الرياض (واس) : يعد قطاع النقل أحد مفاتيح التنمية المستدامة، وعصبًا اقتصاديًا حيويًا يعتمد نجاحه على مدى توفر البنية الأساسية للطرق ووسائل النقل المتعددة الوسائط. لذلك أضحت خطة النقل الوطنية للمملكة متناسقة ومتناغمة مع إستراتيجية التنمية التي تشرف عليها وزارة الاقتصاد والتخطيط، حيث تهدف إلى تطوير قطاع النقل وتسخير كل طاقاته الاستيعابية لتحقيق متطلباتها. فإسهام قطاع النقل تتركز في إزالة العوائق المادية والقانونية والإدارية لتحفيز النمو الاقتصادي في القطاعات ذات العلاقة.



يؤدي النقل دوراً حيوياً في التقدم الاقتصادي والازدهار العمراني لأيّ دولة ومن هذا المنطلق فإن وزارة النقل وبدعم من القيادة الرشيدة قامت بالتعاون والتنسيق مع العديد من الوزارات والجهات المعنية وفريق من الخبراء المختصين بإعداد إستراتيجية ثابتة ومناسبة لتحقيق التقدم المنشود من أهدافها إيجاد قطاع نقل متطور ومتقدم يحقق نموًا اقتصاديًا بأفضل المعدلات في جميع المجالات وبما يمكن من نجاح متطلبات التنمية، وقد صدرت موافقة مجلس الوزراء على الإستراتيجية الوطنية للنقل التي أعدتها الوزارة وتتضمن الإستراتيجية رؤية مستقبلية لتوفير قطاع نقل متكامل يشمل جميع أنماط النقل لمواكبة احتياجات المملكة المستقبلية ويتميز بالسلامة والفعالية والكفاءة والتطور التقني ويعمل على تشجيع وتعزيز التنمية الاقتصادية والقدرة التنافسية للمملكة العربية السعودية على المستوى الدولي. كما يوفر بيئة صحية وآمنة لأفراد المجتمع.

حققت وزارة النقل عدداً من الإنجازات خلال العام 2016م تبلورت في بعض المجالات التي تصب في تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني 2020، وذلك ضمن الإستراتيجية الوطنية للنقل 2030 التي تسعى لتحقيق رؤية المملكة 2030 في جعل المملكة مركزاً لوجستيًا عالمياً يعتمد بشكل رئيس على النقل بقطاعاته المختلفة.

وتعمل الوزارة منذ بداية البرنامج على التسريع بتفعيل المبادرات التي نصت عليها وثيقة البرنامج بما يتوافق مع تطلعات القيادة الرشيدة لتحقيق مكانة متميزة للمملكة وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم لأبناء الوطن، مبيناً أنه تم تحقيق إنجازات عدة اتسمت بالشمولية والتكامل مع منظومة النقل، ومن هذه الإنجازات، المرتبطة برؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، إعداد إستراتيجية متكاملة لقطاع النقل والهيكل المنظم له، بالإضافة إلى عدد من المبادرات مثل سلامة الطرق لخفض وفيات الحوادث ومبادرة تخفيض تكلفة دورة حياة الطرق وتحسين الأداء ومبادرات أخرى تم البدء بالعمل عليها مثل تحقيق إيرادات من أصول الطرق، وتفعيل مكاتب تحقيق الرؤية بالوزارة.



ففي مجال الخصخصة فقد شملت مبادرة تخفيض التكاليف وتحسين الأداء وتحقيق الإيرادات من أصول الطرق عبر الشراكة مع القطاع الخاص في بناء وتشغيل وصيانة الطرق بطرق علمية وبالاستفادة من التجارب العالمية.

و من أبرز المنجزات التي تم استكمالها، إنشاء غرفة تحكم بنظام النقل الذكي ونظام المراقبة والتحكم بالأنفاق، ورفع عدد عقود الصيانة العادية والكهربائية والوقائية من 80 إلى 122 عقداً، إضافة إلى اكتمال تنفيذ طرق جديدة بطول إجمالي 2,204 كم وفتحها لحركة المرور، وإبرام 4916 عقداً لمشاريع مسح وتقييم الجسور والمنشآت على مستوى المملكة والانتهاء من مسح وتقييم وتحديد نمط المعالجة المثلى لإجمالي مسارات الطرق بالمملكة التي يبلغ مجموع أطوالها 315,000 كم.

يذكر أن تحت منظومة وزارة النقل تعمل أربع جهات رئيسة هي: الهيئة العمة للطيران المدني، وهيئة النقل العام، والمؤسسة العامة للموانئ، والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، ويعد الهدف الإستراتيجي الأول لوزارة النقل ضمن برنامج التحول الوطني 2020 أن تكون المملكة مركزاً لوجستياً عالمياً من الطراز الأول ليتم الاستفادة من مركزها الذي يربط القارات الثلاث مع بعض "آسيا وأفريقيا وأوروبا"، وكذلك الحال بالنسبة للموانئ حيث إن 30% من التجارة العالمية تمر بالبحر الأحمر نظرًا لوقوع المملكة على خط الملاحة البحرية الرئيس.

إنّ قطاع النقل في المملكة شهد نقلة نوعية في مرحلة التحول الوطني2020، الذي يركز على وضع إستراتيجيات واضحة تعتمد على معايير علمية ووسائل قياس دقيقة للأداء في تنفيذ المشروعات التي توفر قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وحققت عددًا من الإنجازات وما زالت تعمل عليها وجميع هذه الإنجازات والمبادرات تندرج تحت برنامج التحول الوطني بما يحقق تطلعات ويعزز من مكانة مملكتنا في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -.



وضمن إنجازات وزارة النقل لتسريع وتيرة التحول الإلكتروني لكافة الخدمات لتحقيق مبدأ الرقابة وتحسين الأداء عبر المشاركة المجتمعية، فقد تم في 26 رجب 1438 هـ الموافق 23 أبريل 2017 تدشين تطبيق البلاغات "طرق" الذي يُعد إحدى الخطوات الحثيثة التي تعمل عليها الوزارة في توفير كل السُبل التي تمكّن من تعزيز دورها الفاعل في الإسهام والمشاركة لتكون المملكة مثالاً يحتذى به في توفير حياة كريمة لكل من يعيش على أرضها.

