مكة المكرمة - مبارك الدوسري (واس) : قضت جمعية الكشافة العربية السعودية 56 عامًا من مشوارها الإنساني في خدمة حجاج بيت الله الحرام، بعد أن بدأت تنفيذ مشروع الخدمة العامة عام 1382هـ، وكان مقتصرًا على التعاون مع جهاز وزارة الحج في الأراضي المقدسة بمشاركة 100 كشاف وجوال سعودي، وفي موسم حج 1383هـ اتسعت دائرة الخدمة لتشتمل الاسهام مع جمعية الهلال الأحمر السعودي في تقديم الخدمات الطبية.



وبعد أن اكتسبت الجمعية الصفة الدولية بالاعتراف بها عضواً في المنظمة الكشفية العالمية عام 1383هـ، وتملكت الخبرة في الخدمة العامة بالحج اتجهت بتفكيرها إلى الفتية والشباب المسلم الذين ينتمون للحركة الكشفية في مختلف بلاد العالم، ليقفوا جنباً إلى جنب مع نظرائهم السعوديين في تنفيذ المشروع، وتتوطد أواصر الأخوة فيما بينهم جميعاً.

ولحاجة مثل ذلك المشروع إلى الإلمام بعدد من اللغات حتى تسهل مهمة التخاطب مع الآخرين، صدرت موافقة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - في 24 / 4 / 1384هـ، بإقامة التجمعات العربية والإسلامية التي أقيمت من عام 1384هـ إلى عام 1394هـ بواقع تجمع كل سنتين.

وكان التجمع الأول العربي والإسلامي عام 1384هـ بمشاركة 16 دولة، يمثلها 120جوالا، ثم عقد التجمع الثاني عام 1386هـ بمشاركة 19 دولة مثلها 123جوالا، والتجمع الثالث عام 1388هـ، بمشاركة 20 دولة، مثلها 120 جوالا، بينما التجمع الرابع أقيم عام 1390هـ وشارك فيه 22 دولة مثلها 130 جوالا، والتجمع الخامس عام 1392هـ، وشارك فيه 24 دولة، مثلها 145 جوالا، والتجمع السادس عام 1394هـ، وشارك فيه 19 دولة، مثلها 114 جوالا.



ورغبت جمعية الكشافة بعد ذلك أن يختص بشرف هذه الخدمة أبناء هذه البلاد المباركة، فأنتشرت الحركة الكشفية في المملكة واشتد عودها، وتنوعت المراحل الكشفية فيها، فكانت الانطلاقة سعودية خالصة بشكل سنوي عام 1395هـ حتى الآن، وبلغ عدد الكشافة والجوالة والقادة والرواد المشاركين في معسكرات الخدمة العامة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والمدينة المنورة، والمنافذ البرية والجوية والبحرية، ومدن الحجاج أكثر من 7500 عضو متطوع.

وأنهت جمعية الكشافة استعداداتها لتنفيذ مهمتها في خدمة الحجاج لتفوز بقصب السبق بين القطاعات التي تقدم الخدمة التطوعية في الحج، حيث تسعى جاهدة لتقديم خدمات أفضل ومستوى أداء أحسن، حيث ستقيم عشرة معسكرات فرعية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومعسكراً بالمدينة المنورة، وتشرف على 16 معسكراً تقيمها كشافة وزارة التعليم في المنافذ البرية والجوية والبحرية.

وعقدت الجمعية عدة اجتماعات مع الجهات التي تساهم معها في خدمة الحجاج، وابرمت مع بعضها اتفاقيات شراكة، ومن اهم تلك الجهات التي تعمل والجمعية في منظومة واحدة خلال موسم الحج، وزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، وأمانة العاصمة المقدسة، ووزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد، ووزارة التجارة والاستثمار، والبنك الاسلامي للتنمية، والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج إيران.



كما أنهت الجمعية ترشيح القيادات الكشفية العاملة بالحج منذ وقت مبكر وعقدت لهم عدة اجتماعات وورش عمل بالرياض، واقامت دورات للقادة المرافقين للوحدات الكشفية بمكة المكرمة، وانهت تجهيز عياداتها الطبية، ومقار التموين والتخزين وستسهم هذا العام في عملية إدارة حشود أفواج الحجاج من المخيمات إلى الجمرات والعكس التابعين للمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب شرق آسيا، والمؤسسة الاهلية لمطوفي حجاج ايران، بعد نجاح التجربة العام الماضي مع المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية.

ومن المقرر أن تشهد المعسكرات تعزيز وتطوير في تقنية المعلومات، وتعزيز الاستفادة منها في شتى الخدمات خاصة في الخرائط الارشادية الالكترونية، وارشاد الاطفال التائهين، والمعاملات الداخلية، وحرصت الجمعية هذا العام على بذل المزيد نحو تهيئة النواحي البيئية المناسبة للمعسكرات في مشعري منى وعرفات، كما ستكون هناك نقلة نوعية في تنفيذ البرامج والفعاليات الثقافية التي تقام خلال الايام الأولى من تنفيذ المعسكرات.

وتأتي هذه المعسكرات والأعمال التطويرية التي تنفذ ضمن منظومة العمل الكبيرة لجميع قطاعات الدولة التي تحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حيث يوجه - أيده الله - دائمًا بتسخير كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية من أجل خدمة الحجاج الذين يفدون إليها من كل فج عميق وتسهيل أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.