بسم الله الرحمن الرحيم

مباسا (كينيا) (رويترز) - قالت جماعة ملاحية اقليمية يوم السبت ان المجتمع الدولي يظهر نفاقا بالتركيز المفاجيء على القرصنة الصومالية بسبب احتجاز امريكي. وتصدرت أخبار القراصنة الصوماليين عناوين الاخبار في انحاء العالم الاسبوع الماضي عندما اختطفت لفترة وجيزة سفينة الشحن الامريكية مايرسك الاباما. واستعاد طاقمها المؤلف من 20 شخصا السيطرة عليها لكن المسلحين اخذو القبطان ريتشارد فيليبس رهينة على قارب نجاة.
ورصدت وسائل الاعلام العالمية بقدر كبير من التفصيل كل تحول في هذه المأساة بمجرد حدوثه بما في ذلك محاولة فاشلة للسباحة نحو الامان من جانب فيليبس.
لكن اندرو موانجورا من برنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا قال ان من المؤسف عدم منح اهتمام مماثل لنحو 250 رهينة اخرين جميعهم من دول فقيرة يحتجزهم قراصنة صوماليون حاليا.
والعدد الاكبر من الرهائن من الفلبينيين ويبلغ عددهم 92 رهينة.
وقال موانجورا في ميناء مومباسا الكيني حيث من المقرر ان تصل الاباما التي تبلغ حمولتها 17 الف طن يوم السبت "وسائل الاعلام والمجتمع الدولي بشكل عام يظهرون نفاقهم فحسب."
واضاف "تدفق الصحفيون الى المكان من جميع انحاء العالم بسبب القبطان الامريكي. ماذا عن الاخرين.. من بنجلادش وباكستان والفلبين المحتجز بعضهم الان لاشهر."
وتحمل القصة جميع مقومات روايات الصفحات الاولى وهي قراصنة يحاولون بجرأة خطف حاوية امريكية ضخمة لكن بحارتها يقاومون ثم يتطوع فيليبس فيما يبدو لامتطاء قارب نجاة مع القراصنة مقابل سلامة طاقمه.
وفي هذه الاثناء تواصل مدمرة بحرية امريكية متطورة مسلحة بصواريخ وطائرات هليكوبتر مراقبة الموقف. وهناك مزيد من السفن الحربية في طريقها الى المنطقة.
لكن موانجورا ابلغ رويترز ان ذلك لا يعطي عذرا لنقص الاهتمام بعشرات الرهائن الاخرين الذين ما زالوا محتجزين قبالة سواحل الصومال لحين دفع فدى.
وقال دبلوماسي يتابع شؤون الصومال من نيروبي "مجددا تطلب الامر تورط الولايات المتحدة حتى تهتم القوى العالمية ... أتمنى ألا ننسى الفلبينيين وكل الاخرين بمجرد الافراج عن هذا الرجل (فيليبس)."
وخطف القراصنة الصوماليون المسلحون 42 سفينة العام الماضي في خليج عدن ذي الاهمية الاستراتيجية وفي المحيط الهندي وحاولوا مهاجمة عشرات السفن الاخرى.
واطقم كثير من هذه السفن محتجزة كرهائن بالقرب من قواعد صغيرة للقراصنة على الساحل حيث يميل خاطفوهم الى احسان معاملتهم توقعا لفدى كبيرة.
وقال موانجورا ان التركيز الدولي لم يبرز موجة الجريمة المتفشية منذ فترة طويلة قبالة الصومال الا عندما طالت الرجل الابيض من الدول الغنية.
وعندما خطف قراصنة ناقلة النفط السعودية العملاقة سيريوس ستار العام الماضي انتبه الجميع. ولا يرجع ذلك فحسب الى كونها تحمل نفطا خاما قيمته 100 مليون دولار بل ايضا لان فردين من طاقهما بريطانيان.
وتابع "لقد حدث نفس الامر عام 2005. فقد جن جنون وسائل الاعلام عندما هوجمت السفينة السياحية الفاخرة سيبورن سبيريت وعلى متنها عشرات السياح البيض بالرغم من أنهم لم يخطفوا."
من دانييل واليس
© Thomson Reuters 2009 All rights reserved.