وتأتي خطوة إطلاق هذا التطبيق ضمن خطط وزارة النقل وإستراتيجياتها نحو تطوير الخدمات التي تقدمها منظومة النقل بشكل عام وطرق المملكة على وجه الخصوص، حيث يهدف تطبيق "طرق" إلى تسهيل تلقي البلاغات والملاحظات والمقترحات.

ويعد تطبيق "طرق" بداية للتعاون مع المؤسسات الحكومية الأخرى التي تشرف على طرق المملكة عبر وسيلة سهلة وميسرة للمستفيدين لتقديم البلاغات من خلال منصة موحدة حول كل ما يتعلق بالطرق السعودية، ويتميز التطبيق باستخدام نظام خرائط جغرافية محدّثة تساعد على تحديد المواقع الجغرافية بدقة لتسهيل إدارة ومتابعة تنفيذ البلاغات بفعاليّة عالية في كافة مناطق المملكة، حيث قامت شركة "ثقة" لخدمات الأعمال بتطوير التطبيق، وسبق للشركة أن عملت على العديد من التطبيقات الذكية لعدد من المشروعات الكبيرة في المملكة والتي تخدم المجتمع، كما يمنح المستخدم إمكانية الاختيار من بين مجموعة من البلاغات المتعلقة بالخدمات المقدمة للطرق، مثل: الإبلاغ عن مواقع تجمعات الأمطار، أو التشققات والهبوط والحفر أو الانجراف لسطح طريق، إنارة الطرق، الملاحظات على الجسور أو العبّارات كذلك الإبلاغ عن وسائل السلامة في الطريق، أو وجود إبل سائبة على الطرق أو أي مخلّفات أو عوائق على الطرق التي تشرف عليها وزارة النقل.

ويعد تطبيق "طرق" جزءًا من النظام الرقابي الشامل لاستقبال البلاغات، حيث من خلاله ستتاح الفرصة للمستخدمين بالإضافة إلى الرقم الموحد لمنظومة النقل 938 من تقديم بلاغ عن أي ملاحظات أو تجاوزات أو اقتراحات.



إن هيئة النقل العام حققت مجموعة من الإنجازات خلال العام الماضي 2016 تفتخر بها في تنظيم قطاع النقل ابتداء من تنظيم قطاع النقل البري والأجرة بإطلاق "منصة وصل" لتنظيم شركات الأجرة وتطبيقات توجيه المركبات في المملكة، إضافة إلى التشديد على تطبيق الأنظمة في مجال تأجير المركبات بعد تنفيذ عدد الجولات الرقابية والتفتيشية المستمرة في جميع أنحاء المملكة على هذه المنشآت لرفع مستوى الخدمة والتأكد من تطبيق الأنظمة المتعلقة بهذا النشاط. إضافة إلى الإطلاق المبدئي في بعض مناطق المملكة " لمنصة نقل " لتنظيم النقل البري للتحول إلى نظام إلكتروني متكامل.

ومن إنجازات هيئة النقل خلال العام الحالي 2017م قامت بتدشين خدمات بوابة "نقل" الإلكترونية لخدمة المشغلين من المنشآت والأفراد لقطاع النقل، لتكون امتداداً لخطط تطوير خدمات منظومة النقل.

وتهدف إلى تمكين المستثمرين والعاملين في مختلف أنشطة النقل البري من إجراء عمليات الإصدار والتجديد والإلغاء للتراخيص وبطاقات التشغيل للسائقين والمركبات إلكترونياً وتختصر مدة تجديد بطاقة التشغيل من 5 أيام عمل إلى 40 ثانية دون الحاجة إلى التقدم أو زيارة الهيئة أو إدارات النقل في المناطق، وترتبط البوابة مع جميع أنظمة الجهات الحكومية المعنية للتحقق من صلاحية المسوغات النظامية لعمليات الإصدار والتجديد إلكترونياً كما تتكامل بوابة نقل مع الخدمات الإلكترونية للإدارة العامة للمرور بغرض التأكد من صلاحية رخص السير للمركبات والقيادة للسائقين.

كما تتيح الخدمة إصدار موافقات تجديد رخص السير لمركبات النقل العام إلكترونياً، حيث ستختصر هذه البوابة على المستثمرين والعاملين في قطاع النقل البري الجهد والوقت لإنهاء تلك الإجراءات من خلال الدخول على بوابة واحدة من أي مكان وفي أي وقت دون الحاجة لإرفاق أو تحميل أي مستند، وبذلك يكون الإجراء إلكترونيًا 100% بالكامل.



ويأتي إطلاق بوابة "نقل" ضمن أهداف الهيئة لتوفير الجهد والوقت على المستثمرين في مختلف قطاعات النقل البري من المنشآت والأفراد من خلال تسهيل وتيسير إجراءات العمل للإجراءات التي تستغرق وقتاً لإصدار أو تجديد أو إلغاء التراخيص وبطاقات التشغيل للمركبات والسائقين بحيث تكون خدمة إلكترونية من مواقعهم، والاستغناء عن الخطوات الطويلة مع الجهات الأخرى.

ويبلغ مجموع أطوال الطرق في المملكة 66 ألف كيلومتر، 49 ألف كيلومتر طرف مفرده و 12 ألف طرق مزدوجة و 5 آلاف كيلومتر طرق سريعة. لتكون شبكة طرق حديثة تختصر المسافات بين مناطق المملكة وتربط المدن بعضها ببعض.

وحول الخطوط الحديدية تم استكمال المشروعات الإنشائية لمحطات الركاب على سكة حديد قطار الشمال (الرياض - القريات) التي تم تدشين خدماتها العام الحالي 2017م، يختصر هذا المشروع الوقت والزمن ويربط 6 مدن ببعضها ( الرياض - المجمعة - القصيم - حائل - الجوف - القريات).



فقد أطلقت الخدمة من الرياض للمجمعة في فبراير 2017م وسيتم إطلاق الخدمة من القصيم لحائل في الربع الرابع من العام الجاري 2017م فيما ستنطلق الخدمة من حائل إلى الجوف ومن ثم إلى القريات في عام 2018م.

وستكون حركة القطار يومية أولها نهارية لنقل 444 راكبًا على ثلاث عربات من الدرجة الأولى و4 عربات للدرجة الاقتصادية وعربة واحدة للوجبات الخفيفة وعربة للأمتعة.

