معرض الطاقة: معلمٌ الأجيال واستخراج النفط

الدمام (واس) يُمثل معرض الطاقة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي (إثراء)، معلمًا ثقافيًا ومعرفيًا يُعرف الأجيال بعالم استخراج النفط في المملكة والمراحل التي واكبت هذه الصناعة، وأسهمت في التطور والنمو والرخاء في مختلف الأصعدة، بفضل قيادة حكيمة أولت هذه الصناعة اهتمامًا بارزًا.


25 ربيع الأول 1447هـ 17 سبتمبر 2025م

وشهد معرض الطاقة الذي أكمل الـ62 عامًا منذ تأسيسه، ويعود إلى عام 1963م تحديثات ونقلات نوعية، التي تضمنت تغيير اسمه وموقعه، حيث حمل المعرض في بداياته مسمى "معرض الزيت المتنقل" وجاب عدة مدن وقرى في المملكة، إذ بلغت مساحته الإجمالية 400 متر مربع، ووصل عدد زوّاره إلى 7 آلاف زائر أسبوعيًا، وذلك قبل أن يستقر في عام 1987م في المنطقة التاريخية بمدينة الظهران، التي اكتُشف بها النفط في بئر الدمام رقم 7 والمعروف تحت اسم (بئر الخير).



وحظي المعرض عبر تاريخه بزيارات كثيرة لشخصيات مرموقة منها زيارة رئيسة وزراء بريطانيا مارجريت ثاتشر في سبتمبر 1991م، وفي 4 مارس 1998 زار المعرض رئيس إيران السابق هاشمي رفسنجاني، كما زار المعرض رئيس الصين جيانغ زيمن في 3 نوفمبر 1999م، وفي 20 فبراير 2001 زار المعرض الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي أعجب بالمعرض.



ويهدف المعرض منذ تأسيسه إلى تعريف أبناء المملكة بتاريخ صناعة الزيت وتطورها ومراحل الإنتاج والتكرير والتسويق، والتعريف بأهمية النفط في تطور الحياة الاقتصادية، وتقديم صورة كاملة وواضحة عن صناعة البترول بشكل خاص والمملكة العربية السعودية بشكل عام؛



يعد المعرض منارة معرفية تجيب على الكثير من التساؤلات مثل: كيف تكون البترول في المملكة بهذه الكميات الهائلة؟ ما هي السبل والوسائل التي أدت إلى اكتشاف البترول؟ كيف يتم إنتاجه، ونقله، وتكريره، ومن ثم توزيعه؟ وما هي أحدث التطورات التي طرأت على هذه الصناعة؟، وذلك قبل أن يطرأ عليه التطوير ويكون أحد مكونات مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) تحت مسمى (معرض الطاقة).



ويُقدِّم معرض الطاقة أمام الزوار عالمًا من الاكتشاف الرائع لعلم الطاقة من خلال 40 برنامجًا سنويًا، من خلال الاستفادة من التقنيات المتقدمة والوسائط المتعددة، حيث يزخر المعرض بالتعريف بهذه الثروة النفطية المزدهرة في المملكة وكيفية استخراجها، من خلال رحلة تعليمية مفعمة بالتشويق؛ لتبيان كيفية تسخير الموارد الطبيعية والطاقات البديلة.



وينقسم معرض الطاقة في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) إلى ثلاثة أقسام رئيسة هي: "المعرض التفاعلي"، الذي يعمل على تقديم عروض تفاعلية من خلال استعراض الطرق والأساليب لاستخراج النفط وموارد الطاقة المختلفة؛



هذا إلى جانب "ورش العمل" تتضمن سلسلة من الحوارات المتخصصة، والورش التدريبية التي تركز على الإبداع والابتكار والتصميم وأحدث الاتجاهات السائدة في عالم النفط، إضافةً إلى "المسرح ثلاثي الأبعاد" الذي يعمل على تعريف الزوّار بعجائب العلوم المرتبطة من خلال مجموعة متنوعة من الأفلام التي يعرضها المسرح ثلاثي الأبعاد في معرض الطاقة.



ويتضمن معرض الطاقة 67 شاشة تفاعلية لتعريف الزوّار بعالم النفط ومعرفة إنجازات الماضي والحاضر في هذا المجال، وفهم التحديات التي يواجهها في المستقبل، حيث يعود المعرض بالزوار إلى الزمن الماضي؛ ليستكشفوا النفط والتشكيلات الصخرية المثيرة للاهتمام تحت الأرض، وصولًا إلى الحاضر بعمليات الحفر الحالية التي تتم في الصحراء، وانتهاءً بالمصافي وحلول الطاقة البديلة في المملكة للمستقبل.



ويستعرض معرض الطاقة أمام الزوار في منطقة "تأثير الطاقة" الطاقة المتجددة، ومبادرات أرامكو البيئية مثل: زراعة أشجار المانجروف، إضافة إلى منطقة "الاستكشاف" التي تعرف عن كيفية تكوَنَ البترول، وكيف استطاع علماء طبقات الأرض الأوائل والأدلاء السعوديون الذين يساندونهم من تحديد المواقع وبدء أعمال التنقيب والحفر والآلات المستخدمة منذ الخمسينيات.



ويعرف معرض الطاقة زواره بأجهزة الحفر والمعدات المستخدمة في معامل معالجة الزيت وفصله عن الغاز ومعامل التكرير (المصافي) ومعامل الغاز، والتعريف بمنصة البحرية وما تتضمنه من أجهزة محاكاة للجوانب الهندسية والتشغيلية في أعمال صناعة الطاقة،،،



وشرح الصناعات الكيميائية التي توضح أن كثيرًا مما نراه حولنا في حياتنا اليومية من مواد بلاستيكية أو منسوجات أو مواد مركبة هي في الواقع منتوجات كيميائية من أصل بترولي، إضافة إلى "مسرح المعرض" الذي تقام فيه العروض السينمائية والمسرحية، وإقامة الفعاليات والاحتفاء بالأيام العالمية التي منها اليوم العالمي للرياضيات.