• ◘ الثقافية

    مرحبا إرث ثقافي و ترفيه و مشاريع لحن وموال نصف الولاء للغتِنا العربية إن لم يكُن كله
  • القِربة: موروث براعة استخدام موارد بيئية

    بريدة (واس) جسد الآباء والأجداد الذين عاشوا في صحراء المملكة قديمًا ذكاءً لافتًا في حسن استثمار الموارد الطبيعية، وابتكروا أدوات أسهمت في تلبية احتياجاتهم اليومية بكفاءة، ومن أبرزها "القِربة" التي تُعد من أهم الأدوات التقليدية في الجزيرة العربية، ذلك الوعاء المتعدد الأحجام الذي استخدم في نقل الماء وحفظه وتبريده، إضافة إلى حفظ الدهن واللبن، في مشهد يُظهر براعة الإنسان في فهم بيئته وتسخير إمكاناتها.


    23 جمادى الآخرة 1447هـ 14 ديسمبر 2025م

    وصُنعت "القِربة" قديمًا من جلود البهائم بعد دبغها بعناية، لتستخدم في حفظ الماء وتبريده طبيعيًا عبر تعليقها في الهواء، وكانت تثبت على حامل خشبي ثلاثي الأرجل لتسهيل استخدامها، وتعد "القِربة" جزءًا لا يتجزأ من تاريخنا الثقافي، إذ مثّلت حلًا بسيطًا وفعالًا لتوفير الماء البارد في زمن لم تتوفر فيه التقنيات الحديثة، لتغدو رمزًا للابتكار والاعتماد على الذات في التعامل مع متطلبات البيئة.



    ويؤكد المهتم بالأدوات التراثية والموروث الشعبي محمد الشومر أن "القِربة" تختلف بحسب أنواعها وأحجامها وخامات تصنيعها، موضحًا أن "السعن" يستخدم لحفظ الماء ويصنع من جلد الماعز أو الضأن، ويساعد على تبريد الماء بفضل خصائص الجلد والتهوية، فيما يصنع "الصميل" من جلد الأغنام أو الماعز ويستخدم لحفظ اللبن وخضه لفصل الزبد.



    ويشير إلى أن "العكة" تخصص لحفظ السمن البلدي وتصنع من جلود الأغنام، في حين تستخدم "الشكوة" لحفظ اللبن وتحويله إلى زبدة ولبن رايب، كما يخزن فيها السمن والعسل.



    وتبدأ صناعة "القِربة" بدهن الجلد بـ"الودك"، -وهو دسم اللحم أو شحم الأمعاء خاصة من الأغنام والإبل والأبقار-، ثم يترك لمدة تمتد ليومين ليتشرب الدهن ويصبح طريًا وسهل الاستخدام، ويبدأ بعد ذلك "الخراز" بتفصيل الجلد وتجهيزه وتحديد الحجم المطلوب، ثم تنفيذ عملية "الخرازة" باستخدام إبرة كبيرة تعرف بـ"المجذاب".

    https://arabic.anf-news.com/uploads/...063a-image.jpg

    وتشكل جلدة رقبة الحيوان فوهة "القِربة"، بينما تستخدم جلدة قدميه ورجليه للإمساك بها أثناء حملها أو تعليقها على ظهور الدواب عند نقلها، مشيرًا إلى أن "القِربة" تبقى صالحة للاستخدام لفترات طويلة قد تمتد لسنوات دون أن تتلف.



    ويضيف الشومر أن الناس اعتمدوا حتى وقت قريب على "القِربة" في رحلاتهم البرية التي قد تستغرق أيامًا عدة، كما كانت تحمل في الأسفار وتعلق خارج السيارات الكبيرة التي تنقل المسافرين، لتكون جزءًا لا يتجزأ من متاعهم ومصدرًا للماء البارد.





    الصناعات الجلدية في نجران:
    موروث تراثي أصيل وإتقان حرفي مبدع

    نجران (واس) صناعة الجلود في نجران تُعد من أبرز الحرف التقليدية التي تجسد الموروث التراثي الأصيل للمنطقة، وتعكس مهارة الحرفيين وإبداعهم في تحويل الخامات الطبيعية إلى منتجات متقنة تُنافس بجودتها وجمالها في المحافل التراثية والثقافية.


    23 جمادى الأولى 1447هـ 14 نوفمبر 2025م

    وتمثل هذه الصناعة أحد الرموز البارزة في التراث الشعبي بمنطقة نجران، إذ أسهمت في الحفاظ على الهوية الحرفية الأصيلة التي توارثها الأبناء عن الآباء عبر الأجيال.



    وتدخل الجلود في صناعة العديد من المنتجات التراثية التي تشتهر بها المنطقة، من أبرزها استخدامها في صناعة مستلزمات الجنابي (الخناجر النجرانية) وأحزمتها وأغمدتها الفاخرة، والميازب التي تُستخدم لحمل الطفل المولود، والمشاريب المخصصة لحفظ المياه التي تتميز بقدرتها على تبريدها بشكل طبيعي؛



    إضافة إلى القطوف وهي أوعية تستخدم لحمل وتخزين القهوة، والعصم وهي أوعية لتخزين الدقيق (الطحين)، وعدد من المستلزمات الأخرى مثل المزادة وهي وعاء لحفظ الطعام والأمتعة، وغيرها من الأدوات الجلدية التي تجمع الأصالة والفائدة العملية.