والثانية وسيكون حركته ليلية لنقل 377 راكبًا على 3 عربات لمقصورات النوم وواحدة لدرجة الأعمال و3 عربات للدرجة الاقتصادية وعربة للوجبات الخفيفة وعربة للأمتعه وعربة لشحن المركبات. وتصل سرعة القطار إلى 200كلم/ الساعة.

وسيسهم هذا المشروع في قيام استثمارات عديدة في مجالات تشغيلها واستغلال أجزاء منها تجارياً، ومن ضمن هذه الإنجازات التي تحققت توحيد ملكية قطاع السكك الحديدية بين المدن تحت مظلة وزارة النقل عن طريق توحيدها تحت ملكية شركة سار SAR وتعيين مجلس إدارة لها برئاسة معالي وزير النقل الذي سيسهم في تسريع اتخاذ القرار بما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030.بالإضافة إلى أن هذا المشروع سيساهم في توفير الطاقة وتخفيض الضغط على الطرق السريعة منها توفير ما يزيد عن 35 مليون ريال نتيجة توفير براميل الديزل، إزاحة أكثر من 280 ألف شاحنة عن الطرق العامة.



وعن إنجازات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في استغلال الطاقة الاستيعابية في نقل الركاب، تم نقل أكثر من 1.3 مليون مسافر على خط الرياض الدمام خلال العام الماضي 2016 بزيادة أكثر من 69 ألف بزيادة 6,3% عن نفس الفترة من العام الذي يليه.

وبلغ أجمالي ما تم نقله من ركاب من يناير العام الحالي 2017م حتى نهاية شهر يوليو حوالي (820 ألف) راكب بزيادة قدرها 45 ألف راكب عن نفس الفترة من العام الماضي 2016م.

كذلك قامت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية برفع الطاقة التشغيلية لقطارات نقل الحاويات من ميناء الملك عبد العزيز بالدمام إلى الميناء الجاف بالرياض مما أسهم في منع تكدسها في كل من الميناءين، وتحقيق إنجاز جديد في ترشيد استهلاك موارد المملكة للطاقة في مجال النقل الثقيل من خلال الوفر المحقق على مستوى خط التعدين بما تجاوز عن 416 ألف برميل من الديزل، وكذلك تكوين ذراع لوجستي متين في مجال النقل الثقيل لدعم صناعة التعدين بالمملكة التي تعد الركيزة الثالثة للصناعات السعودية من خلال نقل ما يزيد عن 7 ملايين طن من المواد الخام من المناجم إلى مناطق المعالجة والتصدير في رأس الخير على الخليج العربي.



وسعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية في سبيل التطوير إلى الاستفادة من قطاع الخطوط الحديدية في تكوين فرص عمل ومسارات وظيفية واعدة للشباب السعودي ودعم توجه الدولة في تشجيع مشاريع توطين الوظائف بإنشاء المعهد السعودي للخطوط الحديدية "سرب" كأول المعاهد التدريبية لقطاع سكة الحديدية لتدريب الشباب السعودي في مجالات متخصصة ضمن قطاع الخطوط الحديدية، وتخرجت - بفضل الله - أول دفعة، وتم توظيفهم في الشركة السعودية للخطوط الحديدة "سار"، وهناك دفعات في عدد من التخصصات المرتبطة بالقطاع سيتم تخريجهم قريباً.

وحول قطار مشروع قطار الحرمين السريع يتكون قطار الحرمين السريع من خط كهربائي مزدوج يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مروراً بجدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية والذي يبلغ إجمالي طوله 450 كلم وتصل سرعته إلى 300كلم في الساعة، يقطع زمنيًا من خلالها 61 دقيقة من المدينة المنورة ليصل إلى مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، و 36 دقيقة من مدينة الملك عبد الله الاقتصادية لمطار الملك عبد العزيز بجدة، و 14 دقيقة من مطار الملك عبد العزيز الي جدة، و 28 دقيقة من جدة إلى مكة المكرمة وتبلغ طاقته الاستيعابية 60 مليون مسافر بالسنة، وسيكتمل المشروع بنهاية العام الجاري 2017م.



ويبلغ عدد القطارات لهذا المشروع 35 قطارًا والذي يعد أضخم مشروع نقل في الشرق الأوسط لخدمة ضيوف الرحمن.

تجدر الإشارة إلى أن حجم مشاريع الاستثمار في الخطوط الحديدة يبلغ 5000 كيلو متر على مستوى المملكة.

وفي السياق ذاته وجّهت هيئة النقل العام، بالتعاون مع كلٍّ من الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، ضمن مساعيها لتطوير الخطوط الحديدية وتفعيل دور القطاع الخاص في بناء وتشغيل شبكتها بالمملكة، الدعوة للشركات العالمية الرائدة في مجال بناء وتشغيل خدمات النقل بالخطوط الحديدية والكيانات الاستثمارية الوطنية في القطاع الخاص لإبداء الرغبة حول الدخول في تحالفات إستراتيجية طويلة المدى للمنافسة على تقديم خدمات نقل الركاب والبضائع عبر الخطوط الحديدية في المملكة، تحديداً على خطّي الرياض - الدمام و كذلك قطار الشمال.

إنّ هذا التوجّه يأتي تنفيذا لأحد أهم مبادرات خطة التحول الوطني في القطاع السككي لتحقيق رؤية المملكة 2030 لتطوير هذا القطاع، حيث ترتكز هذه المبادرة على زيادة مشاركة القطاع الخاص في المشروعات من خلال نموذج المشاركة بين القطاعين العام والخاص.



يذكر أن طول شبكة الخطوط الحديدية القائمة بين المدن في المملكة حالياً يصل إلى حوالي 4 آلاف كليو متر، إضافة إلى وجود خطة لزيادة هذه الشبكة بإضافة حوالي 2.5 ألف كيلو متر؛ حيث تشهد المملكة نمواً متزايداً في حركة نقل الركاب والبضائع عبر شبكة الخطوط الحديدية الحالية القائمة.

وسجلت قطارات الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) للمعادن، ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات نقل الفوسفات والبوكسايت بنسبة بلغت 27 % في النصف الأول من العام الجاري 2017م، مقارنة بكميات النقل للمدة نفسها من العام الماضي.

ونقلت قطارات المعادن ما مجموعه 23,683,134 طناً، من الفوسفات والبوكسايت والكبريت المصهور وحمض الفوسفوريك التجاري خلال الفترة من (مايو 2011م حتى يونيو 2017م).

