الحلقة العاشره
( الحق أن النبي (صلى الله عليه وسلم ) لم يعرف الراحة ولا السكون بعد أن أوحي إليه في غار حراء، فقضى حياة يعجب الإنسان بها، والحق أن عشرين سنة كفت لإعداد ما يقلب الدنيا، فقد نبتت في رمال الحجاز الجديبة حبة سوف تجدد، عما قليل، بلاد العرب وتمتد أغصانها إلى بلاد الهند والمحيط الأطلنطي. وليس لدينا ما نعرف به أن محمدًا أبصر، حين أفاض من جبل عرفات، مستقبل أمته وانتشار دينه، وأنه أحس ببصيرته أن العرب الذين ألّف بينهم سيخرجون من جزيرتهم لفتح بلاد فارس والشام وأفريقية وإسبانية ) (25)
اميل درمنجم
( ما أكثر ما عرض محمد( ) حياته للخطر انتصارًا لدعوته في عهده الأول بمكة، وهو لم ينفك عن القتال في واقعة أحد حتى بعد أن جرح جبينه وخده وسقطت ثنيتاه.. وهو قد أوجب النصر بصوته ومثاله في معركة حنين، ومن الحق أن عرف العالم كيف يحيي قوة إرادته ومتانة خلقه.. وبساطته، ومن يجهل أنه لم يعدل، إلى آخر عمره، عما يفرضه فقر البادية على سكانها من طراز حياة وشظف عيش؟ وهو لم ينتحل أوضاع الأمراء قط مع ما ناله من غنى وجاه عريض.. وكان حليمًا معتدلاً، وكان يأتي بالفقراء إلى بيته ليقاسمهم طعامه، وكان يستقبل بلطف ورفق جميع من يودّون سؤاله، فيسحر كُلَمَاءَهُ بما يعلو وجهه الرزين الزاهر من البشاشة، وكان لا يضج من طول الحديث، وكان لا يتكلم إلا قليلاً فلا ينمّ ما يقول على كبرياء أو استعلاء، وكان يوحي في كل مرة باحترام القوم له.. ودلّ على أنه سياسي محنّك) (26)
لويس سيديو
(كان محمد ( ) رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة) (27)
سانت هيلر
( إن اختياري محمداً ( ) ، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها) (28)
مايكل هارت
( ماكان محمد ( ) كآحاد الناس في خلاله ومزاياه ، وهو الذي اجتمعت له الاء الرسل ، وهمة البطل ، فكان حقا على المنصف أن يكرم فيه المثل ، ويحيً فيه الرجل ) (29)
الكاتب المسيحي المصري د نظمي لوقا
( كان محمد( ) تقيا بالفطرة ، وكان من غير ريب مهيأ لحمل رسالة الإصلاح التي تلقاها .. وبالإضافة الى طبيعته الروحية ، كان في جوهره رجلا عمليا عرف مواطن الضعف ومواطن القوة في الخلق العربي ، وأدرك أن الإصلاحات الضرورية ينبغي أن تقدم الى البدو الذين لايعرفون انضباطا والى المدنيين الوثنيين ، في آن معا ، على نحو تدريجي . وفي الوقت نفسه كان محمد يملك إيمانا لايلين بفكرة الإله الواحد .. وعزما راسخا على استئصال كل أثر من آثار عبادة الأصنام التي كانت سائدة بين الوثنيين العرب ) (30)
روم لاندو
(أن محمداً ( )ولد في حضن الوثنية ، ولكنه منذ نعومة أظفاره أظهر بعبقرية فذة ، انزعاجاً عظيماً من الرذيلة وحباً حاداً للفضيلة ، وإخلاصاً ونية حسنة غير عاديين إلى درجة أن أطلق عليه مواطنوه في ذلك العهد اسم الأمين )(31)
كليمان هوار
