الأحساء - سامي العلي (واس) : تتشارك موائد الأحسائيين الرمضانية في "الخبز الأحمر" مكتسباً المذاق الطيب والقيمة الغذائية العالية من مكوناته لا سيما "التمر" ليضفي بلونه حمرة تميزه عن باقي المخبوزات.



ويُحضّر "الخبز الأحمر" كما توارثته الأجيال في مقاديره ووسيلة إعداده "التنور" من القمح والتمر والماء والهيل والزعفران والحُلوة الحساوية والسمسم والحبة السوداء، وتبدأ عملية التجهيز بتنقيع التمر والتخمير، فتعجن المكونات ويضاف إليها الحبة السوداء والحُلوة ثم توضع في التنور الفخاري الموقد بجذوع وكرب النخيل أو غيره من الحطب.

وفي مواسم رمضان يزداد الطلب على هذا النوع من الخبز، فلم تحدّ الآلات الحديثة وأدواتها من رغبة الناس وطلبها لنوعية خبز التنور، في الوقت الذي يتشارك في هذه المهنة الكثير من المخابز التقليدية المنتشرة في قرى وأحياء الأحساء ولكن بصورة أقل من الماضي.




ويجاور عين الخدود بمدينة الهفوف أشهر المخابز التقليدية "مخبز الخدود" بمبناه التراثي وسط واحة من النخيل، حيث شهد قبل سنوات أعمال تطوير ضمن برنامج وزارة السياحة لتطوير المواقع السياحية والتراثية في المملكة، ويباشر مالكه خالد خليل أجواد -60 عاما- العمل بنفسه، ومع مرور السنين اكتسب الخبرة وبات مخبزه علامة بارزة حينما يُسأل عن الجودة والمذاق، كما أُدخلت بعض الإضافات مثل الجبن والزعتر واللبنة، إلا أن سعر "الخبز الأحمر" للحبة الواحدة ما بين ريال إلى ريالين.



ولا يقل شهرة عن السابق مخبز السبعيني عبد الرحمن الربيع الذي يمارس العمل منذ ستة عقود وبالطريقة التقليدية، فعلى الرغم من تعدد أنواع المخبوزات المنتجة في المصانع الحديثة إلا أن رغبة الأهالي في خبز التنور تتصدر القائمة .

ولأن ما يميز الخبز الأحمر هو نوع التمر يحرص الخبازون على اختيار أجود ما تنتجه مزارع الأحساء من "الخلاص".

وبحسب أستاذ علوم الغذاء والتغذية بكلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور ناشي بن خالد القحطاني فإن الخبز الأحمر غني من الناحية الغذائية والصحية أكثر من المخبوزات الأخرى لأنه يعتمد في إعداده وتحضيره على مواد غذائية أساسية هي: طحين البر، ونقيع التمر"ماء التمر" الذي يتميز بارتفاع محتواه من سكر التمر، والحبة السوداء، والحلوة، وجميعها تكوّن قيمة غذائية عالية غنية بالبروتينات والدهون والسكريات والكثير من العناصر الغذائيّة المُهمّة للجسم، وبالأخص الأحماض الدُّهنية الأساسيّة، وحمض الفوليك، وفيتامين "ب" المركَّب، وفيتامين "ي"، وفيتامين "أ".

كما يحتوي على الكثير من الأملاح المعدنيّة الضّروريّة لصحّة وظائف الأعضاء كالزّنك، والمنغنيسيوم، والبوتاسيوم، والحديد والفسفور، وأيضاً مضادات الأكسدة، حيث يُساعد تناوله على الشُّعور بالشّبع لفتراتٍ طويلةٍ لاحتوائه العالي على الألياف الغذائيّة.

إعداد: سامي العلي.
تصوير: قاسم السرحان.

تم تصويب (24) خطأ منها استقلال ( . " - ، )