ونجحت شركة (سار) في رفع طاقتها التشغيلية لخط التعدين ما مكنها - بعد توفيق الله - من تحقيق الطاقة الاستيعابية الإضافية التي تلبي احتياج شريكها الإستراتيجي شركة (معادن)، فقد حققت قطارات (سار) للمعادن ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات نقل الفوسفات والبوكسايت بنسبة بلغت 27 %، في النصف الأول من هذا العام، مقارنة بكميات النقل للمدة نفسها من العام الماضي 2016م".



ونقلت قطارات المعادن 4.06 ملايين طن في النصف الأول لعام 2017م، مقارنةً بـ 3,21 ملايين طن للمدة نفسها من عام 2016م، وفي مجال النقل البحري تحتل المملكة العربية السعودية مكانة رائدة في قطاع النقل البحري على المستوى الدولي وهي التي تحتضن خريطة مائية بطول 500 كلم على ساحل الخليج العربي و 1800 كلم على ساحل البحر الأحمر، ومن خلال تطوير الموانئ الكبرى في المملكة على الساحلين الغربي والشرقي ساهم بشكل مباشر في تعزيز فرص تطوير صناعة النقل البحري من خلال تحديث أسطول الناقلات النفطية والتجارية.

فقد حققت المؤسسة العامة للموانئ عددًا من الإنجازات من خلال تحسين كفاءة الموانئ التشغيلية والإدارية، وزيادة قدراتها التنافسية، وإضفاء الطابع المهني والعمل بأسلوب تجاري، والتوسع في تقديم الخدمات اللوجستية والتركيز بشكل أكبر على الخدمات ذات القيمة المضافة مع الاهتمام بتوسيع مشاركة القطاع الخاص في جميع أعمال الموانئ ومرافقها المختلفة. بداية من إجراء التعديلات التشغيلية وبرنامج التميز التشغيلي في تكامل عمليات الموانئ وتوثيق وإضفاء الطابع المؤسسي على العمليات التشغيلية وبرنامج التميز التشغيلي، وكذلك إطلاق مكتب التحوّل الوطني.

و من أبرز الإنجازات إنجاز أعمال المشروع بميناء رأس الخير، وإنشاء (5) أرصفة، وكذلك مشروع إنشاء أرصفة لصناعة الألمونيوم، ومشروع إنشاء أرصفة وعد الشمال، إضافة إلى بدء تشغيل محطة الحاويات الثانية بميناء الملك عبد العزيز بالدمام باستثمارات كاملة من القطاع الخاص بنظام البناء والتشغيل وإعادة الملكية (BOT) على أساس مشاركة المستثمر, وأيضا إنجاز وتشغيل عدد (4) أرصفة بميناء الملك فهد الصناعي بينبع، وعدد رصيفين بميناء ينبع التجاري.

وعن الجانب الخدمي الذي تقدمه المؤسسة العامة للموانئ، فهو مستمر لتحقيق أهداف الرؤية لتحقيق الخدمات للمواطن، ومنها إنشاء رصيف سياحي بميناء ينبع التجاري لتنشيط الحركة السياحية الساحلية في المملكة، وكذلك التحول إلى التعاملات الإلكترونية بدلاً من الورقية في التعامل مع المؤسسة والموانئ، وإطلاق سبع خدمات إلكترونية تشمل خدمات تفاعلية وخدمات إجرائية وخدمات معلوماتية، وتسهيل إجراءات المخلصين الجمركيين إلكترونياً دون الحاجة إلى مراجعة الميناء، ونتيجة لهذا التطوير في التعاملات والإجراءات الإلكترونية حصلت المؤسسة العامة للموانئ على شهادة الآيزو (ISO 9001: 2008) المعتمدة من هيئة المقاييس الدولية لتميزها في تقديم خدمات تقنية المعلومات.



وتسعى المؤسسة العامة للموانئ بتعاون مع إدارة الشركة السعودية لتبادل لمعلومات إلكترونيا " تبادل" بإطلاق البوابة الوطنية الموحدة للتصدير والاستيراد التي من المنتظر أن ترى النور خلال الفترة القريبة القادمة لتسهم في توحيد الجهود المشتركة من كافة القطاعات المعنية لتحقيق رؤية السعودية 2030 في مجال زيادة حجم الصادرات السعودية وتسهيل التجارة والخدمات اللوجتسية إلى أنحاء العالم في إطار الجهود الحكومية للعمل على تنويع مصادر الدخل غير النفطية كما تأتي هذه البوابة انسجامًا مع برنامج التحول الوطني 2020.

من جهة أخرى سجلت الشركة السعودية لتبادل المعلومات إلكترونيا " تبادل " (إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة) قفزة كبيرة في عدد الموردين المسجلين في بوابة المشتريات الحكومية الإلكترونية " منافسات " خلال العام 2016م بنسبة بلغت 150% عن العام الذي سبقه " 2015" فيما بلغ عدد الجهات الحكومية التي تم تدريبها على التعامل مع البوابة أكثر من 176 جهة حكومية فيما بلغ عدد الموردين المسجلين في البرنامج أكثر من " 15780موردا".

وتم إطلاق نظام إدارة مجتمع الموانئ المرحلة الأولى بالتعاون مع المؤسسة العامة للموانئ في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام وستعقبه باقي المراحل خلال العام 2017م والذي سيسهم في تحقيق قيم مضافة للمستوردين والمصدرين والمخلصين الجمركيين ووكلاء الشحن ومشغلي المحطات والجهات الحكومية ذات العلاقة.



وتجسيداً لأهمية الموانئ بالمملكة فقد صدر قرار مجلس الوزراء بتعديل المؤسسة العامة للموانئ إلى هيئة عامة والموافقة على التنظيم الجديد للهيئة العامة للموانئ.

لتحقيق التحول الإستراتيجي في قطاعات منظومة النقل وذلك لتحقيق أحد أهم مستهدفات برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 وهو تحويل المملكة إلى مركزٍ لوجستي عالمي يربط بين قارات العالم، والذي يسعى نحو منح الهيئة العامة للموانئ مرونة أكبر واستقلالية أكثر لممارسة أعمالها وفق أسلوب تجاري بحت بما يضمن تحقيق الأهداف الاقتصادية للمملكة العربية السعودية. وسيشكل نقلة نوعية في تاريخ الموانئ السعودية، وسيسهم في رفع كفاءة الخدمات في جميع الموانئ، و سيعود بالنفع على جميع الجوانب الاقتصادية والتنموية في المملكة، وسيسمح كذلك بتسريع وزيادة وتيرة الحركة التجارية.



