الرياض (واس) : أكد المشاركون والمشاركات في الحلقات النقاشية الثلاث التي عقدها منتدى القيم الدينية أمس، ضرورة مواجهة خطاب الكراهية، وشددوا على التمييز بين هذه المواجهة وقيم التعبير عن الرأي، فلا مجال للرأي في هذا الخطاب حيث له دور كبير في تحريك النزعات الإقصائية.



وكان منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين للعام 2020 الافتراضي -الذي ينظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتحالف الشركاء الدوليين- قد انطلق أمس بالرياض بجلسة عامة، أتبعها بثلاث حلقات متزامنة تدور حول دور الدين في بناء السلام والإسهام في منع وحل النزاعات، والتراث الثقافي والكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة، والاتجار بالبشر والعبودية الحديثة، تحدث فيها عدد كبير من القيادات الدينية والباحثين والعلماء.

وناقشت الحلقة الأولى مواجهة خطاب الكراهية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار، حيث رأى الدكتور فينيا أرياراتني الأمين العام لحركة سارفودايا في سيرلانكا أن التواصل وتعامل الناس كان يرتكز على الأسرة لكن حاليا مع قنوات التواصل المختلفة لدينا تواصل عالمي وقنوات عالمية، وغالبا ما يُساء استخدام الدين بشكل سيء لذا يجب علينا مواجهة الكراهية، وأن نشرك القيادات الدينية، وأن نستفيد من الدروس التي تعلمناها من التاريخ لضمان سيادة الازدهار والأمان حول العالم.

فيما رأى الدكتور كمال بريقع عبد السلام عضو مركز الحوار في الأزهر الشريف ومدير مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بجامعة الأزهر وزميل مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) أن خطاب الكراهية يمثل تحديا كبيرا لدول العالم، وله دور كبير في تحريك النزعات الإقصائية، فخطاب الكراهية تحريضي عدائي ويدعو للقطيعة والاختلاف مع الآخرين، ومن سماته أنه لا يؤمن بقيمة الحوار أو المصير الواحد أو قيم المواطنة، وينافي قيم الإنسانية، ويتنافى مع قيم الأديان، وهناك مبادئ للدولة الإسلامية: الإقرار بسنة التنوع، وأن التنوع سنة كونية وهو من آيات الله تعالى.



فيما ثمّن المفتي الأكبر للجالية الإسلامية في سلوفينيا الدكتور نجاد غرابوس دور المملكة لجمعها المتحدثين من جميع الأديان، فالعلاقة بين المجتمعات المسلمة والمجتمعات الأوربية مبنية على التفاهم، ورأى أن خطاب الكراهية يدمر البُنى الأساسية في المجتمع، وعندما نتحدث عن حرية التعبير عن الرأي فإن خطاب الكراهية من المجموعات المسلمة أو أي شخص من المجتمع يجب إيقافه .
فيما أكدت كبيرة المستشارين للدين والمجتمعات الشاملة في معهد السلام الأمريكي (USIP) سوزان هايوارد أن خطاب الكراهية يستخدم مبادئ متطرفة ولا تسمح بالمساواة بين الجنسين، وأن أفق خطاب الكراهية واسع، وعلينا أن نتطرق إلى جميع جوانبه حتى نتمكن من مواجهته، وأن هذا الخطاب يستخدم العنف ضد المرأة والأقليات الطائفية وعلى المنظمات الدينية أن تتخذ اللازم لمنع هذا الخطاب.

وتحدث المدير الدولي للشؤون الدينية في اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC) عضو مجلس إدارة مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) ديفيد روزن أن الكراهية تم دعمها وتسهيلها خلال التقنية، وعلينا أن نستخدم أدوات التكنولوجيا لكي نستطيع مواجهة خطاب الكراهية، كما علينا أن نتأكد نحن الذين نعمل في المجال الديني أن هناك تعبيرا دينيا يمنع من خطاب الكراهية.

وشدَّد منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين في محاوره الرئيسة على أهمية التراث الثقافي والقيم الدينية كمرتكزات رئيسة ومحورية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث حملت حلقة النقاش الثانية عنوان (القيم الدينية والتراث الثقافي والكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة) التي أدارها البروفيسور بيتر بيتكوف مدير برنامج الدين والقانون والعلاقات الدولية في مركز الدين والثقافة في كلية ريجنت بارك بجامعة أكسفورد، بمشاركة قيادات وشخصيات دولية ذات خبرات في هذا الخصوص، مثل: سموّ الأميرة هيفاء آل مقرن المندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) رئيسة مجموعة عمل التنمية لمجموعة العشرين، والمونسنيور ديفيد ماريا أ. جايجر المراجع السابق لمجلة رومان روتا، وآنا جيمنز مستشار السياسات في تحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNACO)، والبروفيسور بول موريس رئيس كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والعلاقات في جامعة فيكتوريا في ويلينجتون بنيوزيلندا؛ والدكتورة توجبا تانييري إردمير باحث مشارك غير مقيم في قسم الأنثروبولوجيا بجامعة بيتسبورغ في الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور مايكل وينر مسؤول ملف حقوق الإنسان في مكتب المفوض السامي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان (OHCHR).

تم تصويب (21) خطأ منها استقلال فواصل وشرك لفظ الجلالة (الله)