القاهرة - محمد اليماني (رويترز) - يثير معرض فوتوغرافي بالقاهرة عن السيرة الفنية لرائد الواقعية في السينما المصرية صلاح أبو سيف بعض الشجون عن ماضي هذه السينما التي كانت تنافس في مهرجانات دولية كبرى بأفلام كتب السيناريو لبعض منها نجيب محفوظ.



فإحدى هذه الصور للفنانة المصرية تحية كاريوكا من فيلم (شباب امرأة) الذي شارك في المسابقة الرسمية بمهرجان كان عام 1956. واحتل المركز السادس في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد بمناسبة مئوية السينما عام 1996.

ويضم المعرض صورا لكل من عمر الشريف من فيلم (بداية ونهاية) المأخوذ عن رواية لمحفوظ والذي عرض في مهرجان موسكو وصورة لفريد شوقي من فيلم (الفتوة) الذي عرض في مهرجان برلين وصورة لعزت العلايلي من فيلم (السقا مات) الذي عرض في مهرجان برلين. وحصلت الأفلام الثلاثة على المراكز السابع والعاشر والحادي والثلاثين على التوالي في قائمة أفضل 100 فيلم مصري.



ومعرض (صلاح أبو سيف.. فتوة وشباب) الذي يشير عنوانه إلى فيلمي (الفتوة) و(شباب امرأة) يقام بمركز الهناجر للفنون في ساحة دار الأوبرا احتفالا بمئوية أبو سيف (1915-1996) وتزامنا مع المهرجان القومي للسينما المصرية الذي افتتحت دورته التاسعة عشرة مساء الأربعاء.

ويقول سمير سيف رئيس المهرجان في دليل المعرض إنه عندما تذكر السينما المصرية فإن اسم أبو سيف الذي أخرج 41 فيلما طويلا "أول ما يتبادر إلى الذهن... أول من أنشأ معهدا للسيناريو لإيمانه بأهمية النص في البناء السينمائي.. إنه من اجتذب نجيب محفوظ للكتابة للسينما وأول من قدم رواياته لها."

ويضم المعرض صورة فوتوغرافية لمحفوظ وأبو سيف الذي أغرى الروائي المرموق بخوض تجربة السيناريو وتعاونا في أفلام منها (مغامرات عنتر وعبلة) و(المنتقم) و(لك يوم يا ظالم) و(ريا وسكينة) و(الوحش) و(الطريق المسدود). وأخرج أبو سيف أفلاما مقتبسة من أعمال أدبية لمحفوظ دون أن يكتب لها السيناريو وهي (بين السماء والأرض) و(بداية ونهاية) و(القاهرة 30).



وجاء تحت هذه الصورة قول لأبو سيف إن "محفوظ يقيم الاسمنت المسلح لعمارة السيناريو... فنجيب يكتب بالصورة" كما يضم المعرض صورة من مقال لمحفوظ عنوانها (صديقي.. صلاح أبو سيف) يسجل فيه "السينما بالنسبة لي هي صلاح ابو سيف فقد عرفت طريقي إليها عبره قبل أن ألتقيه... عملت معه وتعلمت فن كتابة السيناريو ونجحت معه ومن خلاله" وأنه قبل معرفته بأبو سيف لم يفكر في الكتابة للسينما.

ومعرض أبو سيف رؤية وإعداد الناقدة السينمائية والمونتيرة المصرية صفاء الليثي التي ترى أن صاحبه "سابق لعصره. متجاوز لجمهوره ونقاده. يسبق المادحين منهم والساخطين إذ توقف نقاد السينما المصرية عند النوع الواقعي لأفلامه... (ولكنه) اكتسب الثقة ونجح في تقديم كل الأنواع... حطم أسوار الواقعية التي حبسوه فيها وقدم تنويعات على لحنها" ومن أبرزها فيلم (البداية) بطولة أحمد زكي.

وتضيف أنها رأت أن يكون المعرض شاملا ويسجل جوانب من تاريخ تطور صناعة السينما وما أحاط بها من أساليب الدعاية التي كان يمثلها قبل ظهور التلفزيون كتيب صحفي "يتميز بأسلوب فني شديد الخصوصية" ومبدعوه رسامون موهوبون بالفطرة دون دراسة.



وترى أن من أبرز محتويات المعرض صورة أبو سيف حين كان يعمل في شركة المحلة للغزل والنسيج قبل أن ينتبه إلى موهبته وحبه للسينما المخرج المصري نيازي مصطفى (1910-1986) حين زار الشركة وعاد منها بأبو سيف الذي تغيرت حياته.

وقالت لرويترز إن المخرج محمد أبو سيف أمدها بمادة وافية عن أبيه تضم صور الجوائز التي نالها فجاء المعرض معبرا عن "التركيز والدقة والصرامة التي كان أبو سيف يوليها لأعماله ويوثق بها كل مراحله."

وأعدت صفاء الليثي في الدورة السابقة للمهرجان معرضا عن المخرج المصري هنري بركات (1914-1997) بمناسبة مئويته.



وقالت إن كل معرض "اكتسب روح صاحبه.. بركات برومانسيته وأبو سيف بتركيزه الشديد.. أبو سيف هو النجم في أفلامه. نجمه يعلو حتى على سعاد حسني بينما بركات الدمث الخجول يتوارى أمام بطلته فاتن حمامة."

والدورة الجديدة للمهرجان القومي للسينما المصرية تحمل عنوان (أفلامنا.. مرآتنا) وتستمر عشرة أيام.

ويتنافس في المهرجان 14 فيلما روائيا طويلا وأكثر من 100 فيلم قصير أنتجت عام 2014 على جوائز تبلغ 894 ألف جنيه مصري (نحو 114 ألف دولار).




نجيب محفوظ بين الفيلم والرواية