إنّ الهيئة العامة للموانئ تمكنت وخلال الأعوام الماضية من زيادة عدد الأرصفة مما تجسد عنه زيادة في حجم مناولة البضائع وزيادة الطاقة الاستيعابية للموانئ السعودية، مبينا أن إجمالي عدد الأرصفة في المملكة بلغ 214 عام 2017م مما كان له الأثر المباشر على الطاقة الاستيعابية للموانئ التي زادت من 10 ملايين طن لتصل إلى 532 مليون طن العام الجاري، كما شهدت البضائع المناولة ارتفاعاً ملحوظاً بلغ 252 مليون طن عام 2017م مقارنة بعددها البالغ 9.7 مليون طن في الأعوام السابقة.

وبدأت الهيئة العامة للموانئ من خلال مشروع تطوير الخدمات اللوجستية، بتطبيق الربط الإلكتروني بين موانئها كافة وكذلك مع شركائها الإستراتيجيين من القطاعات الحكومية المختلفة وشركات الملاحة وغيرهم سعياً لتحويل جميع عملياتها إلى معاملات إلكترونية والتخلص من الأعمال الورقية القديمة وذلك في سبيل رفع وتحسين الأداء وتعزيز المركز التنافسي للموانئ السعودية والعمل على أن تكون موانئ جاذبة لجميع الخطوط الملاحية العالمية وتحقيق أعلى مستويات الأداء.

ويبلغ عدد موانئ المملكة 9 موانئ تغطي المملكة وتربطها بالعالم تحتوي على 7.8 مليون وحدة حاوية مكافئة و214 رصيفًا بحريًا وتسعى من خلال وزارة النقل لرفع كفاءة النقل البحري إلى مركز لوجتسي عالمي عبر هذه الشبكة من الموانئ لتربطها بالعالم.

ويعد ميناء رأس تنورة أكبر ميناء نفطي في العالم يصدر 20% من نفط العالم يستقبل 2400 سفينة سنوياً ويصدر 20% من نفط العالم يشحن 70% من الزيت الخام السعودي.

ويعد ميناء جدة الإسلامي أكبر ميناء تجاري بالمملكة على ساحل البحر الأحمر يستقبل 5.6 مليون حاوية سنوياً وتبلغ الطاقة الاستيعابية له 130 مليون طن وتبلغ أوزان البضائع المناولة السائبة فيه 8 ملايين طن، وتبلغ السيارات المناولة فيه 490 ألف سيارة.



وفي مجال قطاع النقل الجوي، تحقق العديد من الإنجازات، أولها الأمر الملكي بتاريخ 30 / 7 / 1437هـ، الذي قضى بربط هيئة الطيران المدني بوزير النقل، وفي 8 / 9 / 1437هـ أقر مجلس الوزراء ترتيبات تتعلق بتفعيل دور هيئة الطيران كجهة تشريعية مستقلة، وذلك بالفصل التام بين مسؤولياتها من جهة ومجلس إدارة الخطوط السعودية من جهة أخرى، وتفعيل خطط الهيئة الإستراتيجية المتوافقة مع رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تنمية الاقتصاد الوطني والاتجاه نحو الخصخصة وتعزيز الشفافية، وتوفير المزيد من الخدمات للعملاء وضيوف الرحمن وفق أحدث المعايير وذلك بالاعتماد على الموارد الذاتية.

وتم الانتهاء من تنفيذ العديد من المشروعات بأساليب الخصخصة المتعددة، فضلا عن أساليب تعهيد الخدمات للقطاع الخاص، ونشهد ذلك في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد بالمدينة المنورة وهو أول مطار في المملكة يتم تنفيذه بشكل متكامل بأسلوب (BTO)، وكذلك البدء بمشروع إنشاء وتشغيل مطار الطائف الدولي، ومطار حائل المحوري وتطوير مطار الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز بينبع وغيرها من المطارات، وشرعت شركة الطيران المدني السعودي القابضة في تنفيذ برامجها المتعلقة بخصخصة الوحدات الاستراتيجية في المطارات الدولية وفق برنامج زمني يكتمل في 2020م، وخصخصة مطار الملك خالد الدولي في يوليو 2016 الماضي، تحت مسمى "شركة مطارات الرياض" بعد أن تم إنجاز وتشغيل الصالة 5 في مايو 2016 بطاقة استيعابية تبلغ (12) مليون مسافر سنويا"ً.

فبعد أن تمت خصخصة قطاع الملاحة الجوية تحت مسمى "شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية"، ستتمكن الشركة من الاعتماد على مواردها الذاتية وستحقق بذلك الأرباح، و تم طرح منافسة عالمية لإدارة وتشغيل مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد، وتتنافس حالياً عدة شركات عالمية على هذا المشروع.

وتم تأسيس وتشغيل مكاتب إدارة المشاريع وتمت أتمتة عدد من البرامج بهدف التحول الكامل إلى تعاملات حكومية إلكترونية، ومنها على سبيل المثال برنامج متابعة العقود والمشتريات وبيع المنافسات آليا وغيرها، إلى جانب البرامج التي أطلقتها الهيئة حول تطوير بيئة العمل كبرنامج قادة المستقبل وبرنامج موهبة والموظف المتميز.

وفي جانب الخدمات، تم الترخيص لعدد من شركات الطيران لتوفير سعة مقاعد لمواجهة الطلب المتزايد، وكذلك إبرام اتفاقيات نقل جوي مع عدد من وجهات ودول جديدة لتسهيل خدمة السفر لتلك الدول، وإضافة العديد من عمليات التطوير للمنشآت مثل مواقف السيارات وخدمات بيع التجزئة والأسواق الحرة بالمطارات والربط مع الجهات المختلفة إلكترونياً لتسهيل حركة المستفيدين من المطارات.