    وأوضح أحد الحرفيين في صناعة الجلود بسوق نجران الشعبي يحيى عائض أن عملية صناعة الجلود بنجران تمر بعدة مراحل دقيقة ومتقنة، تبدأ بجمع جلود الحيوانات مثل الأبقار والإبل والماعز، ثم تنظيفها بعناية وإزالة الشعر منها، لتنتقل بعد ذلك إلى عمليات التحليل والدباغة والتجفيف، وبعد اكتمال هذه المراحل تُقطّع الجلود وتُشكّل وفق تصاميم متنوعة تعكس الذوق التراثي النجراني وتلبي احتياجات الاستخدام المعاصر.



    وأشار إلى أن المنتجات الجلدية النجرانية، شهدت انتشارًا واسعًا داخل المنطقة وخارجها لما تمتاز به من جودة عالية ومتانة وجمال في الصنع، مما جعلها تحظى بإقبال متزايد من المهتمين بالمنتجات التراثية والمقتنيات الحرفية، مما يبرزها بصفتها إحدى الركائز المهمة في دعم الصناعات اليدوية الوطنية وتعزيز مكانة التراث السعودي الأصيل في مختلف المحافل المحلية والدولية،،،



    وذلك في إطار جهود المملكة للحفاظ على الموروث الثقافي وتشجيع الحرفيين على تطوير إنتاجهم بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تمكين الحرف والصناعات التقليدية وتنميتها لتكون رافدًا من روافد الاقتصاد الوطني.





    السدو: حرفة تراثية سعودية من موارد طبيعية
    بريدة (واس) تعد حرفة السدو من أبرز الحرف اليدوية التي اشتهر بها سكان المملكة، إذ تقوم بدورٍ أساس في مساعدة أهل البادية على الاستفادة من موارد الطبيعة في شبه الجزيرة العربية، فمن حياكة النسيج المصنوع من وبر الإبل، وشعر الماعز، وصوف الأغنام تُصنع العديد من مستلزمات الحياة اليومية، مثل: بيوت الشعر، والسجاد والوسائد، والخيام، وزينة رِحال الإبل.


    02 جمادى الآخرة 1447هـ 23 نوفمبر 2025م

    وفي كل خيط من السدو تختبئ حكاية تنسجها أنامل نساء البادية بإبداع ودقة؛ لتروي قصة الماضي وتراثه الذي لا يزال نابضًا بالحياة في تفاصيل الثقافة السعودية، وقد ارتبطت هذه الحرفة التقليدية بحياة البدو الرحّل في شبه الجزيرة العربية، ومع قسوة البيئة الصحراوية ومتطلباتها، برز السدو كوسيلة عملية تلبي احتياجاتهم اليومية.

    وتعكس كل قطعة من السدو مهارة الحرفية وإبداعها الشخصي، إذ تضيف النساء لمساتهن الخاصة إلى كل منتج؛ مما يجعل كل قطعة فريدة من نوعها، ولم تقتصر منتجات السدو على الاستخدام العملي، بل امتدت لتكون زينة وديكورًا في المجالس، بل وجزءًا من لباس القبائل مثل: البشوت، والعباءات وغيرها.



    وتُعد منطقة القصيم من أبرز المناطق التي اشتهرت نساؤها بنسج وحياكة السدو منذ القدم، وتمتاز منتجاتها بجودة عالية وزخارف دقيقة مستوحاة من بيئة البادية، إذ تبدأ عملية السدو بجمع المواد الأولية الطبيعية مثل: صوف الأغنام، ووبر الإبل، وشعر الماعز، وهي الدعامة الأساسية لإنتاج السدو، ويتم جزّ الصوف وفرزه ثم تنظيفه يدويًا للتخلص من الشوائب في مرحلة تُسمّى "النفش"؛ ليُغزل بعد ذلك ويُبرم باستخدام أداة "التغزالة"، وهي عصا تقليدية يُسحب من خلالها الصوف ليصبح خيوطًا جاهزة للنسج والحياكة، ثم تأتي مرحلة الصباغة التي تضفي على السدو ألوانه الزاهية المميزة.



    ويُشار إلى أنه تم تسجيل نسج وحياكة السدو ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو بالتعاون مع دولة الكويت، كما جاء إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية؛ ليؤكد التزام المملكة بالحفاظ على إرثها وتطوير صناعاتها التقليدية، إذ تعمل وزارة الثقافة وهيئة التراث على تنظيم ورش العمل والمعارض التي تضمن استمرارية هذا الفن وتعزز مكانته.
    هذه المقالة نشرت أصلا في موضوع المنتدى : حرفية جداوية تضفي ابداعاً في تحفها التراثية كتبت بواسطة امينة حمود العبدلي مشاهدة المشاركة الأصلية
  • □ الثقافية

  • عناقيد ثقافية

  • معاجم

  • ☼ الثقافية

  • سماع طـــ(عربي)ـــرب

  • توحة

  • طلال مداح

  • زخــــ(إسلامية)ــــارف


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا