طبرق، طارق القوريني (درة) جزيرة صقلية، والتي تعددت اسماءها عبر التاريخ، تقع في الجزء الجنوبي من إيطاليا، شمال شرق تونس، وهي منطقة ذاتية الحكم في إيطاليا، وأكبر جزر البحر الأبيض المتوسط، يُشكل موقعها الجغرافي نقطة تقاطع استراتيجية بين أوروبا وأفريقيا، مما جعلها محط الإهتمام عبر الحقب التاريخية.
هذا الموضوع لن يتطرق عن انفصال صقلية عن الأراضي التونسية نحو ايطاليا كجزيرة،،، لا تزال في خوض الإلتصاق بأوروبا، حيث ان
بحر صقلية اصبح اليوم جزء من البحر الأبيض. يقع في مثلث بين: صقلية شمالاً، ومالطا شرقاً، وتونس في جنوبه الغربي، اصبح مُتعارف عليه اليوم بإسم
مضيق صقلية، هذا إلى جانب قناة مالطة البحرية، ومضيق بانتليريا.
صقلية اليوم:
تُعتبر البراكين النشطة والخاملة داخل أراضي الجزيرة أبرز التضاريس التي تميّزها، كما ينتشر عددٌ من الجزر البركانيّة المحيطة بالبرّ الرئيسيّ للجزيرة، ويكمن السبب في ظهور هذه البراكين إلى وقوع صقلية على منطقةٍ ذات حدودٍ نشطة وهيَ منطقة التقاء الصفيحة التكتونية الأوروآسيوية مع الصفيحة الأفريقيّة.
ويعتبر جبل إتنا الواقع على الساحل الشرقي لصقلية بالقرب من مسينة وقطانية أهمّ هذه البراكين، وبالتالي فإنّ الجزيرة لها طابعٌ جبليّ، ولكنّ سهلها الواسعا الممتدّ شرق صقلية هو سهل قطانية الخصب، ومن تضاريس الجزيرة الأخرى مجموعة من الشواطئ الحصويّة، والسواحل الصخريّة والحمم الموجودة حولَ محيط الجزيرة.
عدد سكان جزيرة صقلية حوالي 5 ملايين نسمة حتى عام 2019م، ويغلب عليهم الطابع الريفيّ بسبب بُعد الجزيرة عن البرّ الإيطالي، كما يتميّز شعب صقلية بتنوّع أجناسه بسبب موقع الجزيرة وسط حوض البحر الأبيض المتوسط؛ فقد شهدت الجزيرة تدفقاً من مختلف الأعراق عبرَ العصور.
وقد تم اقتراح أن تقسّم صقليّة إلى منطقتين بحيث: تضمّ المنطقة الشرقيّة مستوطنات صقلية والمستوطنات اليونانية، في حين تضمّ المنطقة الغربيّة المستوطنات السيكانيّة، والمستوطنات الفينيقية العربيّة، والمستوطنات النورمانيّة.
الدَّولَةُ الأغلَبيَّة من بني الأغلب من تميم، دولة أسسها إبراهيم بن الأغلب التميمي في إفريقية عام (184 هـ 800م) وتمددت لاحقًا إلى إيطاليا ومالطا وسردينيا بعد أن فرضت نفوذها على القسم الأكبر من إفريقية. وبعد مقتل الأغلب بن سالم بدأت مرحلة الولاة من قبل الدولة العباسية على إفريقية (150هـ 183هـ)
ويكيبيديا
صفحات مَنْسِيَّة من تاريخ الإسلام في إيطالِيَّة
(
الألوكة) فتح المسلمون العديد من مدن إقليم كالابريا، وتملكوها لعُقود، ومن هذه المدن (مدينة ريدجو كالابريا)،،، وهي تُسَمَّى في المصادر الإسلامية بمدينة رَيُوْ، وتقع على الضفة الأخرى من جزيرة صِقِلِّيَّة،،
حيث تُطِلُّ على مَضيق ميسينا، وتقابل مدينة ميسينا بصقلية التي تَسَمَّى المضيق باسمها من الجهة الأخرى، والتي تُسَمَّى في المصادر العربية باسم مسيني، وتُعَدُّ ريدجو كالابريا أقدم مدن إقليم كالابريا، وأكبرها في الوقت الحالي، وإن كان الإدريسي في نزهة المشتاق قد وصفها بأنها
مدينة صغيرة.
وقد غزا أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الأغلبي مدينة ريو سنة ثمان وثمانين ومائتين من قِبَل البحر إلى، ففتحها عَنْوَة، وشَحَن مراكبه بغنائمها، واستأمنت له حُصون، وأعطوه الجِزْية.
وذكر الكتاني أن الأغالبة قد هاجموا رية -
أي ريو- سنة 838م.
وهاجم الحسن الكلبي -
رأس الأمراء الكلبيين في صقلية- بجيشه مدينة ريو سنة أربعين وثلاثمائة، وانبثت سراياه في أرض قِلَّوْرِيَة، فانهزمت الروم، وعاد الحسن إلى ريو في العام الذي يليه بعد معارك مع الروم بصقلية، وقِلَّوْرِيَة، وامتلك ريو، وبنى بها مسجدًا كبيرًا في وسط المدينة، وبنى في أحد أركانه مأذنة، وشَرَط على الروم: أن لا يَعْرِضوا له، وأن من دخله من الأسرى، فهو آمن، سواء كان مرتدًا، أو مُقيمًا على دينه، وإن أخرجوا حَجَرًا منه، هُدِمَت كنائسهم كلها بصِقِلِّيَّة، وإفريقية، فوَفَّى الرومُ بهذه الشروط كلها، ذِلَّةً، وصَغارًا، وعاد.
ولما توفي الحسن الكلبي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وَلِي ابنُه أحمد إمارة صِقِلِّيَّة -
وكان أبوه يستخلفه عليها ويشركه معه في التدبير والحكم والحروب- فاجتاز البحر إلى قِلَّوْرِيَة، فأحرق في ريو أُسْطولًا للروم، وأرسل إلى بلاط المُعِزِّ العبيدي في المَهْدِيَّة عددًا من كبار الأسرى.
وقد ذكر أرشيبالد لويس أن المسلمين لما أغاروا على مدينة بيزا سنة 1004 م، رَدَّ أهل بيزا -
فيما يبدو - بغارة من جانبهم على مَعاقل المسلمين في مدينة ريو.
فهذا يدل على تَحَوُّل مدينة ريو - في الفترة الزمنية المذكورة - لمَعْقل إسلامي حَصين لمدة من الزمن، وكانت صقلية وجنوب إيطاليا في الفترة المذكورة تحت حكم الكلبيين، التابعين سياسيًا للعُبَيْدِيِّين في شمال إفريقية.
مواقع النشر