دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حصلت جزيرة بالاوان في الفلبين على لقب "أفضل جزيرة في العالم". وعلى الحافة الجنوبية الغربية من الأرخبيل، تقع هذه الجزيرة والمقاطعة الفلبينية النائية، والتي تعد بمثابة رحلة الأحلام للمسافرين.



جزيرة بالاوان في الفلبين
تقدم شركة "Tao Philippines" رحلات استكشافية على الجزيرة بواسطة القارب، وهي تعد طريقة فريدة لشق مياه جزيرة بالاوان Credit: Scott Sporlede
ومن خليج "Bacuit" المشهور عالمياً في "El Nido" إلى مواقع الغوص قبالة جزيرة "Coron"، سيجد المسافرون منحدرات الحجر الجيري، بالإضافة إلى حطام يعود لأيام الحرب العالمية الثانية، والأنهار الجوفية، والغابات المطيرة القديمة، والكهوف والبحيرات الغامضة.

ورغم أن الفلبين مغلقة حالياً أمام السياحة الدولية بسبب جائحة فيروس كورونا، إلا أنه مع بدء استئناف الرحلات السياحية بأمان، فإن أولئك الذين يتطلعون لاستكشاف هذه المنطقة الجميلة لديهم مجموعة متنوعة من الخيارات.

وبينما يختار معظم الزوار الإقامة في كوخ شاطئي ريفي أو فندق فاخر بعيد، هناك طريقة أخرى لتجربة هذه الجزر، أي من خلال خوض مغامرة الإبحار.



جزيرة بالاوان في الفلبين
كجزء من الرحلة، يقيم الضيوف في معسكرات خاصة بشركة "Tao"، والتي تتميز بمجموعة من مباني الخيزران الفريدة، ومناطق لتناول الطعام، وأراجيح شبكية، وأكواخ للتدليك، ومنازل ريفية على الشاطئ". Credit: Scott Sporleder

ويقول إيدي أغا موس، مؤسس شركة الرحلات الاستكشافية ذات الوعي الاجتماعي "Tao Philippines"، لـCNN، إنها طريقة مختلفة للغاية لتجربة بالاوان، إذ يمكنك الغطس، والصيد، ثم التخييم أو البقاء داخل كوخ من الخيزران على الجزر النائية.

ويشرح موس أنه يمكن الانضمام إلى حصص تعلم كيفية الطهي مع الشيف، وطحن ثمار جوز الهند، والصيد في الجزء الخلفي من القارب، وهي من ضمن المغامرات التي يمكن أن يستمتع بها الزوار.



فكرة رائعة
تتم رحلة شركة "Tao" الشهيرة للتنقل بين الجزر على متن مركب شراعي خشبي تقليدي، استغرقت عملية بنائه عامين Credit: Scott Sporleder
وزار آغا موس جزيرة بالاوان لأول مرة في عام 1999.



وبعد أن أذهلته المناظر الساحلية وأسلوب الحياة على الجزيرة، عاد مراراً لاستكشاف الجزر النائية، حيث مكث في قرى الصيد وتعرف على تراثها.

وانتقل آغا موس بشكل دائم في عام 2005، قبل أن تقوم "El Nido" بتهيئة بنيتها التحتية من الطرق والكهرباء والموانئ، وسرعان ما اكتشف فرصة.

وفي ذلك الوقت، يذكر آغا موس أنه كانت هناك عدة رحلات يومية بالقوارب إلى "El Nido"، ولكن لم يكن هناك ما يمنح المسافرين فكرة عن ثقافة الجزيرة.

وفي وقت لاحق من ذلك العام ، أسس آغا موس شركة "Tao Philippines"، التي تفتخر بتقديم رحلات استكشافية على الجزيرة مع طاقم مجتمعي من الشباب يعرف باسم "الأولاد المفقودين"، إذ أن الكثيرين لم يتسنى لهم فرص التعليم أو العمل.



إحياء قارب صيد بارو التاريخي
تتيح تجربة "Paraw Voyage" الإبحار بالزوار حتى غروب الشمس، وخلال الرحلة يتوقف القارب في الخلجان ذات المناظر الخلابة Credit: Scott Sporleder
وتقدم شركة "Tao Philippines" العديد من الرحلات المختلفة، ولكن الرحلة على متن قارب "بارو" لمدة خمسة أيام، "Paraw Voyage" تعد أشهرها. وهي عبارة عن رحلة تنقل بين الجزر على متن مركب شراعي خشبي تقليدي استغرقت عملية بنائه عامين.

وأوضح آغا موس أنهم "أردوا أن أن يكون القارب تقليدياً قدر الإمكان، لذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً للعثور على الحرفيين الذين ما زالوا يعرفون كيفية صنع القارب".

ومع ذلك، فقد أجريت بعض التعديلات على القارب التقليدي، مثل إضافة بعض النقوش القبلية الفنية وتركيب محركين.

