بسم الله الرحمن الرحيم
روايات شهود عيان أفادت بسقوط مزيد من الضحايا يوم السبت خلال تشييع قتلى احتجاجات الجمعة في سورية. وهناك أنباء واردة من دمشق بأن ناصر الحريري وخليل الرفاعي النائبين في مجلس الشعب السوري عن درعا استقالا احتجاجا على استخدام العنف ضد المحتجين. تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وجرح الكثير عند أطلاق رجال الأمن النار على مشيعين في دمشق وحمص وإزرع قرب درعا. إطلاق النار استهدف حشودا متوجهة للمشاركة في جنازات هناك. شارك الآلاف في جنائز تشييع عشرات قتلوا في تظاهرات يوم أمس الجمعة.
ووصف ناشط حقوقي انطلاق عشرات الآلاف من درعا وقرى مجاورة في 150 حافلة نحو ازرع للمشاركة في تشييع 18 جنازة قتلهم رجال الأمن. تقارير منظمات حقوقية تقول أن 88 قتلوا عند إطلاق رجال الأمن السوري النار على المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية. وتم إغلاق معظم المحلات التجارية في درعا حدادا على القتلى. وهناك تظاهرة أكبر ستنطلق ضد النظام بعد تشييع الجنازات.
أيضا ثلاثة أشخاص قتلوا في دوما قرب دمشق برصاص "قناصة" متمركزين على سطوح المباني إثناء مراسم تشييع ضحايا قتلوا الجمعة. وشاركت حشود في منطقة الحجر الأسود قرب دمشق في تشييع جنازة أحد القتلى (ناصر الحوري) ليصبح مجموعه أربعة دون وقوع أي اشتباكات مع رجال الأمن. 6 جماعات حقوق إنسان أعلنت مقتل أكثر من 76 متظاهرا أمس الجمعة في اشد أيام الاحتجاجات دموية. ودعت هذه الجماعات الحكومة السورية لتشكيل لجنة تحقيق قضائية لمحاسبة من أطلق الرصاص على المتظاهرين وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين. وبيان أصدرته السبت أن الحصيلة الأكبر لقتلى الجمعة كانت في حمص حيث قتل فيها 19 شخصا. ولكن وكالة الأنباء السورية الرسمية حددت عدد القتلى بعشرة أشخاص فقط، وبأنهم قتلوا في اشتباكات بين متظاهرين وبعض المارة.
اشتباكات الجمعة هي دليل على أن الإصلاحات التي أعلن عنها في سوريا الخميس لم تنجح في كبح جماح الاحتجاجات الشديدة. الرئيس السوري قد أصدر مراسم تشريعية تقضي بإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، وهي محكمة استثنائية لم ينص عليها الدستور السوري، وبتنظيم حق التظاهر السلمي للمواطنين، بوصفه حقاً من حقوق الإنسان الأساسية التي كفلها الدستور.
إدانة دولية
أدانت قوى دولية استخدام دمشق القوة ضد المحتجين. وأعرب مسئول سوري عن أسفه إزاء التصريحات الأمريكية حول الوضع في سوريا، واعتبر أنها لا تستند إلى رؤية موضوعية. ورفض مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ما أسماه التحريض الأمريكي البريطاني ضد سورية المرتبط بأجندات لا علاقة لها بالإصلاح. تصريحات الجعفري هي ردود على ساسة عالميين تتهم الحكم السوري باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين. وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت سورية باستخدام العنف المفرط وبالسعي للحصول على مساعدة إيرانية لإخماد هذه الاحتجاجات. وندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة هذه العنف. واعتبر أن الرئيس السوري رفض احترام حقوق المتظاهرين واستخدم بدل ذلك نفس الأساليب التي تستخدمها إيران، وان إعلان سوريا رفع حال الطوارئ لم يكن جديا. وفي نيويورك أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية قتلها عشرات المتظاهرين. وقال فرحان حق المتحدث باسم كي مون ان على حكومة الرئيس السوري احترام حقوق الإنسان، ومنها حق التعبير والتظاهر السلمي، والحق في إعلام حر. وأن الحوار الشامل والتطبيق الفعلي للإصلاحات وحده يمكن أن يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري ويؤمن السلام الاجتماعي والنظام.
مواقع النشر