تداول الأسهم السعودية .•°•. الخميس °•.•°

• مؤشر (تاسي) الرئيسي • إغـلاق 12,198.44 نقطة • ارتفاع 95.24 نقطة • بنسبة 0.79% • ارتفاع اسهم 81 شرِكة • إنخفاض اسهم 144 شرِكة • القيمة المتداولة 7.1 مليار ريال سعودي • الكمية المتداولة 263 مليون سهم
صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 49

العرض المتطور

  1. #1
    عضو فضي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    السعودية، الرياض
    المشاركات
    1,433
    معدل تقييم المستوى
    44

    رقة رفرافة تطوير المدينة المنورة تنظم لقاء 11 لـ"خصائص العمارة الاسلامية"

    الرياض - واس : نظم مركز الأبحاث والترجمة في جامعة الأمير سلطان اليوم ملتقى للتصميم الداخلي والعمارة، بحضور عميدة كلية البنات بالجامعة الدكتورة ريما اليحيا وأعضاء هيئة التدريس وطالبات الجامعة، وذلك في مسرح الكلية بالرياض.



    وأوضحت الدكتورة اليحيا أن مثل هذه الملتقيات لها صدى إيجابي كبير داخل وخارج الجامعة, مبينة أن الملتقيات البحثية تفيد أعضاء هيئة التدريس والطالبات أيضا، وتثري معرفتهن من خلال الاطلاع على خبرات وتجارب الآخرين، مشيرة إلى أن الملتقى استضاف متحدثين من خارج الجامعة للتعرف على كل ما هو جديد في تخصص العمارة والتصميم الداخلي.

    وأفادت مديرة مركز البحوث والترجمة بالجامعة الدكتورة دينا الدخس أن الجامعة تنظم سبعة ملتقيات بحثية متخصصة على مدار العام ومنها ملتقى التصميم الداخلي والعمارة الذي ينظم للسنة الثانية، ويهدف إلى إيجاد إطار لمناقشة الأبحاث من قبل أعضاء هيئة التدريس وضيوف الجامعة ليفتح المجال للتعاون بين الجامعات ومراكز الأبحاث الأخرى، كما تفيد الطالبات للاطلاع والاستفادة والاندماج في المجال البحثي.

    وتمحورت موضوعات الملتقى حول خمس عشرة ورقة عمل أبرزها، السياحة التطوعية (نموذج حديث للأبحاث المعمارية)، والاتجاهات الناشئة للعمارة الإسلامية في استراليا والغرب، والعوامل الفيزيائية والنفسية لتصميم قاعات الدراسة.

    وقدمت المحاضرة بقسم العمارة والتصميم الداخلي الدكتورة هيفا الحبابي بحثا حول دور المرأة في فن العمارة في منطقة عسير كحالة دراسة، وتمحور البحث عن دور المرأة تاريخيا في التصميمات الداخلية لبيوتهن.












  2. #2
    إدارة عامة
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    السعودية، أبها
    العمر
    49
    المشاركات
    1,247
    معدل تقييم المستوى
    40

    رقة رفرافة تطوير المدينة المنورة تنظم لقاء 11 لـ"خصائص العمارة الاسلامية"

    عبدالسلام اليمني - (الحياة) : الزمن لا يرحم، والشواهد والأحداث تكتب التاريخ، الأحكام وإن تأخرت ستحاصر يوماً ما الآمر الناهي، المفكر والفاعل، الشاهد والمشهود، قد يمنحك الحظ وقتاً وفرصاً للاستفادة وتعديل الأخطاء، ولكن المهم ألا تصل إلى معمعة الوقت الضائع، تكون أو لا تكون، وهنا تُصبح الشروط حُمراً والإجراءات باهظة الثمن وربما صعبة المنال.



    تجارة خلاطات الأسمنت الخرســــاء شـــــوهت الهوية المعمارية، والدونيــــة قفزت بالأفكار والصنائع خارج الحدود من دون مراعاة للهوية والمكنوز الثقافي والعمراني فأصاب زبد الثقافة المستوردة العرف واللغة والأسماء والجغرافيا، ولا زلنا نعيش حال إرتباك وبحث عن البُعد الحضاري.

    الهوية الثقافية عَرّفها المُفكر الفرنسي”إليكس ميكلفلي”بأنها منظومة متكاملة من المعطيات المادية والنفسية والمعنوية والاجتماعية تنطوي على نسق من عمليات التكامل المعرفي، وتتميز بوحدتها التي تتجسد في الروح الداخلية التي تنطوي على خاصية الإحساس بالهوية والشعور بها.

    حَدّد مفكرون عرب أن الإطار المرجعي للهوية العربية يعتمد على الدين والعرف واللغة والجغرافيا والمكنوز الثقافي والعمراني والفنون”عندما ننظر إلى الدول العربية، النفطية منها على وجه الخصوص، لا تزال تعقد المؤتمرات والندوات في رحلة بحث عن حماية التراث والبعدين الحضاري والإنساني، وإعادة إحياء ما دمره النمو الأسمنتي والفسق المعماري المستورد من دون إحساس بمكونات الطبيعة وإرثها التاريخي.

    يقول خبراء في العمارة”إن الهوية المعمارية إنعكاس للهوية الثقافية الوطنية والطبيعة المكانية، وتعبير ثقافي وحضاري لإبراز هوية المجتمع، أي اختيار الطابع والشكل المعماري المنسجم مع البيئة والإنسان، وإبراز للفنون الإنسانية.

    استوقفني كثيراً ولفت انتباهي حديث نشرته صحيفة”الشرق الأوسط”مع أستاذ تاريخ العمارة بكلية العمارة والتخطيط بجامعة الدمام، المشرف على مركز التراث العــــمراني الوطني، الدكتور مــــشاري عبدالله النعيم، وما قاله في ذلك الحديث:”هناك إشكالية كبيرة تواجهها الشخصية المعمارية في المدينة السعودية، فحتى هذه اللحظة لا يمكن أن نقول إن هناك هوية معمارية سعودية، على رغم أننا نملك تراثاً معمارياً عميقاً!”.

    وأخطر ما قال في حديثه:”مدن الأسمنت هي محصلة لرسملة المدينة وتحويلها إلى سلعة تُباع وتُشترى، المدن السعودية تفتقد للهوية المعمارية، مجهدة ومنهكة لا تعمل على راحة من يسكنها، تزيد من التشتت الذهني ولا تصنع السعادة، تزيد من الضغط النفسي ولا تحث على التواصل الاجتماعي”، وطالب بمبادرة المعماريين والمثقفين السعوديين بالعودة إلى جذورهم الثقافية وأن يُعيدوا اكتشافها من جديد ويتبنوها كميثاق وطني معماري يلتزمون به جميعاً. نحن نحتاج إلى هذا”الميثاق”اليوم قبل الغد.

    وكان القلق ذاته انتاب زميلنا الكاتب في صحيفة”الحياة”الأستاذ زياد الدريس بعد مناسبة تدشين المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013، إذ قال في مقالته المعنونة بـ”مدينة النور الروحاني””إن أهم فعالية يمكن الخروج بها من هذه السنة العاصمية، ليست ندوة أو معرضاً أو كتاباً، على رغم أهمية ذلك، بل هي البدء فعلياً في استعادة هوية المدينة التي استحقت أن تكون”منورة”من بين سائر مدن الكون. مرت المدينة المنورة في أعوام مضت بفترة عصيبة طاولت بالهدم والطمس كثيراً من رموزها ودلالاتها، وأشار إلى أن المدينة المنورة تكتظ بالعمائر العولمية ومطاعم”ماكدونالدز”وأشباهها من دون مراعاة لخصوصية المدينة النبوية وهيبتها ووقارها.



