بناة - ريو دي جانيرو : توفي أمس الأربعاء المهندس المعماري البرازيلي أوسكار نيماير ( Oscar Niemeyer)، الذي ساعد في تشكيل عمارة القرن العشرين والرؤية البشرية للمستقبل، عن عمر 104 عاماً، حسبما ذكرت وسائل الاعلام البرازيلية.



ولقد توفي نيماير بسبب فشل في الجهاز التنفسي في مستشفى بوتافوغو في ريو دي جانيرو، وهى المدينة التي ولد فيها في عام 1907، ودرس فيها الهندسة المعمارية وساعد على تشكيلها بمعالمه الشهيرة مع انتشار تأثيره بالتصميم للعاصمة برازيليا والعديد من معالمها بما في ذلك كاتدرائية ومبنى الكونغرس. أما في خارج البرازيل، فلقد صمم مبنى الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومقر الحزب الشيوعي في باريس وجناح معرض الصيف في حديقة هايد بارك في لندن.

وكانت أكبر مجموعة صجفية فى البرازيل قد أعلنت عن وفاته في الجزء العلوي من موقعها على شبكة الانترنت مع صورة من مقالات احتفالات بلاده به كأهم المفكريين وووصفته بانه "شاعر الملموس"، و "المتشائم الذي أحب الحياة" و "التقليدي ليوم الغد." وألقاب أخرى مثل "بيكاسو الخرسانة".


Cicillo Matarazzo pavilion in Ibirapuera Park, São Paulo | Photograph: Alan Weintraub/Arcaid/Corbis

مجلة (Veja) أيضا فى تغطيتها لأخبار نعيات نيماير تحت عنوان "اسم عظيم من الفن المعماري البرازيلي" وصورا لبعض من أعظم أعماله. لقد كرست وسائل الإعلام المحلية تغطية كبيرة للمعماري الكبير منذ دخوله المستشفى في 2 نوفمبر.

كان واحداً من أهم رواد الهندسة المعمارية الحديثة، وكان يتمتع بتأثير كبير بتصاميمه للمباني والمناظر الطبيعية في المناطق الحضرية ابتداء من 1930s. كثيراً من أعماله تلك ما زالت تبدو مستقبلية حتى اليوم !!. ويقال أنه أثّر على المعماريين في العديد من الأجيال اللاحقة، بما في ذلك زها حديد، تويو إيتو، أندو تاداو. وعلى الرغم من بعض الإنتقادات التى وجهت لبعض أعماله في وقت لاحق’ إلا أن القليل جداً من النقاد قد شكك فى سمعته باعتباره واحدا من أهم المعماريين في القرن العشرين.


The National Museum in Brasilia | Photograph: Image Broker/Rex Features


The Museum of Contemporary Art in Niterói, near Rio de Janeiro | Photograph: Vanderlei Almeida/AFP/Getty Images

كتب لاورو كافالكانتي، مدير القصر الإمبراطوري بريو ومؤلف كتاب عن أوسكار. "إن أعمال أوسكار نيماير هي احتفالية بالتكنولوجية والتي تتجاوز بشاعرية الحياة اليومية"، وأضاف: "هندسته المعمارية التى يقدمها لنا اليوم هى العمارة التقليدية للغد."

صاحب الـ 104 عاما ترك ابنة واحدة، وخمسة أحفاد و 13 من أبناء الأحفاد وسبعة من أولاد اولاد الاحفاد. وبعد وفاة زوجته الأولى أنيتا بالدو، تزوج وهو في سن من 99.


The interior of the Metropolitana Nossa Senhora Aparecida cathedral in Brasilia | Photograph: Ludovic Maisant/Hemis/Corbis

في أعماله بدءاً من كاتدرائية برازيليا التى جاءت على شكل تاج وصولاً للأمواج الفرنسية فى مبنى الحزب الشيوعي في باريس، نجد أن نيماير تجنب المعلبات والمكعبات الصلبة التى إستخدمها المعماريين فى عصر الحداثة كثيراً، وكان يجد الإلهام حوله في المنحنيات واللولبيات الموجودة فى الطبيعة. بصماته نجدها معقدة جداً فى مبنى الأمم المتحدة في نيويورك ومتحف الفن الحديث في نيتيروي، الذي يطفو مثل الطبق الطائر على خليج غوانابارا بريو دي جانيرو.

كتب أوسكار نيماير فى مذكراته عام 1998 بإسم "منحنيات الزمن" قائلاً:
"الزوايا القائمة لا تجتذبنى، ولا الخطوط المستقيمة، فهي صعبة وغير مرنة تم إنشاؤها بواسطة بواسطة الإنسان"، وأضاف. "ما يجذبني هى المنحنيات الحرة والحسية. المنحنيات التى نجدها في الجبال، وفي أمواج البحر، في جسد المرأة الذى نحبه."
منحنياته كانت تمثل نعمة على مدينة برازيليا، المدينة التي فتحت المساحات الداخلية الشاسعة بالبرازيل في 1960 وانتقلت لها عاصمة البلاد من مدينة ريو الساحلية.


The Centro Cultural Oscar Niemeyer in Asturias, Spain | Photograph: Alamy


Another shot of the Centro Cultural Oscar Niemeyer in Asturias, Spain | Photograph: View Pictures/Rex Features

صمم نيماير معظم المباني المهمة بالمدينة، ففي حين كان الطليعية لوسيو كوستا (Lucio Costa) المهندس الفرنسي المولد، بتصميم للمخطط العام للمدينة على هيئة الطائرة. إلا أن نيماير ترك بصمته في خرسانته التي تتدفق فى مبانى الوزارات وقبته الضخمة بالمتحف الوطني. وعندما قفز عدد سكان المدينة إلى 2 مليون شخص، قال النقاد وقتها أنها تفتقر إلى "الروح"، ووصفوها بـ"مدينة الرعب الخيالي"، على حد تعبير الناقد الفني روبرت هيوز. تجاهل نيماير حدة النقاد تلك. "إذا ذهبت إلى برازيليا قد لا تحب ذلك، وقد تقول هناك ما هو أفضل، ولكن لن تجد شيئاً تماما مثلها" ... وقال لصحيفة "جلوبو أوه" في عام 2006 في سن ال 98. "أنا أبحث عن مفاجأة في عمارة بلدي. فالعمل الفني يجب أن يتسبب في تدفق عاطفي للتجديد".


The foyer of the foreign ministry, Palacio do Itamaraty, in Brasilia | Photograph: Tim Brakemeier/Corbis

بعد انقلاب 1964 الذى أغرق البرازيل فى ديكتاتورية عسكرية لمدة 21 عاما، قرر نيماير - والذي كان شيويعاً طوال عمره - قضاء المزيد من الوقت في أوروبا. وبينما كان يعيش في فرنسا في عام 1965، يقال انه صمم مقر الحزب الشيوعي الفرنسي. وأيضاً فانه صمم مركز دار النشر موندادوري في إيطاليا، جامعة قسنطينة في الجزائر وغيرها من المشاريع في الكيان الصهيونى المحتل ولبنان وألمانيا والبرتغال.

فاز أوسكار نيماير بالميدالية الذهبية من المعهد الأمريكي للهندسة المعمارية في عام 1970، وجائزة بريتزكر المعمارية من مؤسسة حياة في شيكاغو في عام 1988 والميدالية الذهبية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين في عام 1998.


Niemeyer, with hand on chin, inspects the site of an office block in Rio in 1950 | Photograph: Kurt Hutton/Getty Images


للمزيد شاهد ألبوم صور ( حياة أوسكار نيماير فى صور ).
________