( لا يبعد أن يكون محمد ( ) يحس بنفسه أنه في طينته أرق من معاصريه ، وأنه يفوقهم جميعاً ذكاء وعبقرية ، وأن الله اختاره لأمر عظيم وقد اتفق المؤرخون على أن محمد بن عبد الله كان ممتازاً بين قومه بأخلاق حميدة ، من صدق الحديث والأمانة والكرم وحسن الشمائل والتواضع حتى سماه أهل بلده الأمين ، وكان من شدة ثقتهم به وبأمانته يودعون عنده ودائعهم وأماناتهم ، وكان لا يشرب الاشربة المسكرة ، ولا يحضر للأوثان عيداً ولا احتفالاً ، وكان يعيش مما يدره عليه عمله من خير ، ذلك أن والده لم يترك له شيئاً يذكر ، ولما تزوج خديجة كان يعمل بأموالها ) (32)
الباحث الأرجنتيني دون بايرون
((كان محمد( ) لما قام بهذه الدعوة شاباً كريما نجداً، ملآن حماسة لكل قضية شريفة ، وكان أرفع جداً من الوسط الذي يعيش فيه ، وقد كان العرب يوم دعاهم إلى الله منغمسين في الوثنية ، وعبادة الحجارة ، فعزم على نقلهم من تلك الوثنية إلى التوحيد الخالص البحت ، وكانوا يهتفون بالفوضى ، وقتال بعضهم بعضاً فأراد أن تؤسس لهم حكومة ديموقراطية موحدة ، وكانت لهم عادات وحشية همجية صرفة ، فأراد أن يلطف أخلاقهم ، ويهذب من خشونتهم )) (33)
رينيه غروسيه
((وقر رأيه أخيراً على ترحيل المسلمين إلى الحبشة ، بينما يبقى هو في مكة ، متحملاً كل الأخطار . ولم يقم أي من الأنبياء السابقين بمثل هذا التصميم)) (34)
المستشرق الرومانى « جيورجيو»
( إن النبي محمداً ( ) من عظام الرجال المصلحين ويكفيه فخراً أن هدى أمة برمتها إلى الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام) (35)
الأديب الروسي تولستوي
( لعل الرسول محمداً ( ) كما كان يلقب نفسه - لم يكن أسمى من مواطنيه - ولكن المؤكد أنه لم يكن يشبهم ، كان صاحب خيال ، في حين أن العرب مجردون عن الخيال ، وكان ذا طبيعة دينية ولم يكن العرب كذلك ، وكان محمد يقبح ما كان عليه قومه من عادات جاهلية كانوا يعكفون عليها، وكان على جانب مثالي من التواضع للناس والإيمان بربه . وهذه من عوامل تقدم رسالته ) (36)
المستشرق الهولندي راينهارت دوزى
( فدونكم محمداً ( ) ، انه رمز للسياسة الدينية الصحيحة ، واصدق من نهج منهاجها المقدس في البشرية كافة ، ولم يكن محمد إلا مثالاً للأمانة المجسمة والصدق البريء وما زال يدأب لحياة أمته ليله نهاره ) (37)
الفيلسوف الإنكليزي هربرت سبنسر
( إذا قدرنا تاريخ الإسلام فنظرنا إليه من نافذة الإنصاف فإنما نقدر صاحبه الذي أسسه ووضع حجره الأساسي ، وهو - محمد ( ) - الذي لا نستطيع أن نقول في حقه إلا أنه رجل عظيم بعقله وعمله وأخلاقه وبلاغته و تدينه ، وسيحمل له المنصفون من النصارى وغيرهم الإخلاص متى عرفوه في المستقبل )
(38)
بوسورث اسمث
( أن في نفس محمد ( ) لشيئاً عجيباً طريفاً رائعاً يحمل الإنسان على الإعجاب والتقدير ، ولعمري إن الرجل وقف وحده يدعو إلى الله ، ويتحمل الأذى في سبيل هذه الدعوة سنوات عديدة ، وأمامه الجموع المشركة ، تعمل جهدها لمعاكسته وقتل فكرته ، إنه إذاً يستحق كل تقدير وتمجيد ) (39)
فولتير
( كان محمد( ) يعلن أنه رسول الله تعالى ، لإصلاح دين إبراهيم المطهر الذي أفسده أبناؤه ، وأقام العبادة القويمة التي أنشأها ذلك النبي ، فسدت على مر الزمن ، وليؤيد وهو - خاتمة الرسل - ما كان الله أنزله على من سلفه من الأنبياء : موسى وداود وأشعيا وعيسى . إذ هذه الجدران العالية ، لدليل على قوة عظيمة لمحمد ، مثال القيادة ورمز السياسة ) (40)