    إذا كان زميلنا الأستاذ زياد الدريس ناشد أمير المنطقة في استعادة هوية المدينة التي استحقت أن تكون منورة”فإنني أناشد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل باختيار مجموعة من المثقفين والمعماريين لوضع برنامج لاستعادة هوية قبلة المسلمين أم القرى، إنني يا سمو الأمير أشعر بالضيق والمرارة عندما أسمع وأشاهد لغتنا العربية، عنوان هويتنا وشخصيتنا تحترق في لغة جرمانية غربية، وأسماء”فيرمونت، أنتركونتننتال، موفنبيك، جراند كورال، ميريديان، رافلز، هارموني، وغيرها من الأسماء، تحيط وبعضها يطل على المسجد الحرام والمسجد النبوي. ما انطباع الحاج والمعتمر والزائر بعد أن يعود إلى بلاده وهو يحمل ذكريات السكن في فندق”الفيرمونت”، والغداء في”الأنتركونتــــننتال”، والعشاء في”ماكـــــدونالدز”، وترسخت في ذهنه أنماط معمارية شاهدها في واشنطن وماليزيا ودبي ولندن؟

    أين قداسة أم القرى ومدينة النور وروحهما وتاريخهما والإحساس العميق والشعور بهويتهما العظيمة؟… سؤال سنظل نبحث عن إجابته إلى أن يبدأ مشروع إعادة الأمور إلى نصابها وطبيعتها المنطقية ذات الأبعاد الحضارية والجذور التاريخية.





  3. #3
    عضو فضي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    السعودية، الرياض
    المشاركات
    1,433
    معدل تقييم المستوى
    44

    رقة رفرافة تطوير المدينة المنورة تنظم لقاء 11 لـ"خصائص العمارة الاسلامية"

    بناة : لفهم العمارة الاسلامية لابد من التمييز بين مفهومين مهمين فيها -وينطبق هذا الامر على كل طرز وانماط العمارة عموما-، الاول هو المباديء التي تبني العمارة الاسلامية نتاجاتها طبقها، والثاني هو المعالجات المعمارية التي تستخدمها لتنفيذ هذه النتاجات. وبشيء من التفصيل لتعريف هذين المفهومين فان:



    1 – مباديء العمارة
    هي المفاهيم والافكار التي تُشتق وتُستلهم من الفكر والعقيدة والفلسفة المرافقة لها والتي تتخذها العمارة كخطوط عريضة واضحة وكطرائق عمل لتوجيه المنتج المعماري وتحديد حركته ضمن حدود هذه العقيدة لمنحه طابعا ً موحدا، ولمحاولة الابقاء على هذه الافكار والعقائد. ومن أهم ميزات مباديء العمارة هي الثبات والاستمرار، ومع ذلك فان بعضها قد يتعرض لتغييرات جزئية أحيانا ً أو كلية نادرا ً طبقا ً لتغيرات عميقة في الفكر والفلسفة أو طبقا ً لمصالح المجتمع الاسلامي عموما ً.

    ومن هذه المباديء توجيه أماكن العبادة "الجوامع والمساجد أو أي مصلى ولو كان تابعا ً لدار الامارة أو أي مبنى آخر حتى الدور الشخصية" باتجاه القبلة وهي مكة المكرمة وبالتحديد الكعبة أبتداءا ً منذ سنة 2 للهجرة "623 أو 624" ميلادية. وبالرغم من أهمية هذا المبدأ والتصاقه بالعقيدة الاسلامية الا انه تغير بشكل تام وكليا ً بعد عام 2 للهجرة وتحول من المسجد الاقصى الى مكة المكرمة طبقا ً لمصلحة عليا أقتضتها العقيدة في حينها، أي بعد حوالي 14 سنة ونصف من الصلاة باتجاه القدس، وهذا يعني أن مسجد قباء والمسجد النبوي كانا قد بنيا باتجاه القدس فكيف تم تغيير القبلة فيهما فيما بعد؟

    ومن المباديء الاخرى هو أقامة مسجد جامع "لاقامة صلاة الجمعة" واحد في عموم المدينة الاسلامية، أي مدينة كانت، بغض النظر عن حجمها واتساعها وبُعد هذا الجامع عن بعض أحيائها السكنية وصعوبة الوصول اليه لان الغرض هو أجتماع المسلمين ووحدتهم. أما المساجد فقد تتضمن المدينة عددا ً غير محدود طبقا ً لحاجتها وطبقا ً لرغبة سكانها مع أن المبدأ الذي يحكمها هو نصف قطر الدائرة التي يشكل المسجد مركزها ويمكن ايصال صوت الاذان خلالها، ويلاحظ هنا ان هذا المبدأ يتغير طبقا ً لوسائل تأدية الاذان عن طريق صوت المؤذن كما هو الحال سابقا ً أم عن طريق مكبرات الصوت التي تستخدم حاليا ً.



    مدرسة في العراق

    وهناك مباديء عديدة للعمارة الاسلامية مثل عدم أو حرمة أقامة مسجد أو أي مبنى آخر على أرض غير محددة الملكية أو مغتصبة، ومبدأ دمج وظائف أخرى في المسجد فهو مسجد ومدرسة ودار اجتماع ودار ضيافة احيانا، ومبدأ أشاعة بعض موارد الطبيعة باعتبارها ملكا ً عاما ً "مع ضمان حسن رعاية هذه الموارد" كمياه الانهار مثلا ً أو فيما يخص استخدام الشوارع باعتبارها أماكن عامة، ومبدأ أحترام الجوار - وهو المبدأ الذي وصفه الرسول الكريم ﷺ في حادثة ما بمبدأ لا ضرر ولاضرار- وقد يتضمن هذا الكثير مثل عدم شرفية الدور والمباني بعضها على البعض بما يمس الحياة الخاصة في داخلها، وعدم غلق المداخل والمخارج اليها او النوافذ بما يضعف من قيمة المبنى المعمارية، ومبدأ الاهتمام بدواخل المباني وليس فقط ظواهرها أو واجهاتها وهو مايوصف باولوية الجوهر لا المظهر ويمكن ملاحظة هذا المبدأ بوضوح في عموم المباني الاسلامية وأهتمامها بالفناءات الداخلية ودواخل الفضاءات المهمة فيها كصالات الصلاة والدراسة والاجتماع في حين تظل واجهاتها الخارجية بسيطة متواضعة، هذا المفهوم الذي انقلب تماما ً في كل مبانينا المعاصرة فاستحالت دواخلها بسيطة الى حد الفقر وواجهاتها غنية الى حد البهرجة والتفاخر.

    2 – المعالجات المعمارية في العمارة الاسلامية
    وهي الاساليب والطرق والوسائل التي يستخدمها المعمار لتطبيق المباديء التي يتبعها، ولايقتصر الامر على معالجة واحدة لكل مبدأ، فدائما ً هناك عدد لا حصر له من الخيارات يمكن للمعمار أستخدامها دون أن يحيد عن المبدأ الذي يتبعه، وتتغير هذه المعالجات تبعا ً لتغير المكان والمناخ والفترة الزمنية وثقافة المجتمع المعاصرة والتقنية المتاحة آنذاك وعوامل عديدة اخرى بالاضافة الى قدرة المعمار على أبتكار معالجات جديدة قد يفضلها وقد تكون فعالة أكثر من المعالجات المستخدمة من قبل.

    قد تشمل هذه المعالجات الاشكال ( Forms ) المستخدمة أو المواد الانشائية ( Materials ) أو التكوينات ( Compositions ) أو المقاييس ( Scales ) أو النسب ( Proportions ) أو التوجيه ( Orientation ) او الحركة ( Circulation ) وغيرها، بعضا منها أو كلها مجتمعة مع بعض.

    وتعتبر الزخرفة ( Ornament ) في العمارة الاسلامية واحدة من أهم المعالجات التي لجأ اليها المعمار المسلم في كل منشآته تقريبا ً لاسباب ودوافع عديدة، ولما وجد لها من آثار أيجابية كمعالجة تساهم بشكل فعـّال في الوصول الى المباديء التي يعمل عليها. ولاتعتبر الزخرفة في ذاتها أبتكارا ً اسلاميا ً محضا ً فهي معالجة قد أستخدمت في كل أنماط العمارة على مر العصور، غير أن المعمار المسلم وجد طريقه الخاص للتعامل معها والابداع فيها والتجديد والاضافة وصناعة أسلوب خاص الى حد سميت بعض انواعها بالارابسك ( Arabesque ).


    قصر الحمراء - الاندلس

    وتظل الزخرفة معالجة معمارية وليس مبدءا ًفكريا ً، وقد تعاملت معها كل انماط العمارة على هذا الاساس، وقد أدرك المعمار المسلم هذا الامر منذ البدء فتعامل معها كمعالجة يلجأ اليها عند الحاجة، وانها قابلة للتغيير والتحوير والاضافة بل وحتى للحذف والالغاء أذا تطلب الامر. ومع ذلك فقد أنتشرت الزخرفة في العمارة الاسلامية كمعالجة شائعة جدا ً لاسباب عديدة منها:


    أولا : انها معالجة فاعلة ومباشرة وواضحة لاظهار الاهتمام بالمكان والفضاء والمبنى الذي يود المسلم أظهار اهتمامه به لقداسة المكان مثل المساجد والجوامع او لعمومية المكان كبعض أجزاء الاسواق أو لاهمية المكان العلمية كالمدارس أو لاثراء الحياة في المكان كالفناءات الداخلية للمنازل، ولذلك فعادة ماترتبط دقة الزخرفة وجماليتها وثرائها ونوعها بمدى الاهمية التي يريد المعمار أضفائها على المكان.

    ثانيا ً : أن الزخرفة وبغض النظر عن كونها نباتية أو هندسية - وهما النوعان الرئيسيان للزخرفة - هي معالجة ناجحة لتقسيم السطوح وبالتالي الفضاءات وتجزئتها الى شبكة من قطع صغيرة مترابطة فيما بينها، وهي معالجة غاية في الذكاء للانتقال من التاثير البصري للسطوح الكبيرة المجردة والمقياس اللاانساني فيها الى سطوح بوحدات ( Units ) أصغر بتاثيرات بصرية لطيفة ومناسبة وبمقاييس انسانية.

    يستخدم الاسلوب الاول أي السطوح الواسعة المجردة وعديمة التفاصيل عادة في العمارة الوثنية - كالفرعونية والاغريقية والرومانية - والعمارة الفاشية - كعمارة ايطاليا أثناء حكم موسوليني - والعمارة العالمية الحديثة ( International Style ) - البعض منها استخدمت كاداة لنشر الفكر الامبريالي للقوى الكبرى -، في حين تستخدم الزخرفة عادة كمعالجة في الحضارات التي يغلب عليها الطابع الديني والحضارات التي تقترب من المقياس الانساني وحياة الانسان اليومية.



    معبد حورس الفرعوني | متحف مدينة (EUR) شمال روما | مسجد محمد بن عبد الوهاب | جامع قرطبة


    ثالثا ً : أستخدمت الزخرفة في العمارة الاسلامية كانعكاس للصور القرآنية التي تصف آيات الله على الارض "الطبيعة والتنويع اللامتناهي فيها" وكذلك التي تصف فيها الجنة ونعيم الاخرة وحدائقها وبساتينها، ولذلك فان الملاحظة الدقيقة تظهر أن المعمار المسلم - السابق وليس المعاصر في الواقع - كان مدركا ً ودقيقا ً في التعامل مع هذه المعالجة المعمارية "الزخرفة" فالاشكال دائما ً مستلهمة من الطبيعة وبالذات من النبات وتغلب عليها ألوان الطبيعة الاخضر والازرق والفيروزي ثم نسبة قليلة من الالوان الدافئة كالاحمر والاصفر، وهذا بحد ذاته أختيار مدرك للالوان التي تترك أثرا ً نفسيا ً مريحا ً على المستخدم - الساكن أو المصلي أو غيره - ، كما انه غالبا ً ما تستخدم الزخرفة النباتية في الفضاءات الداخلية في حين يغلب أستخدام الزخرفة الهندسية في الواجهات الخارجية بنفس ألوان المواد الانشائية المستخدمة أو ألوان الطبيعة المحيطة مما يجعل المبنى أقرب الى الطبيعة والموقع المحيط منه الى التسلط وفرض وجوده عليه.



    مسجد في اصفهان


    رابعا ً : تعتبر الزخرفة من أكثر المعالجات فاعلية في تقليل آثار المناخ السيئة كالحرارة وأحتباسها وشدة الضوء وسطوعه ( Glare ) وكذلك الرطوبة ( Humidity ) وآثارها المدمرة في المباني، فالزخرفة عادة ما تنفذ على سطح أضافي يعمل كعازل حراري ملائم وبالوان مناسبة تقلل من تأثير الاحتباس الحراري حتى في أضعف السطوح أي حين أستخدامها على السطوح الزجاجية للنوافذ وغيرها، كما أن الزخرفة تعمل بشكل فعال على عكس الضوء وتشتيته باتجاهات مختلفة لتقليل سطوعه المزعج للعين، بالاضافة الى ذلك تنفذ الزخرفة على سطوح قوية صلبة وبعضها مزججة والتي تعمل كسطوح مانعة للرطوبة، بالاضافة الى كل ذلك فانها سطوح يمكن صيانتها ( Maintenance ) في المواقع أو في الورشة.

    خامسا ً : تضيف الزخرفة جانبا ً جماليا ً للمبنى تعتبر بحق من أفخر ما أنتجه المعمار المسلم والتي تدل على حرفية عالية ودقة في الصنع وأتقان في العمل "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". – حديث نبوي - أخرجه أبو يعلى والطبراني، وقد صححه الألباني في الصحيحة نظرا لشواهده.. لقد حاولت العمارة الحديثة ( Modernism ) التوجه نحو التجريد ( Abstraction ) لكنها ما لبثت أن عادت الى أستخدام المعالجات الاخرى ومنها الزخرفية في عمارة مابعد الحداثة ( Post Modernism ) والعمارة المحلية ( Local Architecture ) والعمارة الشعبية ( Pop Architecture ).



    مسجد في اصفهان – المقرنص ابتكار اسلامي ومعالجة زخرفية ثلاثية الابعاد لايوجد لها مثيل في عمارات اخرى

    هناك دراسات حديثة تحاول فهم تفضيل الانسان لاشكال الطبيعة والاثر النفسي الذي تتركه تكوينات الطبيعة على العين والعقل البشري، وتركز بعض هذه الدراسات على فكرة التركيب المتكرر لاجزاء الطبيعة أو ما يسمى ( Fractal Geometry ) أي قدرة الطبيعة على تكرار نفسها في مقاييس متعددة بدءا ً من جزئياتها الصغيرة غير المرئية الى الاجزاء المرئية الصغيرة وثم الى العنصر المتكامل في الطبيعة. هذه البحوث المتطورة الحديثة كان قد طبقها المعمار المسلم ببساطة وعفوية وبدقة ملاحظته وأستلهامه من الطبيعة التي عايشها في بيئات متنوعة مثل بلاد فارس والشام وبيئات أخرى كانت تفتقر اليها فكان يستعيض عنها بلوحات جدارية يزين بها مبانيه في تكوينات زخرفية تعبر عن فهم متطور لمكونات الطبيعة.


    الهندسية الكسيرية ( Fractal ) | زخرفة داخلية لقبة في العراق

    ان التصاميم الاسلامية وبالذات المساجد التي تتبنى التجريد والتبسيط المفرط أعتقادا ً بانها أقرب الى روح الاسلام أنما تخادع نفسها بالانتكاس نحو عمارة الحضارات الوثنية التي كانت تتبنى هذا النهج لتدع المستخدم "المصلي" حبيس فضاءاتها المجردة والتي تقحم وتفرض نفسها دون أي مراعاة للطبيعة المحيطة بها.



    المصدر : بناة
    محسن علي الغالبي / مهندس معماري
    بكالوريوس هندسة معمارية- بغداد
    ماجستير تخطيط - مالمو-السويد
    .

  4. #4
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    السعودية، ابها
    العمر
    39
    المشاركات
    1,615
    معدل تقييم المستوى
    47

    رقة رفرافة تطوير المدينة المنورة تنظم لقاء 11 لـ"خصائص العمارة الاسلامية"

    مميزات العمارة والفنون الإسلامية



    المساقط الأفقية:
    · كان المسجد هو أهم الأبنية في عصور الإسلام والغاية الكبرى في التصميم المعماري؛ ولذلك اهتم المسلمون بتصميمه، وأهم ما يتطلب من عناصر تكوينه هو الصحن الذي يتسع لأكبر عدد من المصلين ويلي ذلك الميضأة.. وكان يحيط بالصحن المكشوف أروقة لحماية الناس والمصلين من حرارة الشمس وخاصة الرواق المُيمَّم شطر مكة المكرمة، فكان أكثر عمقاً من باقي الأروقة، وفى حائطه يوجد المحراب أو القبلة التي تتجه إلى الكعبة وعلى جانبها المنبر، وعلى مقربة منه مقعد المبلِّغ لتلاوة القرآن الكريم. كما تحتل المآذن أهمية خاصة لبعض أجزاء التصميم مثل زوايا مكان العبادة من المسجد.