ونظراً لحجمه الكبير، فقد احتاج القارب إلى إضافة المحركات حتى يتمكن من الوصول إلى الجزر قبل حلول الظلام، والتنقل على البحر في حالة عدم هبوب الرياح.

يقول مؤسس شركة "Tao Philippines" إن الفكرة برمتها هي كيفية حصول الزوار على التجربة الحقيقية وإظهار ثقافة هذه الجزر Credit: Scott Sporleder
وتشتهر هذه القوارب بأشرعتها الهائلة، وركائزها المزدوجة، وزوارقها المخبأة، وهي نوع من قوارب "bangka"، أي سفن الصيد التي كانت شائعة في مياه جزيرة بالاوان. ولكن منذ أن أصبحت القوارب ذات المحركات متاحة، اختفت المراكب الشراعية القديمة عن الساحة بحلول الستينيات.

ويشير آغا موس إلى أن ذلك يعد نوعاً من المساهمة في التعريف بالتقليد الفليبني.

وظهر القارب، الذي يحمل اسم "Balatik"، لأول مرة في عام 2014 وسرعان ما أصبح مشهوراً بين سكان الجزر، الذين تعرفوا على الفور على طراز القارب القديم.

ويبلغ طول القارب 74 قدماً وهو أكبر قارب صيد بأشرعة في الفلبين، على حد علم آغا موس، ويمكنه استضافة ما يصل إلى 25 ضيفاَ و 10 من أفراد الطاقم في آن واحد.



مغامرة التنقل بين الجزر
وفي رحلة "Paraw Voyage" من مقاطعة "El Nido" إلى مقاطعة "Coron"، أو العكس، يبحر المسافرون عادةً على متن سفينة "Balatik" معظم اليوم، ثم يتوجهون إلى جزيرة للوصول قبل غروب الشمس.

وعلى طول الرحلة، يتوقف القارب في الخلجان ذات المناظر الخلابة حتى يتمكن الضيوف من الغطس حول الشعاب المرجانية، أو القفز على الجرف، أو الجلوس على الشاطئ، أو السباحة، أو صيد الأسماك، أو اكتشاف السلاحف البحرية.

وأثناء تجربة الغطس أو المشاهدة على سطح القارب، من المحتمل أن يرى الزوار أنواعًا مختلفة من الأسماك والحياة البحرية، مثل أسماك القرش الحوتي وأبقار البحر، بحسب ما قاله آغا ​​موس.

ويقول آغا ​​موس: "في الآونة الأخيرة، نشهد المزيد من أسماك القرش ونرى أيضاً المزيد من السلاحف القادمة إلى الشواطئ لوضع بيضها".

وكل ليلة، يرسو القارب في موقع تخييم مختلف بجزيرة على طول الرحلة، حيث تتاح للزوار فرصة للتفاعل مع السكان المحليين من القرويين.

ويضيف آغا موس: "نذهب أحياناً إلى القرى لشراء الإمدادات وتجربة الحياة في القرية، مؤكدأ أن ذلك يتم دون التطفل على أسلوب حياة القرويين".

وبعد ثلاثة أيام من التنقل بين الجزر، يرسو القارب لمدة يومين في أحد المعسكرين الرئيسيين لدي شركة "Tao Philippines"، مزرعة "Tao" في الطرف الشمالي الشرقي من جزيرة بالاوان أو معسكر "!Ngey! Ngey" على جزيرة "Mangenguey"، بالقرب من مقاطعة "Coron".



في المساء، يقيم الزوار داخل أكواخ شاطئية من الخيزران، أو ينصبون خيماً على رمال جزيرة نائية، حيث غالباً ما يشعلون نار المخيم ويتشاركون بعض القصص، ويتأملون النجوم، ثم ينامون على إيقاع البحر Credit: Jackson Groves/www.journeyera.com
وتم تصميم وبناء المعسكرين من قبل الشركة. ويتميز المعسكران بمجموعة من المباني الفريدة المصنوعة من الخيزران، ومناطق لتناول الطعام، وأراجيح شبكية، وأكواخ يمارس فيها علاج التدليك، ومنازل ريفية على الشاطئ.

وفي مزرعة "Tao "، يمكن للمسافرين معرفة المزيد عن العمارة المصنوعة من الخيزران في "Tao"، أو القيام بجولة في مراكز التدريب والتعليم، أو المشاركة في جمع حصاد المنتجات المحلية، أو تعلم الطبخ.

ويقول آجا موس: "قررنا أن مطبخنا يجب أن يكون من المكونات التي تنمو على الجزر، لذلك عندما يتوقف الزوار في معسكرنا الأساسي، يمكنهم رؤية المزرعة، ثم تجربة كل ذلك في وجبة مكونة من سبعة أطباق".