بون (ألمانيا) (رويترز) - أفادت دراسة يوم الأربعاء بأن من المرجح أن تقل حدة الاحتباس الحراري عما كان متوقعا في السابق بفضل اتباع الصين والهند سياسات مناخية أكثر صرامة ستعوض تقليص الولايات المتحدة لإجراءات مكافحة تغير المناخ في عهد الرئيس دونالد ترامب.



لكن الدراسة قالت إن متوسط درجات الحرارة في العالم لا يزال على مسار سيفضي لارتفاع أكبر بكثير من الهدف الرئيسي الذي تنص عليه اتفاقية باريس للمناخ المبرمة في 2015 وهو خفض زيادة الحرارة إلى ”أقل بكثير“ من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية.

وقال تقرير (كلايمت أكشن تراكر) الصادر عن ثلاث جماعات أوروبية بحثية مستقلة إن السياسات المتبعة حاليا تشير إلى أن درجات الحرارة في العالم تتجه نحو ارتفاع بواقع 3.4 درجة مئوية بحلول 2100 وهو أقل من تقدير قبل عام توقع ارتفاعا قدره 3.6 درجة.


رسم بياني يوضح مستويات الجزيئات الدقيقة (بي.إم 2.5) في دلهي وبكين منذ أبريل 2015

وأضاف التقرير ”إنها أول مرة تؤدي فيها سياسات على المستوى الوطني إلى تراجع واضح في درجات الحرارة المتوقعة في نهاية القرن منذ بدأ كلايمت أكشن تراكر مهمته في 2009“.

وقال إن الصين تتجه نحو تحقيق ما يفوق تعهدها ضمن اتفاقية باريس بالحد من انبعاثات الكربون لأقصى درجة بحلول 2030. وأضاف أن الهند تحرز تقدما أيضا في الحد من زيادة في الانبعاثات ناجمة عن زيادة استخدام الفحم.

وتقول لجنة علمية تابعة للأمم المتحدة إن ارتفاع متوسط درجات الحرارة في العالم بثلاث درجات مئوية قد يؤدي لفقدان شعاب مرجانية مدارية وكتل جليدية جبلية وتراجع الجليد على سطح المحيط القطبي في الصيف وربما ذوبان نهائي للجليد في جرينلاند وهو ما سيزيد منسوب البحار في العالم.


الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتحدث في مانيلا 13 نوفمبر 2017 - رويترز

ويشكك ترامب في أن السبب الرئيسي لتغير المناخ هو انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بسبب أنشطة البشر. وقال ترامب في يونيو حزيران إنه سيركز على الترويج لوظائف في صناعات تستخدم الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة.

وقال بيل هير من كلايمت أناليتكس، وهي واحدة من الجماعات المشاركة في البحث، لرويترز ”تراجعت الزيادة في الانبعاثات بالصين والهند لكنها لا تزال ترتفع... أهم خطوة الآن لوقف زيادة الانبعاثات العالمية هي الوقف التدريجي لتشغيل المصانع التي تعمل بالفحم في كثير من الدول“.

وأفاد تقرير آخر يوم الاثنين أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يتسبب فيها الإنسان تتجه لتسجيل زيادة قدرها اثنان في المئة في 2017 مما يوجه ضربة للآمال في أن الانبعاثات بلغت بالفعل ذروة لن تتخطاها. وأرجع التقرير الزيادة بالأساس إلى زيادة قدرها 3.5 في المئة للانبعاثات في الصين في 2017.