    · ومن الأبنية التي لها أهمية معمارية كبيرة هي "الوكالة أو الخان" أي الفندق، حيث كان يُبْنَى في المدن الكبيرة مثل القاهرة ودمشق والقسطنطينية. وكان يتكون من فناء داخلي مكشوف ذا سعة كبيرة تطل عليه عدة حجرات للنوم ودورات المياه اللازمة، ويتكون من طابقين لاستقبال الغرباء من التجار والزوار.

    · أما فيما يتعلق بالمساكن فكانت تصمم بطريقة انفرد بها الشرق وسمِّيت بالطابع الشرقي، وذلك بعزل بعض وحدات المبنى وتخصيصها للنساء (الحريم) وسُمِّيَت بالحرملك، وبطبيعة الحال كانت الفتحات المطلة على الطريق العام ضيقة صغيرة تحميها قضبان من الحديد، أما الفتحات العلوية فكانت ذات سعة مناسبة تحتوى على ضيقة مغطاة بمشربيات خشبية لحمايتها من الشمس.

    الحوائط الخارجية:
    · كانت الحوائط الخارجية عادة قليلة الفتحات المطلة على الطريق العام؛ ولذلك اهتم العرب بتصميم الأفنية الداخلية والعناية بها، وجعل الفتحات الهامة الرئيسية تطل على هذه الأفنية من الداخل، وكانت تُبْنى الحوائط على مداميك منظومة من الحجر، وعدد من قوالب الطوب. وتقسم الواجهات عادة إلى بانوها Panels غاطسة قليلاً إلى الداخل ذات عقد، أو تتوج بعقد مستقيم ينشأ فوق تكوين بديع من المقرنصات، وكانت أغلب البانوهات تحتوى على صفين من الفتحات السفلية متوجة بعقود مستقيمة، ويثبت لهذه الفتحات ضلف شمسية خلف مصبعات من الحديد والنحاس، أما الفتحات العلوية فكانت على شكل عقود مخموسة، أو تنفتح عن نافذة ذات فتحتين ترتكز على عمود في الوسط يعلوها فتحة دائرية كانت تملأ بالجبس أو الزجاج.

    المداخل والفتحات:
    · كانت المداخل عبارة عن فتحات عميقة مستطيلة في المسقط الأفقى، عمقها يقرب من نصف عرضها، وتحتل معظم ارتفاع المبنى وتنتهي بعقد مخصوص، وكثيرًا ما توضع هذه الفتحة في بانوه على جانبه عمودان وأعلاه حلية زخرفية على شكل شرفة. أما الفتحات فكانت أعمال النجارة فيها تحتل أمكنة هامة في الفتحة بأشكال هندسية بديعة مفرغة تحتوى على الزجاج الملون. وخاصة الفتحات العلوية في المبنى التي وضعت على شكل شرفات مصنوعة من الخشب المجمع المعروف بأشغال المشربيات، والتي تعتبر من أهم العناصر المعمارية في العمارة الإسلامية.

    أهم عناصر العمارة الإسلامية

    1 - المـآذن:
    ظهرت المآذن في العمارة الإسلامية لأول مرة في دمشق حين أذن بالصلاة من أبراج المعبد القديم الذي قام فيما بعد على أنقاضه المسجد الأموي. وكانت هذه الأبراج هي الأصل الذي بنيت على منواله المآذن الأولى في العمارة الإسلامية، ولا سيما في مصر والشام وبلاد المغرب. بنيت على منواله المآذن الأولى في العمارة الإسلامية، ولا سيما في مصر والشام وبلاد المغرب.

    وكانت المآذن في العصر الإسلامي الأول مربعة القطاع حتى الشرفة الأولى، ثم تستمر كذلك مربعة أو على شكل ثمانيّ الأضلاع، ويلي ذلك شكل مثمَّن أو دائري وتنتهي بقبة صغيرة.

    أما مآذن العصر الذهبي في الإسلام فكانت تقام على قاعدة مربعة ترتفع قليلاً أعلى سقف المسجد، وبعد ذلك تتحول على شكل ثمانيّ الأضلاع إلى الشرفة الأولى، وكان يُحَلِّي كل ضلع من هذه الأضلاع الثمانية قبلة صغيرة مزودة بأعمدة لها نهاية مثلثة الشكل.

    أما مآذن الدولة العثمانية، فكانت من النوع المخروطي على شكل القلم Pencil Point، وهي دائرية القطاع بكامل ارتفاعها، وتنتهي بشكل مخروطي. وغالبًا ما تكون لها شرفة واحدة أستعيض فيها عن البرامق الحجرية بحواجز من الخشب.



    2 - العقـود:
    عرفت العمارة الإسلامية أنواعاً مختلفة من العقود، وكان كل بلد يفضل بعض هذه العقود على البعض الآخر. ومن العقود التي استعملت في العمارة الإسلامية بوجه عام ما يأتي:

    أولاً: عِقد على شكل حدوة الحصان، وهو عقد يرتفع مركزه عن رجلي العقد، ويتألف من قطاع دائري أكبر من نصف دائرة.

    ثانياً: العقد المخموس، وهو يتألف من قوس ودائرتين وهو مدبب الشكل.

    ثالثاً: العقد ذو الفصوص، استعمل خصوصاً في بلاد المغرب ويتألف من سلسلة عقود صغيرة.

    رابعاً: العقد المزين باطنه بالمقرنصات، شاع استعماله في الأندلس ولا سيما قصر الحمراء وبلاد المغرب.

    خامساً: العقد المدبب المرتفع، استعمل بكثرة في إيران ونجد منه أمثلة في مسجد الشام واستعمل أيضًا في مساجد مصر.

    3 - الحليات (زخارف و مقرنصات(:
    هي حليات معمارية تشبه خلايا النحل، استعملت في المساجد في طبقات مرسومة وتستعمل في الزخرفة المعمارية أو بالتدريج من شكل إلى آخر وخصوصاً من السطح المربع إلى السطح الدائري الذي تقوم عليه القباب. وقد ظهرت المقرنصات في القرن الحادي عشر، ثم أقبل المسلمون على استعمالها استعمالاً عظيماً حتى صارت من مميزات العمارة الإسلامية في واجهات المساجد والمساكن وتحت القباب وفي تيجان الأعمدة وفي الأسقف الخشبية اختلفت أشكالها باختلاف الزمان والمكان.

    4 - الأعمدة والتيجان:
    استعملت في البداية أعمدة كانت تنقل من المعابد والكنائس والعمائر المزينة، ثم اكتسبت العمارة الإسلامية أعمدة وتيجان مبتكرة سميت أعمدة ذات البدن الأسطواني وذات المضلع تضليع حلزوني، وذات البدن المثمن الشكل.

    وكانت الأعمدة في بعض الأحيان تؤخذ من مباني بعض أطلال الأبنية الرومانية القديمة أو البيزنطية القديمة لاستعمالها في باكيات المساجد، ومن الطبيعي كان تأثير هذه الأنواع من الأعمدة غريباً في مجموعه.

    أما الأعمدة التي ابتدعها فنانو العرب والصناع المهرة في العمارة الإسلامية، فكانت تتميز بأشكال حلياتها الشرقية العربية الأصيلة، كانت تمتاز بالبساطة، رفيعة، نسبة ارتفاعها 12 مرة للقطر، لها تيجان جميلة ذات رقبة طويلة وصفحة مربعة مشغولة بالمقرنصات، مع أشغال الأرابسك التي تركز فوقها العقود العربية.

    5 - القباب:
    أخذ الفن الإسلامي في بناء القباب عن الساسانيين والأقباط والبيزنطيين، وأقبلوا على استعمالها في الأضرحة حتى أطلقت جزءاً على الكل وصارت كلمة قبة اسماً للضريح كله، وقد انتشرت في العالم الإسلامي أنواع مختلفة من القباب، ولعل أجمل القباب الإسلامية هي الموجودة في مصر وسوريا ويرجع أقدمها إلى العصر الفاطمي.