إن فكرة خصخصة المطارات ستعمم على باقي مطارات المملكة، حيث سيتم تحويلها إلى شركات لها ضوابط خاصة وتضم كفاءات وطنية مؤهلة وكوادر فنية وإدارية قادرة على الإبداع والتميز، وستحرص الهيئة على تعزيز هذا التوجه بما يتسق وتوجهات الدولة نحو تحقيق برامج التحول الوطني وفق رؤية المملكة 2030.

إنّ عمليات الخصخصة تمضي وفق خطة مدروسة واستراتيجية محددة، وتجدر الإشارة إلى أن مطار الملك عبد العزيز الجديد في جدة سينطلق في النصف الثاني من 2018 تحت إدارة شركة (شانجي ) السنغافورية التي تدير التشغيل لمدة 20 عاماً وتعد من أفضل الشركات في هذا المجال على مستوى العالم.

وستقوم هيئة الطيران المدني، بفصل شركة الطيران المدني القابضة عن الهيئة وبموجب ذلك تصبح "الشركة القابضة" المسؤولة عن الجانب التشغيلي لجميع مطارات المملكة على أن تواصل الهيئة دورها في الجانب التشريعي لقطاع الطيران والنقل الجوي، وتفعيلاً لهذا التوجه تم تأسيس شركة مطار الملك فهد الدولي بالدمام، وسيتواصل تأسيس الشركات لجميع المطارات على أن تكون شركة الطيران المدني القابضة مستقبلاً مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة 100%.

ومن أبرز الفوائد الناتجة من خصخصة "هيئة الطيران المدني" هي عدم تحمل الدولة للأعباء المالية في الخطط التوسعية المستقبلية لهذه الشركات، إضافة إلى خلق فرص وظيفية جديدة للشباب وزيادة نمو الدولة اقتصادياً، وهذه تجربة مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة عن طريق تحالف سعودي تركي (شركة الراجحي وشركة تاف التركية -TAV-)، بنظام البناء ثم نقل الملكية ثم التشغيل لمدة 25 عاماً.



وشهدت حركة النقل الجوي بالمملكة تطوراً بإطلاق طيران أديل الذي يعد أحدث شركة طيران اقتصادي منخفض التكلفة في المملكة، وسيبدأ «طيران أديل» إطلاق أولى رحلاته الجوية يوم 23 سبتمبر 2017 بالتزامن مع ذكرى اليوم الوطني للمملكة.

وتعد رؤية طيران أديل وأهدافها الإستراتيجية إحدى المبادرات الرئيسة لبرنامج التحول وتعد ذراع الطيران الاقتصادي ضمن مجموعة الخطوط السعودية لتأتي سنداً إلى شقيقتها الكبرى شركة "الخطوط السعودية للنقل الجوي" وطيران السعودية الخاص وهذه الشركات تعمل ضمن مجموعة المؤسسة في مواكبة خطط وبرامج التنمية الشاملة في المملكة بتوفير خدمات النقل الجوي بخيارات متنوعة تناسب كافة شرائح المسافرين".

وحققت الهيئة العامة للطيران المدني أعلى تقييم على مستوى قطاع النقل، وذلك في تقرير نتائج قياس التحول السابع في مرحلة "التميز والتحسين"، والذي ينفذه برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية "يسر"، حيث حققت الهيئة نسبة تحول "متميز" بلغت 80% في القياس السابع الذي تم تنفيذه في العام 2016.

وتتوجه الهيئة في مواكبة الثورة التقنية والاستفادة منها في تحسين تجربة المسافرين عبر تعزيز الخدمات الذاتية للمطارات وتبني عدة مبادرات بهذا الخصوص.

ويعد مطار الملك خالد الدولي ضمن أكبر المطارات بالعالم بعد أن تم افتتاح الصالة الخامسة والتي تبلغ الطاقة الاستيعابية 12 مليون مسافر سنوياً بمساحة مبلغ 100 ألف متر مربع، وتبلغ عدد كاونترات الأمتعة 60 كاونترًا لمعاينة الأمتعه و20 كاونترًا للخدمات الذاتية.



إن وزارة النقل بالمملكة العربية السعودية تعمل بكل جهد ومواكبة لتحقيق رؤية المملكة 2030 فقد اعتمدت في 22 ذي القعدة 1438 هـ الموافق 14 أغسطس 2017م الهيكل التنظيمي الجديد للوزارة، الذي شمل إنشاء المجلس التنسيقي لمنظومة النقل، بالإضافة إلى استحداث وكالات وإدارات جديدة تتلاءم مع الرؤية الجديدة لمهام الوزارة لتتواكب مع تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ليتناسب مع احتياجات العمل والدور التشريعي والتنظيمي المناط بالوزارة للإشراف على منظومة وقطاع النقل بالمملكة.

إن التغيير الجديد شمل تعديلات ومنح صلاحيات لمدراء عموم فروع وزارة النقل بمناطق المملكة تسهيلاً لقيامهم بمهامهم الإشرافية على مشروعات الطرق في المناطق وربطهم مباشرة بوكيل الوزارة للطرق، إضافة إلى استحداث إدارة للخدمات المشتركة في الفروع تقوم بالدور التنسيقي المتكامل مع جميع الجهات ذات العلاقة والمرتبطة مع بعضها بمهام مشتركة وذلك لمنح المناطق صلاحيات أكبر لإنجاز العمل بشكل مباشر والتخلص من المركزية في العمل.

وجرى استحداث وكالة دعم التنفيذ لمنظومة النقل، التي بدورها ستدعم التنسيق التكاملي المشترك ما بين جهات منظومة النقل المتمثلة في هيئة النقل العام والمؤسسة العامة للموانئ والهيئة العامة للطيران المدني، على أن تكون مرتبطة بمعالي نائب الوزير، إذ يكمن دورها الرئيسي في الإشراف والمتابعة لتنفيذ مبادرات وبرامج منظومة النقل.

كما استحدثت الوزارة وكالة دعم الابتكار والمبادرات للنقل، لتعزيز الجانب الإستراتيجي في الهيكل التنظيمي للوزارة من خلال وكالة التخطيط الإستراتيجي للنقل، سعياً لدعم الابتكار وضمان الاستدامة في العملية التطويرية لمنظومة النقل.