الإيطالي وغسطون كريستا
( هل بالامكان إنكار فضل محمد ( ) نبي العرب الذي قام بإصلاحات غريبة وعظيمة فكانت خالدة لبلاده ، فقد جعل أهلها يعبدون الله ويهجرون عبادة الأصنام (وهو الذي منع واد البنات وحرم شرب الخمر ولعب الميسر) ، وترك لأمته مبدءاً لا يزال ، وعليه يعمل الملايين من الناس) (41)
جون ديفولبوت
(إن محمداً ( ) نبي العرب من أكبر مريدي الخير للإنسانية ، وإن ظهور محمد للعالم أجمع إنما هو أثر عقل عال ، وإن افتخرت آسية بأبنائها فيحق لها أن تفتخر بهذا الرجل العظيم ، إن من الظلم الفادح ، أن نغمط حق محمد الذي جاء من بلاد العرب وإليهم ، وهم على ما علمناه من الحقد البغيض قبل بعثه ، ثم كيف تبدلت أحوالهم الأخلاقية والاجتماعية والدينية بعد إعلانه النبوة ، وبالجملة مهما ازداد المرء إطلاعاً على سيرته ودعوته إلى كل ما يرفع من مستوى الإنسان ، إنه لا يجوز أن ينسب إلى محمد ما ينقصه ، ويدرك أسباب إعجاب الملايين بهذا الرجل ويعلم سبب محبتهم إياه و تعظيمهم له) (42)
المستشرق السويسري
ماكس فان برشم
(( بعد ستمائة سنة من ظهور المسيح ظهر محمد ( ) فأزال كل الأوهام ، وحرم عبادة الأوهام ،وكان يلقبه الناس بالأمين ، لما كان عليه من الصدق والأمانة وهو الذي أرشد أهل الضلال إلى السراط المستقيم )) (43)
المستشرق الإيرلندي هربرت وايل
________________________________________
(1) القس لوازون محاضرة (2) الفريد الفانز علم النفس
(3) المهاتما غاندي في حديث لجريدة يونج انديا (4) زويمر الشرق وعاداته
(5) سنرستن الآسوجي تاريخ حياة محمد (6) & (7) لامارتين تاريخ تركيا
(8) مونتجمري وات محمد في مكة (9) آن بيزنت حباة وتعايم محمد
(10) ادوار مونته العرب (11) واشنطن ايرفنج حياة محمد
(12)السير موير تاريخ محمد (13) هنري دي فاسنري لإسلام خواطر وسوانح
(14) & (15) مارسيل بوازار انسانية الإسلام (16) & (17) توماس كارلايل الأبطال
(18) اينين دينيه آشعة خاصة بنور الإسلام (19) جولد تسيهر العقيدة والشريعة في الإسلام
(20) &(21) كارادي فو المحمدية (22) جارسان دي تاسي الإسلام
(23) هربرت جورج ويلز معالم تاريخ الإنسانية (24) لايتنر دين الإسلام
(25) اميل درمنجم حياة محمد (26) لويس سيديو قصة الحضارة
(27) سانت هيلر الشرقيون وعقائدهم (28) مايكل هارت مائة رجل من التاريخ
(29) نظمي لوقا محمد الرسول والرسالة (30) روم لاندو الإسلام والعرب
(31) كليمان هوار تاريخ العرب (32) دون بايرون اتح لنفسك فرصة
(33) جرسان دي تاسي نفلا عن (هذا هو الإسلام ) (34) رينيه غروسيه مدنيات من الشرق
(35) ليو تولستوي (36) ك جيورجيو نظرة جديدة على سيرة سول الله
(37) راينهارت دوزى مسلمو الأندلس (38) هربرت سبنسر أصول الإجتماع
(39) بوسورث اسمث محمد والإسلام (40) وغسطون كريستا الكياسة الإجتماعية
(41) جون ديفولبوت العجائب (42) ماكس فان برشم العرب في آسيا
(43) هربرت وايل المعلم الكبير
مواقع النشر