    وقد كانت القباب في العهد الأول حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي صغيرة، واقتصر استعمالها لتغطية الأمكنة أمام المحراب، ثم انتشر استعمالها للأضرحة، واستعين في أول الأمر لهذا بعمل عقود زاوية لتيسير الانتقال من المربع إلى المثمن، ولما أن تعددت مثل هذه العقود وصغرت ونظمت في صفوف، نشأت الدلايات المقرنصة التي انتشر استعمالها في جميع القباب في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي.

    ومن الجدير بالذكر أن للزخارف في العمارة الإسلامية حلاوة ينعم بها دون غيرها من زخارف الطرز الأخرى، كما تنفرد بمشروع كامل لدراسة الألوان، وتتميز بالبساطة التامة في التصميم، حيث كانت العمارة الإسلامية أكثر العمارات حياة وأشدها بهجة وأعظمها خلوداً.

    منقول


  5. #5
    مجالس التقنية والإتصالات والحواسب والإنترنت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    السعودية، تبوك
    المشاركات
    2,091
    معدل تقييم المستوى
    56

    شاعر

    [align=justify]
    خصائص الفن المعماري الإسلامي




    بداية فن العمارة.

    1. منذ أن وجد الإنسان كان الفن، ومغاور (لاسكو) و(التيميرا) تشهد على روائع الفن الذي زين فيه الإنسان؛ ومنذ آلاف السنين، مغائره التي كانت مقره ومسكنه، وتشهد هذه الزينة المؤلفة من رسوم ملونة لحيوانات انقرضت، على مهارة وواقعية، تؤكد أن الفن وسيلة اتصال سبقت اللغة والآداب في حياة الإنسان.

    2. وعندما تقدمت الحضارة، كان المسكن هو الحيز الذي استوعب مهارات ومواهب الفنانين، فالمنازل التي اكتشفت في وادي النطوف (فلسطين)، أو في المريبط (سوريا)، والتي تعود إلى الألف السابعة قبل الميلاد، كانت مزينة بزخارف ملونة.

    3. ولكن العمارة بذاتها، لم تلبث أن أصبحت بمظهرها الخارجي وكتلتها وأقسامها، شيئاً فنياً مجسماً، يحتاج إلى عمل إبداعي، كما يحتاج إلى فكر هندسي، ومع ذلك استمرت العمارة المجال الذي يستوعب جميع أنماط الفن التشكيلي، من تصوير أو نحت. وتجلى ذلك بقوة في العمارة الإسلامية، وشاهدنا ذلك في القصور الأُموية التي تميزت بالنحت الملون أو غير الملون، وبالرسوم الفسيفسائية والتلوينية، التي ما زالت ماثلة أثارها في قصور الحَيْر والمشتى وقصر المفجر وحمام قُصَيْر عَمْرة.

    4. وإذا كان للفن التصويري أن ينفصل عن العمارة؛ لكي يستقر على الأشياء المنقولة، مثل المخطوطات والأواني وتوابع العمارة والأثاث، فإن أساليبه لم تتغير كثيراً، فهي إما أن تكون تشبيهية واقعية، أو تكون زخرفية مجردة، ولقد تنوعت بتنوع الطرائق والاجتهادات حتى اليوم.

    [imgl]http://farm2.static.flickr.com/1067/528097720_5abd87f92b.jpg[/imgl]على أن العمارة، وقد اعتمدت لغة أخرى غير مفردات لغة الخط واللون، وهي لغة الكتلة والفراغ، قدمت لنا هُوية مستقلة متميزة لم تختلط بهُوية فنون العمارة الأخرى التي عاصرت فن العمارة الإسلامية.

    5. فإذا كان الفن التشكيلي، الرسم والنحت سريع الاندماج بتيارات وشخصيات الفنون الأخرى؛ أخذ منها وانطبع بطابَعها من حيث لا يدري، كما تم في انحراف فن المنمنمات باتجاه الفن الأوربي، فإن انحراف فن العمارة مهما كان ضئيلاً، يفقد أصالته وشخصيته أو يعرضه إلى الانضواء الكامل لسيطرة الأساليب المعمارية الغربية، التي قد تكون أسهل تنفيذاً وأصلح استعمالاً، وأقرب إلى مفهوم الحداثة والزي، ولكنها تبقى مقطوعة الجذور عن نسغها الحضاري الأصلي.

    وفي العصور التي تعرضت فيها المِنْطقةُ العربية ـ على سبيل المثال ـ إلى التَّبَعيةِ السياسية والاجتماعية، يبدو ذوبان الشخصية الحضارية أكثر وضوحاً في زوال الطابع المعماري الأصيل.

    إن إنشاء العمارة هو عمل إبداعي يتطلب مجتمعاً ومُناخاً حرّاًً، ولقد استطاعت التبعية التي عانتها الشعوب العربية الإسلامية، أن تقمع الإبداع الفني، وأن تفتح الأبواب مشرعة أمام التأثيرات الغربية. وهكذا ظهر الأسلوب الكولونيالي الاستعماري في عمارات القاهرة والإسكندرية والجزائر والرباط والدار البيضاء وحلب وبيروت.

    6. وعندما ظهرت العمارة الحديثة تحت اسم Jugenstil في ألمانيا، وشهد العالم جناح ألمانيا في معرض برشلونة 1929 للمعمار ميس فان در روه المبني من الزجاج والمعدن، كان ذلك نهاية العمارة القديمة، وبداية عهد الإبداع المتطرف والمجرد. والذي كرسته، أيضاً، مدرسة الباوهاوس في فايمر. وكان هذا بداية حداثة العمارة التي قامت على رفض جميع التقاليد المعمارية من أي نوع كانت، والعودة بالهندسة المعمارية إلى الأشكال والحجوم المجردة، وهكذا أصبحت العمارة مكعبات وأهرامات معزولة أو مركبة في تشكيلات لا تخلو من العبث واللعب. وأصبح هم المعمار إثارة الدهشة الخارجية التي تسببها إيقاعات غير متزنة في الحجوم والكتل والفراغات، مع سخاء في استغلال الفراغات الداخلية لوظائف مخصصة، ضمن شروط صعبة تفرضها تجهيزات الكهرباء والإلكترون التي تؤمن الانتقال والصعود والتدفئة والتهوية والأمن.

    والسؤال اليوم، أين العمارات المعاصرة من عمارات الماضي؟، يقول (جنكيز) "لم يتبق من العمارة إلا رموز الهندسة، لقد رحل هذا الفن إلى أبعد نقطة تفصله عن التاريخ وعن الإنسان". وهو ينادي بعمارة ما بعد الحداثـةPost Modernism .

    إن عمارة الماضي في الهند والمكسيك وفي إيطاليا وفي البلاد العربية وغيرها، مازالت قائمة ترقب بحسرة انهيار مفهومها أمام تجريدية وعبثية العمارة الحديثة، وشيئاً فشيئاًً عاد أنصار الأصالة في كليات العمارة بشن الحرب على الأسلوب الجديد، معبرين عن سخطهم وخيبتهم لمآل الحداثة، وقد وصلت إلى نقطة الصفر؛ كما يقولون. [/align]

  6. #6
    مجالس التقنية والإتصالات والحواسب والإنترنت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    السعودية، تبوك
    المشاركات
    2,091
    معدل تقييم المستوى
    56

    شاعر بين العمارة وفن العمارة

    [align=justify]بين العمارة وفن العمارة


    1. عند دراسة الفن المعماري الإسلامي، لابد من الاتفاق على المفاهيم الأولى لهذا الفن، وقد يختلط الأمر بين مفهوم العمارة ومفهوم فن العمارة مع أن ثمة اختصاصات جامعية لكل من المفهومين، اختصاص هندسي معماري واختصاص فني معماري. وهكذا نقول عن العمارة إنها طريقة البنيان لخدمة وظيفة اجتماعية محددة كالسكن والعبادة والدراسة والاستطباب والتخليد. وتتطلب هذه الطريقة معرفة بخصائص هذه الوظائف وعلاقتها بالبيئة، ومعرفة بمادة البنيان ومقدرتها على تأدية الوظيفة براحة وأمان، ومعرفة بخطط العمران بجعل العمارة خلية في نسيج المدينة. أما فن العمارة فهو إبداع تكويني وزخرفي يزيد في تشخيص هُوية المبنى ووظيفته، ويتجلى هذا الفن في وجهين، وجه خارجي مرتبط بمشهد المدينة، حيث يبدو المبنى كتلة متناغمة مع الكتل المعمارية، ومرتبط بهوُية المدينة. فالطراز المعماري يحدد سِمة العمران، فهو إما يكون أصيلاً أو دخيلاً تقليدياً أو مبتكراً. ويجهد مصممو المدن في وضع نظام معماري يبقى أساساً في تكوين عمران المدينة، كما هو علامة لنظام الحياة الاجتماعية، وللتضامن المعماري لتكوين علاقات اجتماعية موحدة من خلال وحدة الطراز أو الأسلوب المعماري.