واشتمل الهيكل التنظيمي الجديد على قرار يسهم في تعزيز التكامل والتنسيق المشترك بين أقطاب منظومة النقل، وهو إنشاء مجلس تنسيقي لمنظومة النقل يرأسه معالي وزير النقل، ويضم المجلس في عضويته كلاً من معالي نائب الوزير ومعالي رئيس هيئة النقل العام، ومعالي رئيس المؤسسة العامة للموانئ، ومعالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، إضافة إلى وكيل الخصخصة ودعم الاستثمار لمنظومة النقل، ووكيل التخطيط الإستراتيجي للنقل، ووكيل الخدمات المشتركة، ووكيل الطرق، إضافة إلى وكيل دعم التنفيذ لمنظومة النقل كأمين سر للمجلس، ليكون الهيكل التنظيمي الجديد يهدف إلى إيجاد منظومة نقل متكاملة، تتسم بالمرونة وتعمل في مسار واحد لتطوير وتعزيز قطاع النقل في المملكة، بما ينعكس على الخدمات والمشروعات التي تقوم بها الوزارة وقطاعاتها كافة.



وحول جهود وزارة النقل في خدمة ضيوف الرحمن في موسم حج عام 1438هـ فقد قدمت الوزارة العديد من المشروعات والخدمات المقدمة لخدمة ضيوف الرحمن، وتكاملت جهود كافة قطاعات منظومة النقل لخدمة ضيوف الرحمن استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة ومتابعة واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، لتقديم خدماتها لكافة القطاعات ولضيوف الرحمن محققة بذلك إنجازات من خلال تطبيق الخطط والتنسيق مع باقي القطاعات الأمنية والحكومية والخدمية لتقوم بدورها ومسؤولياتها تجاه حجاج بيت الله الحرام.

فقد امتازت هذا العام1438هـ بالتنسيق المشترك والجهود التكاملية، تحت إشراف ومتابعة وزارة النقل، حيث شارك أكثر من 1776 موظفًا من منسوبي قطاعات منظومة النقل لخدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، وعبر الطرق التي تؤدي إليها، والمطارات والموانئ التي استقبلت الحجاج.

فقد قامت بالعديد من الأعمال والجهود عبر تجنيدها لكافة إمكانياتها المادية والبشرية، من خلال الإشراف والتنفيذ والمتابعة لخطة نقل أكثر من مليوني و300 ألف حاج طوال فترة أداء المناسك، وتنفيذ جسر في وادي عرنة بوقت قياسي في منطقة المشاعر بطول 208م، وبثلاثة مسارات، وطريق للمشاة بطول 425م لفصل حركة المشاة وحركة المركبات أثناء النفرة.

كما أنهت الوزارة صيانة الطرق وأعمال الكشط لمنطقة المشاعر بإجمالي أطوال بلغت 31 ألف و950 مترًا، مع استكمال أعمال القطع الصخري للجبال بين مشعري عرفة ومزدلفة لحماية طريق الحجاج من أَي تساقط صخري، وتنفيذ نقاط الفرز على مداخل مكة المكرمة، وتحقيق إنجاز جديد في توسعة أكبر نقطة فرز في ميقات قرن المنازل (مركز البهيتة) الذي يخدم أكثر من 54 في المئة من حجاج البر، والنجاح في تقليص مدة انتظار المركبات في أوقات الذروة إلى أقل من 15 دقيقة.



ولمساعدة القطاع الأمني والقطاعات الخدمية على القيام بدورهم المنوط بهم في خدمة ضيوف الرحمن بالشكل المطلوب وحسب توجيه القيادة، أنجزت وزارة النقل جميع أعمال الصيانة والبنى التحتية في وقت قياسي ومبكر في مناطق المشاعر كافة، ودعمت مراكز الضبط الأمني على الطرق الرئيسة، مع ضبط أكثر من ألفين و895 مركبة وحافلة مخالفة، والتأكد من سلامة حركة الحجاج.

وقدمت هيئة النقل العام خدمات كبرى لأكثر من مليونين و300 ألف حاج خلال أدائهم نسكهم، حيث قامت الهيئة بمراقبة أسعار وسائل النقل العام ومنع الاستغلال خدمةً لضيوف الرحمن، وإتاحة خدمة النقل الترددي لحجاج الداخل إلى المسجد الحرام، وضبط كفاءة وسلامة وسائل النقل العام المتجهة إلى المشاعر المقدسة، وتوفير خدمة نقل الركاب من مواقع حجز المركبات إلى المسجد الحرام، وخدمة النقل العام الترددي من عرفة إلى مزدلفة، والنقل العام داخل المشاعر، إضافة إلى خدمة النقل بالأجرة (مركبات الأجرة) من مواقع حجز السيارات، واستفاد من خدمات النقل العام هذه أكثر من مليون ومائتي ألف حاج. كما شاركت الهيئة في الإشراف على حركة سير قطار المشاعر والذي استقله أكثر من مليوني حاج لإتمام مناسكهم في المشاعر المقدسة بكفاءة تضاهي نظيراتها عالميا، وتعد نموذجا في إدارة الحشود المليونية.

والهيئة العامة للموانئ تطوّر خدماتها لخدمة الحجاج، فقد عملت الهيئة العامة للموانئ على تهيئة الموانئ المعنية باستقبال الحجاج، وتجهيزها بوسائل النقل من وإلى الأرصفة وصالة الركاب، وتجهيز محطة الاستقبال ومغادرة الركاب من خلال صالات مخصصة للانتظار والقدوم والمغادرة بالإضافة لصالة لإنهاء الإجراءات الجمركية، وتحديث أنظمة التكييف فيها، وتنفيذ جميع أعمال الصيانة على المرافق الخاصة، وتحديث وصيانة أنظمة الأمن وكاميرات المراقبة، وتجهيز معدات المناولة لمواجهة الزيادة التي تواكب موسم الحج في مناولة المواد الاستهلاكية والغذائية والمواشي والبضائع العامة، وذلك عبر فرق مؤهلة وفق أعلى المعايير العالمية في هذا القطاع، ووفق خطة دقيقة وحاسمة معدة مسبقا.



و للهيئة العامة للطيران المدني إساهامات متميزة في نقل الحجاج، فقد أدّت الهيئة العامة للطيران المدني دوراً كبيراً ضمن منظومة وزارة النقل في إنجاح موسم حج هذا العام حيث ساهمت في إدارة الحركة في المطارات، إضافة إلى التنسيق مع العمليات الجوية لجدولة الرحلات ومتابعتها مع الشركات المشغلّة، وتقديم الخدمات للحجاج عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي.

