معرض الفنون التشكيلية كان من ضمن برامج مهرجان قس بت ساعدة لهذا الموسم، حيث استقطب هذا المعرض الفني الزوار ومحبي الفن بمختلف أنواعه من داخل المنطقة ومن خارجها، بالإضافة لزوار المهرجان الذين قدموا من مختلف دول الخليج وبعض الدول العربية. واشتمل المعرض عدد من الفنون البصرية التي اسرت زوار المعرض بجمالها وروعتها ومستواها الحرفي العالي.



يقول المشرف على المعرض الفنان حسن آل شرية أن المعرض الفني فتح المجال لأغلب فناني المنطقة للمشاركة فيه بأعمالهم التشكيلية والضوئية والمنحوتة، وأن عدد الأعمال التشكيلية داخل المعرض بلغت 29 عملاً، برزت من خلالها المدارس الفنية بمختلف أنواعها، فيما بلغ عدد الأعمال الفوتوغرافية المشاركة 23 عملا بالإضافة للوحة إيحائية حية شارك فيها 13 شاباً من مختلف الأعمار.

وتطرق الفنانون المشاركون للكثير من الموضوعات منها : (الوطن والحب والفراق والأمل والبؤس والغربة)، وغيرها من الموضوعات الإنسانية الأخرى.


بعض محتويات معرض الأدب النبوي - تصوير: عبدالله فراج

يقول الفنان التشكيلي هادي القصير آل كليب إن : المعرض حظي بإقبال الزوار مع أن الفترة المحددة له قصيرة (مدة المهرجان 4 أيام فقط)، ومع ذلك فنحن راضون بما قدمه المعرض لمرتاديه من فنون جميلة ستسهم في رقي الذائقة الفنية لدى المجتمع بكافة أطيافه، وأضاف يقول : أننا (فنانين وفنانات داخل منطقة نجران) نسعى دائماً لإقامة معارض فنية مشتركة وخاصة والقادم منها سيكون أروع، مبيناً أن أمير منطقة نجران وأثناء افتتاحه للمعرض صرح بعد انتهاء جولته بداخله بأنه رائع جداً وعلى مستوى عالٍ من الحرفية، مؤكداً استمرار دعمه لكافة الفنانين والفنانات في المنطقة على المستويين المادي والمعنوي.


التشكيلية نادية أبوساق - لوحتها «حلم» (المفقودة)

ويقول الفنان عبد الله مشبب آل منصور أحببت من خلال المعرض الفني أن أخرج بعمل جديد لم يتعوده الجمهور، وذلك بتقديم لوحة إيحائية حية شارك فيها 13 شاباً استغرق تدريبهم قرابة الأسبوعين استخدمت فيها مؤثرات صوتية خاصة أضفت على العمل إيحاء بالحركة والحياة، وقد نجح العمل والدليل ردود الأفعال من الجمهور الذين زاروا المعرض والذي أعرب أغلبهم عن سعادتهم بمشاهدته، مضيفاً أن هذه اللوحة هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وكانت مضمونها يتكلم عن الصراع الدائر بين الخير والشر.


من أعمال الفنان التشكيلي أحمد الزيلعي - هنا

ويقول الفنان التشكيلي مانع آل صيصان عن لوحته المسماة بالشائكة إنها محاولة منه لمنافسة اللوحة الشهيرة للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي ( الموناليزا ) الموجودة بمعرض اللوفر بفرنسا، وبين أنه استغرق في رسمها قرابة الثلاث سنوات ونصف، ولا زال العمل عليها مستمراً، وأكد أنه لا مستحيل أمام إرادة الفنان وبإمكانه تحقيق أي حلم يطمح إليه.

فنان التصوير الضوئي ناصر الربيعي، يقول إن المعرض احتوى على 23 عملاً ضوئياً قدم من خلالها الفنانون الضوئيون رؤية خاصة تجاه عدد من المواضيع الاجتماعية بالإضافة لبعض الصور التي وثقت تفاصيل التراث والموروث النجراني الأصيل.



يقول فنان النحت سعيد موسى الزهراني إن النحت يستنطق المواد الجامدة ويمنحها ألسنة من لهب، تخاطب بها عقول الناظرين إليها وهذا المعرض الفني الرائع أتاح لنا الفرصة لعرض ما لدي ولدى زملائي من النحاتين في المنطقة لتقديم أعمالنا النحتية التي كانت تنتظر مثل هذه المناسبة لنخاطب بها مشاعر الزوار الذين بالفعل فاقوا توقعنا وتصورنا للمعرض وأظهر لنا ما لدى أهالي نجران وضيوف مهرجانها من حس فني راق ومخيلة قادرة على قراءة الأعمال الفنية المقدمة، وأضاف الزهراني إن المنحوتات الموجودة داخل المعرض والتي بلغت عشرة أعمال تحدثت مواضيعها عن آثار نجران و محرقة الأخدود وعن مواضيع متعلقة بالفكر الإنساني و التأمل بالإضافة لأعمال تجريدية ذات الحس الفني الذي أثار إعجاب الزائرين للمعرض وعلى رأسهم الأمير مشعل بن عبد الله أمير المنطقة الذي وجه بتنفيذ بعض هذه الأعمال في الميادين داخل المنطقة فله جزيل الشكر على اهتمامه ورعايته الدائمة للفنانين داخل منطقة نجران العزيزة.

إلى جانب معرض الفنون التشكيلية، كانت هناك احتفال مثقفات نجران بمهرجان قس بن ساعده، حيث شرفت كل من الأميرة نوف بنت بندر والأميرة بسمة بت بندر ممثلاً باللجنة النسائية بالنادي الأدبي بالمنطقة.


المسرح الروماني في نجران

ومن ضمن احتفال مثقفات نجران، عرض فيلم تسجيلي بعنوان “نجران تاريخ وحضارة” للأستاذة خامسة الفرحان، التي تطرقت من خلاله إلى نجران في القرآن والأ‌خدود والمباهلة، وأيضا النصرانية في نجران، ثم تم عرض صور لمنطقة نجران أيام السبعينات للمصور الفرنسي تشيكوف والمصورة الفرنسية باتريسيا ماساري والتي ألفت كتاباً عن نجران أسمته “نجران وتجمع السبعين” حيث أهدت هذا الكتاب إلى روح صديقها ودليلها في المنطقة عطران آل عطران، وتطرقت إلى الحديث عن المرأة في ذلك الوقت وما اتسمت به من بساطة، حيث كانت البدويات يبدون أكثر جماﻻ‌ في اللباس التقليدي ترجمتها خامسة الفرحان.

واختتمت فقرات الحفل بأمسية شعرية للشاعرة اعتدال ذكر الله بكالوريوس لغة عربية من جامعة اﻻ‌حساء ومراسلة سابقة في الصحف المحلية حيث ذكرت أنها تمنت لو كانت الأمسية مستقلة لتعطي المزيد, مشيرة إلى أن نجران احتضنتها في أجمل احتفاﻻ‌ت الوطن في اليوم الوطني وفي يوم البيعة.