    [imgl]http://www.omaniyat.com/vb/imgcache/8088.png[/imgl]2 . والوجه الداخلي لفن العمارة يرتبط بمصالح فردية أو عائلية خاصة، ويحقق أهدافاً مباشرة للسكان الذين يتطلعون إلى عالم داخلي يحقق لهم سكينتهم ومتعتهم، ولقد تفردت العمارة الإسلامية بتفضيل العمارة الداخلية على العمارة الخارجية، ولقد أصبح داخل المبنى زاخراً بروائع الزخارف المنتشرة على الجدران والسواكف والأفاريز والأعمدة والنوافذ والأبواب، وفي البرك والفسقيات، وفي الحدائق والأحواض التي تفوح منها رائحة الزهور والياسمين، وتنغرس فيها أشجار الليمون والكباد وعرائش العنب. حتى أصبح المسكن فردوسَ صاحبهِ، وفي الأثر: >جنة الرجل داره<.

    3. وينصرف هم المعمار الفنان؛ لتصميم شكل المبنى وشكل عناصره الإنشائية؛ كالأعمدة والأقواس والقباب والقبوات. ولقد تطور فن العمارة مع تطور الحياة الاجتماعية، ومع اختلاف أنظمة المدن الحديثة، وكان لظهور مادة الإسمنت والمعدن والزجاج أثر كبير في تطور العمارة الحديثة التي تسربت إلى عمارتنا، فكان لابد من استعمالها وفق شروط الفكر المعماري التقليدي للحفاظ على الهُوية المعمارية الأصيلة.


    [/align]

  7. #7
    مجالس التقنية والإتصالات والحواسب والإنترنت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    السعودية، تبوك
    المشاركات
    2,091
    معدل تقييم المستوى
    56

    شاعر لغة و مفردات العمارة الإسلامية

    [align=justify]لغة و مفردات العمارة الإسلامية

    1. لقد نشأت الثقافة المعمارية الإسلامية على أيدي المعمار البسيط، الذي تولى عمليات الإنشاء، والإبداع بشكل تلقائي، يعتمد على حدسه ودربته وانتمائه الاجتماعي والديني، ولم يطلع هذا المعمار الصناع على مراجع ونظريات، بل كانت تجارِبُه وابتكاراته تشكل مدرسة وتقليداً تتبعه الأجيال اللاحقة من المعماريين.

    ونشأت عن الممارسات المعمارية لغة معمارية، ومفردات يتناقلها المعماريون، ويتعاملون بها للدلالة على تفاصيل أعمالهم. وكانت هذه المفردات غزيرة ومتنوعة باختلاف المعلمين المعماريين، واختلاف بيئاتهم ولهجاتهم، وهكذا ظهرت مصطلحات ومفردات مختلفة ومتباعدة غير موحدة، ولكنها مباشرة ومعبرة عن مدلولها بمرونة خارقة.

    2. ومع انتشار الثقافة والانتقال من اللهجات المتباينة إلى اللغة العربية المشتركة، وهي لغة القرآن الكريم، ظهرت الحاجة إلى توحيد هذه المفردات والمصطلحات، ولقد قامت المجامع اللغوية بجهود لتحقيق هذا الهدف، وكان على معاهد العمارة أن تتبنى هذه المصطلحات الموحدة، مما يساعد على فهم أسرار فن العمارة وعلى توحيد قراءتها، سعياً لتوطيد وحدة الشخصية المعمارية الإسلامية.
    [/align]

  8. #8
    Administrator الصورة الرمزية شقردية طيبة
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    السعودية، المدينة المنورة
    العمر
    57
    المشاركات
    1,961
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قوقل الآرض مشاهدة المشاركة
    [align=justify]
    خصائص الفن المعماري الإسلامي




    بداية فن العمارة.

    1. منذ أن وجد الإنسان كان الفن، ومغاور (لاسكو) و(التيميرا) تشهد على روائع الفن الذي زين فيه الإنسان؛ ومنذ آلاف السنين، مغائره التي كانت مقره ومسكنه، وتشهد هذه الزينة المؤلفة من رسوم ملونة لحيوانات انقرضت، على مهارة وواقعية، تؤكد أن الفن وسيلة اتصال سبقت اللغة والآداب في حياة الإنسان.

    2. وعندما تقدمت الحضارة، كان المسكن هو الحيز الذي استوعب مهارات ومواهب الفنانين، فالمنازل التي اكتشفت في وادي النطوف (فلسطين)، أو في المريبط (سوريا)، والتي تعود إلى الألف السابعة قبل الميلاد، كانت مزينة بزخارف ملونة.

    3. ولكن العمارة بذاتها، لم تلبث أن أصبحت بمظهرها الخارجي وكتلتها وأقسامها، شيئاً فنياً مجسماً، يحتاج إلى عمل إبداعي، كما يحتاج إلى فكر هندسي، ومع ذلك استمرت العمارة المجال الذي يستوعب جميع أنماط الفن التشكيلي، من تصوير أو نحت. وتجلى ذلك بقوة في العمارة الإسلامية، وشاهدنا ذلك في القصور الأُموية التي تميزت بالنحت الملون أو غير الملون، وبالرسوم الفسيفسائية والتلوينية، التي ما زالت ماثلة أثارها في قصور الحَيْر والمشتى وقصر المفجر وحمام قُصَيْر عَمْرة.

    4. وإذا كان للفن التصويري أن ينفصل عن العمارة؛ لكي يستقر على الأشياء المنقولة، مثل المخطوطات والأواني وتوابع العمارة والأثاث، فإن أساليبه لم تتغير كثيراً، فهي إما أن تكون تشبيهية واقعية، أو تكون زخرفية مجردة، ولقد تنوعت بتنوع الطرائق والاجتهادات حتى اليوم.

    [imgl]http://farm2.static.flickr.com/1067/528097720_5abd87f92b.jpg[/imgl]على أن العمارة، وقد اعتمدت لغة أخرى غير مفردات لغة الخط واللون، وهي لغة الكتلة والفراغ، قدمت لنا هُوية مستقلة متميزة لم تختلط بهُوية فنون العمارة الأخرى التي عاصرت فن العمارة الإسلامية.

    5. فإذا كان الفن التشكيلي، الرسم والنحت سريع الاندماج بتيارات وشخصيات الفنون الأخرى؛ أخذ منها وانطبع بطابَعها من حيث لا يدري، كما تم في انحراف فن المنمنمات باتجاه الفن الأوربي، فإن انحراف فن العمارة مهما كان ضئيلاً، يفقد أصالته وشخصيته أو يعرضه إلى الانضواء الكامل لسيطرة الأساليب المعمارية الغربية، التي قد تكون أسهل تنفيذاً وأصلح استعمالاً، وأقرب إلى مفهوم الحداثة والزي، ولكنها تبقى مقطوعة الجذور عن نسغها الحضاري الأصلي.

    وفي العصور التي تعرضت فيها المِنْطقةُ العربية ـ على سبيل المثال ـ إلى التَّبَعيةِ السياسية والاجتماعية، يبدو ذوبان الشخصية الحضارية أكثر وضوحاً في زوال الطابع المعماري الأصيل.

