انتشار واسع في حمص واعتقالات عنيفة في دمشق
نظام الأسد يردُّ على المليونية بإقالة محافظيه ويتشبث بالحل الأمني




لافتة رفعها أطفال في دوما تنديدا بممارسات النظام السوري أمس

[align=justify]دمشق – الوكالات : في الوقت الذي انتشرت قوات عسكرية بكثافة في بعض أحياء مدينة حمص (وسط، واصلت الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة في دمشق، حسبما أفاد ناشطون حقوقيون، بينما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، مرسوما يقضي بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظا لدير الزور (شرق) خلفا لحسين عرنوس، كما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

وقالت الوكالة إن الأسد "أصدر المرسوم القاضي بتعيين سمير عثمان الشيخ محافظا لدير الزور"، مضيفة أن الرئيس السوري أصدر مرسوما بنقل المحافظ السابق حسين عرنوس ليشغل منصب محافظ القنيطرة الذي كان يشغله خليل مشهدية.

من جانبها، أبدت منظمة حقوقية مخاوفها على حياة نشطاء لا تزال الأجهزة الأمنية السورية تحتجزهم منذ منتصف أيار(مايو) بعد أن سلموا أنفسهم إثر بيان لوزارة الداخلية يدعوهم إلى تسليم أنفسهم مقابل وقف ملاحقتهم.

ومدينة دير الزور شهدت الجمعة مظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من 550 ألف شخص بحسب ناشطين حقوقيين. وكان الرئيس السوري قد أصدر مطلع تموز (يوليو) مرسوما يقضي باعفاء أحمد خالد عبد العزيز من مهامه كمحافظ لمحافظة حماة (وسط)، غداة قيام أكبر مظاهرة فيها منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية في البلاد شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر.


مظاهرات لدى تشييع أحد ضحايا العنف الأمني في دمشق أمس. (الصورة بثها ناشطون على الإنترنت).

وأعلن ناشطون حقوقيون أن أكثر من مليون سوري تظاهروا الجمعة ضد نظام الرئيس بشار الأسد خصوصا في حماه (وسط) ودير الزور (شرق) قرب الحدود العراقية، وأن ثمانية قتلى سقطوا خلال تفريق التظاهرات. لكن التلفزيون السوري الحكومي نفى أن تكون التعبئة قد بلغت هذا الحد، مؤكدا أن ألفي شخص فقط شاركوا في تظاهرة دير الزور، ولم تتح القيود التي فرضتها السلطات السورية على تنقل لفرانس برس التأكد من هذه المعلومات بشكل مستقل.

إلى ذلك انتشرت قوات عسكرية بكثافة أمس في بعض أحياء مدينة حمص فيما تواصل الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات واسعة في دمشق، حسبما أفاد ناشطون حقوقيون.

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس أن "قوات ومدرعات الجيش السوري انتشرت بكثافة في دوار الفاخورة ومحيط حي النازحين"، مرجحا أن يكون ذلك "استعدادا لشن عملية عسكرية وأمنية في المنطقة".

وكان أكثر من 50 شخصا قد قتلوا في مدينة حمص وسط البلاد خلال الأسبوع الماضي بحسب الناشطين الذين يتهمون النظام بزرع الفتنة الطائفية بين أطياف المدينة.

كما عم إضراب السبت مدينة حمص بالكامل، فيما تواصل الحصار الأمني على باب السباع واستمر انقطاع الماء والكهرباء.


متظاهرون يعلقون دمية للرئيس السوري على حبل المشنقة

وأضاف ريحاوي أن "حملة اعتقالات واسعة طالت المئات في حي ركن الدين والقابون في دمشق"، مشيرا إلى "تواجد أمني كثيف في الأزقة ومفارق الطرق ومداخل الأحياء في القابون، حيث يتم التدقيق في لوائح المطلوبين على الداخلين والخارجين من الحي".

من جهته، ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن "عناصر الجيش في حي القابون انتشروا ونصبوا رشاشات 500 على مداخل الحارات الرئيسة وأمام المساجد".

وأضاف أن "قوات الأمن داهمت المنازل وقامت بحملة اعتقالات"، مشيرا إلى أنها "حطمت الأثاث ومزقت المفروشات أثناء دخولها للمنازل بحجة البحث عن أسلحة دون أن تجد شيئا".

وذكر عبد الرحمن "أن ثلاث تظاهرات خرجت أمس الأول في حي الميدان في دمشق، الأولى من قرب مسجد الماجد في الزاهرة، والثانية بعد صلاة العشاء من مسجد الدقاق، والثالثة خرجت في شارع الكورنيش قرب مسجد المنصور" ولفت إلى أن هذه التظاهرات "قامت بإغلاق طريق السيارات قبل أن تنفض دون أن تسجل أي حالة اعتقال".[/align]