أنا ولولي
[BIMG]http://upload.traidnt.net/upfiles/vCt12535.jpg[/BIMG]
أمضيت جل سنين عمري وسط الأطفال
أعشقهم حد الإندماج معهم في عالمهم البريء
هروباً من عالم الكبار المليء بالمتناقضات
والحقد والكيد والغل والحسد
في حضرة لولي يغيب العالم كله ولا يبقى سواي وإياها
فأبحر معها في تصرفاتها العفوية والتي تعبر بها عن مشاعرها الطفولية
فأنسى وتنسيني أنني جئت لزيارة أمي
وأنسى وجود أباها ( أخي ) وأمها ومن معنا في المجلس
فأبدأ أحبوا مع حبوها وأقفز مع قفزاتها
وأسلمها وجهي لترسم بخربشاتها خارطة الطريق
متجاهلة بأنني في الغد سأحضر إجتماعا
وما الذي سيقولونه عني وهم يعلمون أنني لا أطفال عندي
كنت أسكن ولولي في منزل واحد وإن كان لكل منا مكانا مستقلاً
إلا أنها من تفيق حتى تمسي وهي عندي
غادرت المنزل وبقيت لولي من تستيقظ من نومها تطرق باب شقتي
وتبكي وتهاتفني أمها لتسمعني بكاؤها
كانت تضغط بأصابعها الكريمة على شاشة الجوال لعلها تخرجني منه
كنت ما أن أنهي أعمالي حتى أشد الرحال إليها وأخرج بها في رحلات خاصة
وأثناء وقبل الإختبارات أنشغلت عنها وأنقطعت عن زيارتها
كلنا نقول أطفال ينسون بسرعة وكنت من المؤمنين بهذا
حتى جلست اليوم معها وقت ليس بالهين
تعرفني بأنشودة أرددها لها كلما رأيتها
واليوم بحمق مني رددتها دون أن أراها
فهرولت لصوتي وسقطت من ثلاث سلالم رخام على أنفها وفمها
لا تزال حرقة بكاؤها تتردد في سمعي ولا أزال أحمل على نفسي إذ تسببت عليها
كنت أحمل بين يدي كيس من الحلوى أحضرته لها
وما أن فتحته حتى سكتت عن البكاء
طفلتي الحنونة الكريمة لم تكن تتناول شيء من دوني كانت تخرج لي الحلوى من فمها وتناولني إياها
وأنا نسيت في حضرتها أنني مصابة بالسكر وتناولت الحلوى معها
والآيسكريم والعصائر
وصوت أمي كالحلم وهي متضايقة مني وكذلك أخي وزوجته
لست مبالية بالعالم وأنا معها
بدا لي من تصرفاتها ميولها لنزعة عدوانية
فمع كل لحظة صفاء بيني بينها تقوم بضربي أو شد شعري بعنف
أراد والدها أن يضربها وينهرها فرجوته أن لا يفعل
فقد كنت أدرس تصرفاتها
نعم هي تفتقدني وليس بموسوعها التعبير عن نفسها ولا حتى السؤال
كل مافي وسعها تعبيرها عن الغضب بهذه الحركات العدوانية البريئة
لولي نعمة الرحمن في زمن كثيرة أحزانه في حياتي
توسلت لأبيها أن أخذها معي بعد جهد جهيد وافق ورفضت أمها
وخرجت أحبس دمعتي خلسة عن فاتنتي الصغيرة
مواقع النشر