    إن إنشاء العمارة هو عمل إبداعي يتطلب مجتمعاً ومُناخاً حرّاًً، ولقد استطاعت التبعية التي عانتها الشعوب العربية الإسلامية، أن تقمع الإبداع الفني، وأن تفتح الأبواب مشرعة أمام التأثيرات الغربية. وهكذا ظهر الأسلوب الكولونيالي الاستعماري في عمارات القاهرة والإسكندرية والجزائر والرباط والدار البيضاء وحلب وبيروت.

    6. وعندما ظهرت العمارة الحديثة تحت اسم jugenstil في ألمانيا، وشهد العالم جناح ألمانيا في معرض برشلونة 1929 للمعمار ميس فان در روه المبني من الزجاج والمعدن، كان ذلك نهاية العمارة القديمة، وبداية عهد الإبداع المتطرف والمجرد. والذي كرسته، أيضاً، مدرسة الباوهاوس في فايمر. وكان هذا بداية حداثة العمارة التي قامت على رفض جميع التقاليد المعمارية من أي نوع كانت، والعودة بالهندسة المعمارية إلى الأشكال والحجوم المجردة، وهكذا أصبحت العمارة مكعبات وأهرامات معزولة أو مركبة في تشكيلات لا تخلو من العبث واللعب. وأصبح هم المعمار إثارة الدهشة الخارجية التي تسببها إيقاعات غير متزنة في الحجوم والكتل والفراغات، مع سخاء في استغلال الفراغات الداخلية لوظائف مخصصة، ضمن شروط صعبة تفرضها تجهيزات الكهرباء والإلكترون التي تؤمن الانتقال والصعود والتدفئة والتهوية والأمن.

    والسؤال اليوم، أين العمارات المعاصرة من عمارات الماضي؟، يقول (جنكيز) "لم يتبق من العمارة إلا رموز الهندسة، لقد رحل هذا الفن إلى أبعد نقطة تفصله عن التاريخ وعن الإنسان". وهو ينادي بعمارة ما بعد الحداثـةpost modernism .

    إن عمارة الماضي في الهند والمكسيك وفي إيطاليا وفي البلاد العربية وغيرها، مازالت قائمة ترقب بحسرة انهيار مفهومها أمام تجريدية وعبثية العمارة الحديثة، وشيئاً فشيئاًً عاد أنصار الأصالة في كليات العمارة بشن الحرب على الأسلوب الجديد، معبرين عن سخطهم وخيبتهم لمآل الحداثة، وقد وصلت إلى نقطة الصفر؛ كما يقولون. [/align]
    قوقل الآرض

    شكرا على الموضوع الغني بالذوق الرفيع
    فعلا ،، على اسم معرفك (قوقل الآرض)

    تقبلي مروري وغالي التحية

  9. #9
    مجالس التقنية والإتصالات والحواسب والإنترنت
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    الدولة
    السعودية، تبوك
    المشاركات
    2,091
    معدل تقييم المستوى
    56

    شاعر اخيرا ،، المراجع

    [align=justify]اخيرا ،، المراجع



    وهكذا فإن (الشخصانية) التي أصبحت سمة الإبداع المعاصر كانت في الحضارة الإسلامية سمة العصور الإسلامية كلها.

    (1) انظر كتاب الزركشي "إعلام السَّاجد بأحكام المَساجد"، طبع ، وزارة الأوقاف، القاهـرة، 1982م، ص 275 -226.

    (1) وردت هذه الأحكام في رسالة ماجستير للباحث عبد الرحمن صالح الأطرم، جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض.

    (2) نلفت النـظر إلى أهمية هذه المراجع في البحث الجامعي، وهي:

    ـ الهمداني، الإكليل، تحقيق الأكوع، (بغداد 1977 ـ 1980م)، ابن الكلبي الأصنام، تحقيق أحمد زكي، القاهرة،(1965م).

    ـ ابن عساكر، تاريخ دمشق. نشرت منه حتى الآن 49 مجلداً، عن مجمع اللغة العربية بدمشق.

    ـ ابن الهيثم، المناظر، ج 1، المجلس الوطني، الكويت، (1982م).

    ـ المقريزي، المواعظ والاعتباربذكر الخطط: والآثار، دار صادر، بيروت.

    ـ الجاحظ في كتب: البخلاء، الحيوان، رسالة، التربيع والتدوير.

    ـ التوحيدي في كتب : المقابسات، الإمتاع والمؤانسة، رسالة الكتابة. رسائل إخوان الصفا.

    (1) كتاب عيون الأخبار، لابن قتيبة ـ مرجع مهم يمكن الرجوع إليه، وبخاصة الجزء الأول، طبع دار الكتاب العربي، القاهرة.

    (1) أصدرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة في عام 1999 كتاب (القضاء بالمرفق في المباني ونفي الضرر) للإمام التطيلي ( تـ 386 هـ)، وهو من كتب التراث التي تعني بهذا الجانب من الحضارة الإسلامية.

    (1) وردت هذه الشروط في كتاب المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج 2، ص 65 - 48.

    (2) ويراجع كتاب الإكليل، نشر بغداد 1977م، ج 1، ص 190-177، وج 2، ص 36-10.

    (1) لقد عرضنا تفاصيل الهُوية الإسلامية في كتابنا، العمارة العربية (الجمالية، الوحدة، التنوع) نشر المجلس القومي للثقافة العربية، الرباط، طباعة، روما، 1990م.

    (1) توسع جان سوفاجيه في دراسة مسجد الرسول، صلى الله عليه وسلم، في المدينة، انظر كتابه:

    J. Sauvaget: La Mosquée Omayyade de Medine, Paris, 1947
    [/align]

  10. #10
    Administrator الصورة الرمزية شقردية طيبة
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    السعودية، المدينة المنورة
    العمر
    57
    المشاركات
    1,961
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم الدرة مشاهدة المشاركة
    [align=justify]
    مميزات العمارة والفنون الإسلامية




    المساقط الأفقية:

    · كان المسجد هو أهم الأبنية في عصور الإسلام والغاية الكبرى في التصميم المعماري؛ ولذلك اهتم المسلمون بتصميمه، وأهم ما يتطلبه من عناصر تكوينه هو الصحن الذي يتسع لأكبر عدد من المصلين ويلي ذلك الميضأة.. وكان يحيط بالصحن المكشوف أروقة لحماية الناس والمصلين من حرارة الشمس وخاصة الرواق المُيمَّم شطر مكة المكرمة، فكان أكثر عمقاً من باقي الأروقة، وفى حائطه يوجد المحراب أو القبلة التي تتجه إلى الكعبة وعلى جانبها المنبر، وعلى مقربة منه مقعد المبلِّغ لتلاوة القرآن الكريم. كما تحتل المآذن أهمية خاصة لبعض أجزاء التصميم مثل زوايا مكان العبادة من المسجد.

    · ومن الأبنية التي لها أهمية معمارية كبيرة هي "الوكالة أو الخان" أي الفندق، حيث كان يُبْنَى في المدن الكبيرة مثل القاهرة ودمشق والقسطنطينية. وكان يتكون من فناء داخلي مكشوف ذا سعة كبيرة تطل عليه عدة حجرات للنوم ودورات المياه اللازمة، ويتكون من طابقين لاستقبال الغرباء من التجار والزوار.

    · أما فيما يتعلق بالمساكن فكانت تصمم بطريقة انفرد بها الشرق وسمِّيت بالطابع الشرقي، وذلك بعزل بعض وحدات المبنى وتخصيصها للنساء (الحريم) وسُمِّيَت بالحرملك، وبطبيعة الحال كانت الفتحات المطلة على الطريق العام ضيقة صغيرة تحميها قضبان من الحديد، أما الفتحات العلوية فكانت ذات سعة مناسبة تحتوى على ضيقة مغطاة بمشربيات خشبية لحمايتها من الشمس.


