بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

حياكم الله جميعاً اخوتى واخواتى ....سلمكم الله

أبي البقاء الرُّنْدي :

هو صالحُ بنْ شريفَ بنِ صالحٍ، يُكْنَى بِأَبي الطيِّب وأبي البقاء، كان فقيها، بارعا في النثر والنظم. قال عنه أحمدَ المقّرى : وصالح بن شريف الرُّندى: صاحب القصيدة من أشهر أدباء الأندلس.
وقد قال هذه القصيدة في رِثاء المدن الأندلسية التي سقطت في أيدي الصليبيّين الأسبان، توفي الرُّندي-رحمه اللّه تعالى-سنة 684هـ. ويقول فى قصيدته :-

[poem=font=",6,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لكل شيء إذا ما تم نقصان = فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ =من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد =ولا يدوم على حال لها شانُ
يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ = إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو = كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ =وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ = وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين ما حازه قارون من ذهب = وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكل أمر لا مرد له = حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلك =كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
دار الزمان على دارا وقاتله = وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببُ = يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة = وللزمان مسرات وأحزانُ
وللحوادث سلوان يسهلها = وما لما حل بالإسلام سلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له = هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ
فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةٍ = وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ
وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم = من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ = ونهرها العذب فياض وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما = عسى البقاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ = كما بكى لفراق الإلف هيمانُ
على ديارمن الإسلام خالية = قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجدُ قد صارت كنائسَ =ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ = حتى المنابرُ تبكي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ = إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ = أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ
تلك المصيبةُ قد أنْسَتْ ما تقدَّمها = وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاقَ الخيلِ ضامرةً = كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيوفَ الهندِ مرهفةُ = كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ = لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ = فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم = قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ = وأنتمْ يا عباد الله إخوانُ
ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ = أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ = أحال حالهم ْكفر وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم = واليومَ هم في بلاد الكفرعبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ = عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ = لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما = كما تفرقواَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت = كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً = والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ = إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ[/poem]


ارجو المعذرو عن كل نقص وتقصير ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,