ويشير التقرير إلى أنّ الهيئة العامة للطيران المدني قد ساهمت وعبر مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة في تنظيم 4,863 رحلة للحجاج، واستقبل منسوبوها الحجاج القادمين جواً والبالغ عددهم 966 ألف و546 حاجاً، على 95 شركة طيران، قادمة بالترتيب وفق أكبر عدد من الحجاج (إندونيسيا، باكستان، الهند، تركيا، ومصر).

كما أشرفت الهيئة وتابعت عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة على استقبال ثلاثة آلاف و156 رحلة حملة على متنها 675 ألف و701 حاجاً، قامت بنقلها 51 شركة طيران.

وسجلت الهيئة أكثر عدد رحلات ومسافرين حجاج بالترتيب من (إندونيسيا، باكستان، الهند، تركيا، ومصر)، وكانت الأكثر حضوراً وكثافة بحسب سجلات الهيئة خطوط (السعودية، ناس، التركية، الجارودا، ومصر للطيران).

وتعمل الهيئة العامة للطيران المدني حاليا على الإشراف على رحلات المغادرة للحجاج إلى لحظة توديع آخر رحلة عودة لهم، والتنسيق والمتابعة لرحلاتهم وسيرها وفق جدولتها الزمنية في مطاري الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة.

ويشير التقرير إلى أنّ رحلات المغادرة للحجاج التي ابتدأت منذ 13 من ذي الحجة ستكون مستمرة حتى منتصف شهر محرم وبزيادة نحو 45% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي وأن أكثر الوجهات ستكون إلى إندونيسيا وباكستان والهند وتركيا ومصر.

وحققت منظومة النقل - أرقامًا وإنجازات في حج هذا العام 1438هـ فقد بلغ عدد المشاركين الميدانيين من منسوبي منظومة النقل في موسم حج هذا العام 1776 موظفًا موزعين ما بين منسوبي الوزارة (122) وهيئة النقل العام (82)، والهيئة العامة للموانئ (300)، والهيئة العامة للطيران المدني (62)، ومقاولي الصيانة في منطقتي مكة المكرمة، والمدينة المنورة (1210).

وبلغ عدد الركاب المستفيدين من خدمات النقل العام داخل مكة المكرمة والمشاعر، 1.2 مليون حاج، وقام قطار المشاعر بنقل أكثر من مليوني حاج، من خلال 1779 رحلة.

وتنوعت الآليات الحديثة التي وفرتها وزارة النقل البالغ عددها (991) آلية، منها (479) من مكة المكرمة، و (452) المدينة المنورة)، و (60) آلية تشكلت من مركبات للفرق الميدانية والتفتيش.

كما ارتفعت نسبة المخالفات التي تمّ ضبطها من قبل منسوبي وزارة النقل حرصا على سلامة تنقّل الحجيج، حيث تمّ خلال موسم حجم هذا العام ضبط (8814) مخالفة، وسجّلت مداخل مكة الكرمة أعلى نسبة منها حيث بلغت (3028) وفي أنظمة النقل بمطار الملك عبد العزيز (586)، وفي مدينة جدة (418)، وبلغ عدد المخالفات في محيط المنطقة المركزية لمكة المكرمة (3107) مخالفة، وفي منطقة المدينة المنورة (1675) مخالفة.

كما سجلت البيانات الإحصائية للموانئ نشاطاً مكثفاً في استقبال ضيوف الرحمن، حيث استقبل ميناء جدة الإسلامي 14 ألف و872 حاجاً، عبر 18 رحلة على متن 3 سفن، وقد ابتدأت رحلات المغادرة من تاريخ 15/12/1438 هـ.

فيما بلغ أعداد المواشي التي تمّ استقبالها عبر الموانئ مليوني رأس من المواشي الحية، واستقبل ميناء ضبا 32 ألف عامل للمساهمة في أعمال الحج، وقامت الهيئة العامة للموانئ بنقلهم إلى المشاعر المقدسة عبر حافلات مخصصة للمساهمة في أعمال الهدي والأضاحي، واستقبلت الموانئ مليون طن من الطلبيات المتناولة من البضائع العامة والحبوب السائبة، إضافة إلى 378 ألف و344 حاوية تمت مناولتها في محطة الحاويات.



لقد شهد مؤشر الإيجابية وفقاً للبيانات المسجّلة ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ارتفعت نسبة ضبط الأسعار ومخالفة اشتراطات السلامة لخدمة لضيوف الرحمن عبر وسائل النقل العام وبخاصة على مداخل مكة المكرمة وداخل المشاعر، الأمر الذي ساهم في رفع مستوى كفاءة النقل المطابق لأعلى شروط السلامة، ومعها رصدت وزارة النقل وهيئة النقل العام قرابة (6135) مخالفة في مداخل مكة والمشاعر المقدسة لمركبات لم تلتزم باشتراطات وضوابط النقل القياسية والكفيلة بتحقيق أعلى معدلات السلامة.

كما ارتفعت نسبة استخدام النقل العام من عرفات إلى مزدلفة بنسبة 93% مقارنة بالموسم الماضي، وارتفعت نسبة استخدام النقل العام الترددي لحجاج الداخل من موقفي كدي والمسخوطة بمكة المكرمة بمقدار 49% عن الموسم الماضي.

وتنقل ضيوف الرحمن مستخدمين الطرق في تنقلاتهم بطول سبعة آلاف و650 كلم، بعد قيام وزارة النقل بصيانتها وتجديدها وتدشين عدد جديد منها، أربعة آلاف كلم في منطقة مكة المكرمة، وثلاثة آلاف و400 كلم في منطقة المدينة المنورة، وفي داخل المشاعر 250 كلم ما بين مشعري عرفة ومزدلفة.

كما أوضح المؤشر ارتفاع الطاقة الاستيعابية في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة بنسبة ارتفاع بلغت 40% مقارنة بالعام الماضي.
لتظل بعد هذا الجهد منظومة النقل وعبر مختلف قطاعاتها، رافدًا رئيسًا وعاملاً مهمًا تتضامن جهودها مع بقية القطاعات والوزارات العاملة في موسم الحج، منفذة بذلك توجيهات القيادة، وملتزمة بما شرّف الله بها هذه البلاد المباركة من خدمة ورعاية ضيوف الرحمن من كل بقاع العالم.