إبراهيم

(6)


(الملف 1 من 3)

خليل الله

(أبو الانبياء)
عاش 200 ولد 1263 سنة بعد الطوفان
دفن في الخليل (فلسطين) فيها قبر زوجته الأولى سارة
فضله الله على كثير من خلقه واصطفاه برسالته
اشتهر قوم إبراهيم بعبادة الكواكب

أحد أولي العزم الخمسة الذين اخذ الله منهم ميثاقا غليظا
(نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد) حسب ترتيب بعثهم

العبد الذي وفى ،، إماما للناس،، جاء ربه بقلب سليم
جعل في ذريته النبوة والكتاب وهو من قال: أسلمت لرب العالمين
هو أول من سمانا المسلمين وجميع الأنبياء من بعده من نسله
حتى محمد صلى الله عليه وسلم جاء تحقيقا لدعوة إبراهيم
دعوة دعا الله فيها أن يبعث في (الأميين) رسولا منهم
كرمه الله بـ(ملة إبراهيم) التوحيد الخالص

حبه لله عز وجل (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)
( الخُلَّة ): شدة المحبة ،، إبراهيم حبيبا
يصور القرآن طبيعة فئات الناس أيام إبراهيم:
فئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والحجرية
فئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر
فئة تعبد الملوك والحكام

ولد في أسرة لم يكن ربها (آزر) كافرا فقط
بل كان متميزا بصناعة الأصنام والأوثان
قيل أن أباه مات قبل ولادته وأن (آزار) كان عمه
عمه الذي رباه وكان بمثابة الأب لإبراهيم
قيل أن (آزر) لم يمت ،، وكان هو والده الحقيقي
قيل أن آزر اسم صنم اشتهر أبوه بصناعته

كان آزر أعظم نحات لصناعة الأصنام
مهنة مقدسة بين قومه تجعل أسرته ذات رفعة مرموقة
قدر أن يقف ضد كل مبادئ هذه الأسرة ونظامها الاجتماعي
ضد ظنون الكهنة والعروش وعبدة النجوم والكواكب
وكبر إبراهيم على كراهية التماثيل التي يصنعها (آزر)
كرِه سجود الخالق للمخلوق وأن التماثيل لا تضر ولا تنفع

قرر أولاً مواجهة عبدة النجوم من قومه
أعلن عند رؤية أحد الكواكب أن هذا الكوكب ربه
فاطمأن قومه له ضناً منهم أنه يرفض عبادة التماثيل
كان طبيعي أن يتنقل المرء بين هذه الثلاث فئات
أعلن عندما أفل ذلك الكوكب الذي التحق بديانته بالأمس
بأنه لا يحب الآفلين ،، فعاد إبراهيم في الليلة الثانية
فأعلن لقومه ساخرا منهم أن القمر ربه رأفة بحالهم
قلل من قيمة العقيدة القمرية عندما أفل القمر قال إبراهيم
(لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ)

عاود إبراهيم الكرّة لإقامة الحجة على هذه الفئة
فأعلن أن الشمس ربه - كونها أكبر ونهاية الجولة
وتبرأ منها بعد غروبها كونها مخلوق آفل
ثم وجّه وجهه للذي فطر السماوات والأرض
ناقش القوم هذه الحجة التي تبناها إبراهيم
صراع وجدال والتخويف كان الردّ عليهم:
(أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ * وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنعام

بعدها بدأ إبراهيم حجته كانت أشد ضد عبادة الأصنام
مهنته أبيه (آزر) وسرّ مكانته وتصديق عبادة يتبعها الأغلبية
كان الأب أشدهم ذهولا وغضبا اشتبك الصراع بين الأب وابنه

خرج إبراهيم على قومه بدعوته
(إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) الأنبياء

قال الأب: مصيبتي فيك يا إبراهيم لقد خذلتني وأسأت إلي
قال إبراهيم: (يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) مريم

غضب الأب وقال ثائرا: إذا لم تتوقف عن دعوتك فسوف أرجمك
وسأقتلك رجما ،، هذا جزاء من يقف ضد الآلهة ،، اخرج من بيتي

صراع أسفر بطرد إبراهيم وتهديده بالقتل
ولكن إبراهيم كابن بار ونبي كريم خاطب أباه بأدب الأنبياء، فقال:
(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا * وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا) مريم

هجر إبراهيم قومه وما يعبدون وعرف بحفل يقام
على ضفة النهر الأخرى فانتظر حتى وقت الاحتفال
خلت مدينته له فرجع بحذر وقصد المعبد الخالي ومعه فأس
نظر إلى آلهة من صخر وخشب ونذور الطعام أمامها والهدايا
اقترب إبراهيم من التماثيل وسألهم: بسخرية
(أَلَا تَأْكُلُونَ) ،، وهو يسأل التماثيل (مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ)
هوى بفأسه عليهم ،، وحول المعبد إلى ركام وهشيم
وترك كبير الأصنام (لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) !!
كبيرهم كان حاضر لم يدافع عن صغاره !!
قد ترجح عقولهم المنطق ويعودوا إلى صوابهم !!
ولكن الخرافة عطّلت عقولهم عن أي تفكير أو تأمل
حصل العكس! (قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ)
تذكروا أن إبراهيم ينكر عبادتهم ويكيد لأوثانهم !!

أحضروا إبراهيم تجمّع الناس،، كان النقاش:
(أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ)

(بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ)
تهكم واضح بجواب ساخر هزهم وجعلهم يفكرون
(فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ) الأنبياء

بادرة استشعار موقف ضعيف وتفتح بصيرتهم ،،
كانت ومضة ،، عقبها ظلم وظلام
(ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ) الأنبياء

رجعة إلى النفوس تبعتها نكسة الرؤوس
من النظر والتفكر والتدبر إلى عدمه !!
فيواجههم بعنف ويضيق عليهم على غير عادة الصبر والحلم:
(قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) الأنبياء

بعد فقدان الحجة ،، أخذتهم العزة بالإثم ،،
(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) الأنبياء

انتشر نبأ الاستعداد لإحراق إبراهيم في المملكة كلها
وجاء الناس من كل مكان ليشهدوا عقاب سخر بالآلهة