منى (واس) رؤيةٌ وطنيّة ورسالةٌ سامية من المملكة العربية السعودية إلى العالم، مفادها أن الحج الآمن والمطمئن، حقٌ لكل حاج، لا يتحقق إلاّ بنظامٍ واضحٍ يحترمه الجميع.


10 ذو الحجة 1446هـ 06 يونيو 2025م

"لا حج بلا تصريح"، الحملة الوطنية التوعوية والنظامية، التي تطلقها المملكة سنويًا وتُطبّق على أرض الواقع في موسم الحج، على المواطنين والمقيمين من حجاج الداخل وكذلك على حجاج الخارج، هي تجسيدٌ لاهتمام قيادة المملكة – أيدها الله – لضمان موسم حجٍ آمن، يحظى فيه ضيوف الرحمن بخدماتٍ متكاملةٍ وعلى مستوى عالٍ من الأمان والراحة والطمأنينة، بعيدًا عن مظاهر الفوضى والعشوائية والمخالفات التي تنعكس سلبًا على سلاسة الحج وسهولته.

وتستهدف الحملة، الحد من الظواهر السلبية التي لطالما أثّرت في جودة تنظيم الحج، كالافتراش في الطرقات، والتسلل، ونقل الحجاج غير النظاميين، والازدحام، الذي يتسبب في مضايقة الحجاج النظاميين، فضلاً عن محاصرة حملات الحج الوهمية، وما ينطوي عليها من مخاطر كبيرة على الحاج، الذي يجد نفسه يفترش الرصيف وسط درجات حرارة مرتفعة، دون مأوى أو رعاية.

وفي حج هذا العام 1446هـ، تأتي حملة "لا حج بلا تصريح" لتؤكد مضي المملكة بحزمٍ وحسمٍ، في هذه الحملة التي أكدت أن نجاح موسم الحج، مسؤولية وطنية وأمنية وتنظيمية متكاملة، تستدعي تطبيق الأنظمة الصارمة بحق من يخالف التعليمات، ويتسبب في أي إرباكٍ قد يعكّر صفو ضيوف الرحمن، من خلال إرسال العديد من الرسائل التوعوية التحذيرية المسبقة، وتكثيف نقاط التفتيش الأمنية على مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، واستخدام أحدث التقنيات في أنظمة الرصد والمراقبة، إلى جانب فرض العقوبات الفورية.



وفي مشهد يعكس نضج التجربة التنظيمية للمملكة في إدارة الحشود، جاء يوم عرفة هذا العام مختلفًا، إذ التزم الحجاج بالتعليمات، وحضروا في مخيماتهم وفق الجداول الزمنية المحددة، ما أسهم في انسيابية الحركة، وخلو الطرقات المؤدية إلى صعيد عرفات، بما فيها محيط مسجد نمرة من التكدس والازدحام المعتاد.

كما سادت أجواء الطمأنينة والسكينة بين الحجاج خلال تأديتهم لمناسكهم، منذ وصولهم عبر المنافذ إلى تصعيدهم إلى مشعر عرفات والوقوف لأداء الركن الأساسي في الحج، وسط بيئة آمنة وخدمات متكاملة وفّرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين.

وخُصصت في هذا العام، أماكن مجهزة لكل حاج نظامي داخل المشاعر المقدسة، بما يضمن له أداء الشعائر في بيئة منظمة تراعي احتياجاته الصحية والخدمية، وما يقدّم له من خدمات متنوعة كالإسكان، والتموين، والرعاية الصحية، والنقل



لحديث، إلى جانب الاهتمام بتطبيق الجانب التوعوي عبر التطبيقات والمنصات الذكية.

وشهدت خطط التفويج والتصعيد بين المشاعر المقدسة، تضافر جميع القطاعات، لتنفيذ خطط النقل بمختلف وسائله من الحافلات وقطار المشاعر، وما واكبها من التزام البعثات والحملات الرسمية والحجاج والتقيّد بالجداول الزمنية المحددة.

وأسهمت الإجراءات التنظيمية، ومنها بطاقة "نسك"، واستخدام أنظمة تقنية حديثة في الإشراف، في تنظيم أداء الحج ومنع المخالفات، والتحقق من امتثال الجميع للإجراءات المحددة، كما كان للحملات التوعوية والتنسيق الفعال بين الجهات المختصة، أثر فاعل في تعزيز وعي الحجاج بأهمية اتباع التعليمات.



وأسهم التزام الحجاج بالتعليمات واتباعهم للإرشادات ومراعاة مواعيد التفويج في تسهيل وصولهم عبر مختلف وسائل النقل في انسيابه تامة في الحركة المرورية وسط متابعة من القطاعات الأمنية المنتشرة في الميادين والطرق المؤدية للمسجد الحرام والمشاعر المقدسة.

وتيسيرًا على ضيوف الرحمن، واصلت وزارة الداخلية تنفيذ مبادرة "طريق مكة"، للعام السابع في (7) عبر (11) مطارًا في الدول المستفيدة، وتقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها، متجاوزًا عدد المستفيدين من هذه المبادرة منذ إطلاقها عام 2017 م (1,000,000) مستفيد.

وما تحقق منذ بدء موسم الحج لهذا العام، من ثمار رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى الارتقاء بخدمات الحج والعمرة، وتحقيق تجربة آمنة وميسّرة لكل حاج.





بأقدامهم يسيرون للرحمة.. و"الصحة" تتبع خطاهم رعاية والتزام
منى (واس) في كل خطوة يخطوها ضيوف الرحمن، تحمل أقدامهم مشقة الطريق، وترافقهم فرق منظومة الصحة الوطنية، ومنها "الفرق الراجلة الميدانية"، المجهّزة بأحدث التقنيات عناية واهتمامًا، ومن تلك التقنيات تبرز عدسة غير تقليدية لكاميرا حرارية متقدمة، ترصد المؤشرات الخفية لأقدام المصابين بداء السكري، لتجسد التحول نحو نموذج وقائي استباقي، يواكب مستهدفات برنامجي "تحول القطاع الصحي" و"خدمة ضيوف الرحمن"، المنبثقين من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تيسير أداء المناسك ورفع جودة الخدمات الصحية خلال موسم الحج.


11 ذو الحجة 1446هـ 07 يونيو 2025م

وامتدت رحلة التحضير لهذه المبادرة لأكثر من ثمانية أشهر، بين شراكة مجتمعية تجمع وزارة الصحة ممثلةً بالإدارة العامة لشؤون المراكز المتخصصة والأكاديمية السعودية للتطوع الصحي، وبدأت في النطاق التجريبي بالرياض والمدينة المنورة، قبل أن تُفعّل خلال موسم الحج، وترصد الكاميرا إشارات حرارية دقيقة على القدم، عبر تطبيق يستخدم في الأجهزة المحمولة لاكتشاف المضاعفات المحتملة بشكل سريع، بما يساعد الفرق الطبية في استكمال التقييم، وتقديم خدمات الرعاية والوقاية.

ويجسّد انتشار الفرق الطبية في المشاعر المختلفة التزام وزارة الصحة برعاية تفاصيل رحلة ضيوف الرحمن، ويتنقّل الممارسون الصحيون بين الحشود، يرافقون البعثات الطبية والفرق التطوعية، ضمن منظومة وقائية متكاملة تسعى إلى تقليل المضاعفات ورفع جودة الرعاية المقدمة، بما يضمن رحلة حج آمنة وميسرة.