوربي أن يخرج عن صمته ويدين هذه الغارات التي تستهدف هذا الشعب الآمن، الذي لا جرم له إلا أنه صامد في أرضه، يدافع عن حياته وعرضه. فالصمت في هذا الموطن إنما هو مشاركة في الباطن، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
ونطالب أمريكا التي تزعم الصداقة لبعض الدول العربية أن تأمر ربيبتها إسرائيل بالرجوع عن غيها، والوقوف عند حدها، وهي وحدها القادرة على أن تلجمها وتجبرها على الالتزام.
ونطالب كل أحرار العالم وشرفائه في كل مكان: أن يناصروا الحق والعدل، ويقاوموا الظلم والبغي والطغيان.
فإذا لم تؤت هذه النداءات أكلها، وتحقق هدفها، وتقلم أظافر العدوان، وتخلع أنيابه المفترسة، فنحن ندعو جماهير الشعوب العربية والإسلامية إلى تحريك المسيرات وتسيير المظاهرات الشعبية المسالمة في كل مكان، للضغط على الأنظمة الحاكمة حتى تنتصر للحق، وتقول كلمة الحق، ولا تخاف في الله لومة لائم، ولتعمل بكل قوة على نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والمعتدى عليه في غزة. وأن نرغم أبناء فلسطين جميعا في الضفة وفي غزة على أن يلتقوا على مائدة الحوار، لمواجهة العدو المشترك، والصلح بينهم بالقسط، إن الله يحب المقسطين. وعلى الأخوة في السلطة أن ينفضوا أيديهم من التفاوض مع إسرائيل، فلم نجن من ورائه خيرا قط، وعليهم أن يمدوا أيديهم إلى إخوانهم في غزة، فهم منهم وإليهم، وقضيتهم واحدة، ومصيرهم واحد، وهدفهم واحد (أذن للذين يقاتلون أنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير).
يوسف القرضاوي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
مواقع النشر