    الحوائط الخارجية:

    · كانت الحوائط الخارجية عادة قليلة الفتحات المطلة على الطريق العام؛ ولذلك اهتم العرب بتصميم الأفنية الداخلية والعناية بها، وجعل الفتحات الهامة الرئيسية تطل على هذه الأفنية من الداخل، وكانت تُبْنى الحوائط على مداميك منظومة من الحجر، وعدد من قوالب الطوب. وتقسم الواجهات عادة إلى بانوها panels غاطسة قليلاً إلى الداخل ذات عقد، أو تتوج بعقد مستقيم ينشأ فوق تكوين بديع من المقرنصات، وكانت أغلب البانوهات تحتوى على صفين من الفتحات السفلية متوجة بعقود مستقيمة، ويثبت لهذه الفتحات ضلف شمسية خلف مصبعات من الحديد والنحاس، أما الفتحات العلوية فكانت على شكل عقود مخموسة، أو تنفتح عن نافذة ذات فتحتين ترتكز على عمود في الوسط يعلوها فتحة دائرية كانت تملأ بالجبس أو الزجاج.


    المداخل والفتحات:

    · كانت المداخل عبارة عن فتحات عميقة مستطيلة في المسقط الأفقى، عمقها يقرب من نصف عرضها، وتحتل معظم ارتفاع المبنى وتنتهي بعقد مخصوص، وكثيرًا ما توضع هذه الفتحة في بانوه على جانبه عمودان وأعلاه حلية زخرفية على شكل شرفة. أما الفتحات فكانت أعمال النجارة فيها تحتل أمكنة هامة في الفتحة بأشكال هندسية بديعة مفرغة تحتوى على الزجاج الملون. وخاصة الفتحات العلوية في المبنى التي وضعت على شكل شرفات مصنوعة من الخشب المجمع المعروف بأشغال المشربيات، والتي تعتبر من أهم العناصر المعمارية في العمارة الإسلامية.


    أهم عناصر العمارة الإسلامية


    1 - المـآذن:

    ظهرت المآذن في العمارة الإسلامية لأول مرة في دمشق حين أذن بالصلاة من أبراج المعبد القديم الذي قام فيما بعد على أنقاضه المسجد الأموي. وكانت هذه الأبراج هي الأصل الذي بنيت على منواله المآذن الأولى في العمارة الإسلامية، ولا سيما في مصر والشام وبلاد المغرب. بنيت على منواله المآذن الأولى في العمارة الإسلامية، ولا سيما في مصر والشام وبلاد المغرب.

    وكانت المآذن في العصر الإسلامي الأول مربعة القطاع حتى الشرفة الأولى، ثم تستمر كذلك مربعة أو على شكل ثمانيّ الأضلاع، ويلي ذلك شكل مثمَّن أو دائري وتنتهي بقبة صغيرة.

    أما مآذن العصر الذهبي في الإسلام فكانت تقام على قاعدة مربعة ترتفع قليلاً أعلى سقف المسجد، وبعد ذلك تتحول على شكل ثمانيّ الأضلاع إلى الشرفة الأولى، وكان يُحَلِّي كل ضلع من هذه الأضلاع الثمانية قبلة صغيرة مزودة بأعمدة لها نهاية مثلثة الشكل.

    أما مآذن الدولة العثمانية، فكانت من النوع المخروطي على شكل القلم pencil point، وهي دائرية القطاع بكامل ارتفاعها، وتنتهي بشكل مخروطي. وغالبًا ما تكون لها شرفة واحدة أستعيض فيها عن البرامق الحجرية بحواجز من الخشب.


    [imgl]http://farm3.static.flickr.com/2402/2033625512_cb20fe5de8_o.jpg[/imgl]2 - العقـود:

    عرفت العمارة الإسلامية أنواعاً مختلفة من العقود، وكان كل بلد يفضل بعض هذه العقود على البعض الآخر. ومن العقود التي استعملت في العمارة الإسلامية بوجه عام ما يأتي:

    أولاً: عِقد على شكل حدوة الحصان، وهو عقد يرتفع مركزه عن رجلي العقد، ويتألف من قطاع دائري أكبر من نصف دائرة.

    ثانياً: العقد المخموس، وهو يتألف من قوس ودائرتين وهو مدبب الشكل.

    ثالثاً: العقد ذو الفصوص، استعمل خصوصاً في بلاد المغرب ويتألف من سلسلة عقود صغيرة.

    رابعاً: العقد المزين باطنه بالمقرنصات، شاع استعماله في الأندلس ولا سيما قصر الحمراء وبلاد المغرب.

    خامساً: العقد المدبب المرتفع، استعمل بكثرة في إيران ونجد منه أمثلة في مسجد الشام واستعمل أيضًا في مساجد مصر.


    3 - الحليات والزخارف والمقرنصات:

    هي حليات معمارية تشبه خلايا النحل، استعملت في المساجد في طبقات مرسومة وتستعمل في الزخرفة المعمارية أو بالتدريج من شكل إلى آخر وخصوصاً من السطح المربع إلى السطح الدائري الذي تقوم عليه القباب. وقد ظهرت المقرنصات في القرن الحادي عشر، ثم أقبل المسلمون على استعمالها استعمالاً عظيماً حتى صارت من مميزات العمارة الإسلامية في واجهات المساجد والمساكن وتحت القباب وفي تيجان الأعمدة وفي الأسقف الخشبية اختلفت أشكالها باختلاف الزمان والمكان.


    4 - الأعمدة والتيجان:

    استعملت في البداية أعمدة كانت تنقل من المعابد والكنائس والعمائر المزينة، ثم اكتسبت العمارة الإسلامية أعمدة وتيجان مبتكرة سميت أعمدة ذات البدن الأسطواني وذات المضلع تضليع حلزوني، وذات البدن المثمن الشكل.

    وكانت الأعمدة في بعض الأحيان تؤخذ من مباني بعض أطلال الأبنية الرومانية القديمة أو البيزنطية القديمة لاستعمالها في باكيات المساجد، ومن الطبيعي كان تأثير هذه الأنواع من الأعمدة غريباً في مجموعه.

    أما الأعمدة التي ابتدعها فنانو العرب والصناع المهرة في العمارة الإسلامية، فكانت تتميز بأشكال حلياتها الشرقية العربية الأصيلة، كانت تمتاز بالبساطة، رفيعة، نسبة ارتفاعها 12 مرة للقطر، لها تيجان جميلة ذات رقبة طويلة وصفحة مربعة مشغولة بالمقرنصات، مع أشغال الأرابسك التي تركز فوقها العقود العربية.


    5 - القباب:

    أخذ الفن الإسلامي في بناء القباب عن الساسانيين والأقباط والبيزنطيين، وأقبلوا على استعمالها في الأضرحة حتى أطلقت جزءاً على الكل وصارت كلمة قبة اسماً للضريح كله، وقد انتشرت في العالم الإسلامي أنواع مختلفة من القباب، ولعل أجمل القباب الإسلامية هي الموجودة في مصر وسوريا ويرجع أقدمها إلى العصر الفاطمي.

    وقد كانت القباب في العهد الأول حتى نهاية القرن الحادي عشر الميلادي صغيرة، واقتصر استعمالها لتغطية الأمكنة أمام المحراب، ثم انتشر استعمالها للأضرحة، واستعين في أول الأمر لهذا بعمل عقود زاوية لتيسير الانتقال من المربع إلى المثمن، ولما أن تعددت مثل هذه العقود وصغرت ونظمت في صفوف، نشأت الدلايات المقرنصة التي انتشر استعمالها في جميع القباب في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي.

    ومن الجدير بالذكر أن للزخارف في العمارة الإسلامية حلاوة ينعم بها دون غيرها من زخارف الطرز الأخرى، كما تنفرد بمشروع كامل لدراسة الألوان، وتتميز بالبساطة التامة في التصميم، حيث كانت العمارة الإسلامية أكثر العمارات حياة وأشدها بهجة وأعظمها خلوداً.
    [/align]


    منقول
    يا نسيم الدرة
    والله انك فعلا نسيم درتنا الحبيبة

    ومبروك انتقالكم الى جامعة الملك سعود بالرياض
    شكلكم كملتوا الشلة ،، وفنانات في البحث ،، الله يوفقكم

    عقبال مزون وصفية ،، اما انا شكلي متنحة هنا في تهامة عسير

    موضوعك

    العمارة والفنون الإسلامية

    والله قمة في الابداع

    ولكن ياليت لو تخصصين زيه للدرة

    وانا علومي من شكسبير وادرس انجليزي (بالقاف المصرية) !

    تقبلي مروري

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 61 (0 من الأعضاء و 61 زائر)

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا