بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

التسرب النفطي قد يكلف بي بي ما هو أخطر من الخسارة المالية

(الفرنسية-أرشيف)

تبحث شركة بي بي النفطية البريطانية (بريتش بتروليوم سابقا) خيارات لاحتواء قلق واشنطن من الكلفة المتصاعدة للتسرب النفطي في خليج المكسيك, من بينها إيداع عدة مليارات من الدولارات في صندوق خاص وفق ما قالت صحيفة ذي تايمز الأحد.

وقالت الصحيفة البريطانية إن الصندوق من بين خيارات سيبحثها مجلس إدارة الشركة التي تسعى منذ نحو شهرين إلى السيطرة على تسرب نفطي نتج عن انفجار حفار تابع لها بخليج المكسيك في أبريل/ نيسان الماضي.

وستبحث إدارة بي بي إنشاء الصندوق في خطوة تهدف –وفقا لليومية البريطانية- إلى تهدئة قلق الإدارة الأميركية من ارتفاع كلفة مكافحة التسرب النفطي الذي تضررت منه حتى الآن ولايات فلوريدا وألاباما وميسيسيبي.

وذكرت تقديرات في الآونة الأخيرة أن كلفة مواجهة البقعة النفطية المنتشرة في خليج المكسيك بلغت مليار دولار.

ويأتي الاجتماع, الذي قد يتخذ خلاله قرار بشأن الصندوق الخاص, قبل يومين من اجتماع مقرر الأربعاء بين رئيس مجلس إدارة بي بي والرئيس الأميركي باراك أوباما.

وحسب ذي تايمز, فإن كبار مسؤولي بي بي يبحثون احتمال خفض التوزيعات النقدية كجزء من عرض تسوية لإدارة الرئيس باراك أوباما.

ونفى أوباما أمس خلال اتصال هاتفي برئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أن تكون تلك الانتقادات التي تتعرض لها بي بي تستهدفها لكونها بريطانية, أو أن الهدف منها التقليل من أهمية الشركة.

تبعات مالية

وباتت بي بي تفكر في خيار إيداع مليارات الدولارات في صندوق خاص، مع تزايد مطالبة سلطات الولايات المتضررة بمزيد من الأموال لتغطية الخسائر التي تكبدتها قطاعات اقتصادية حيوية في خليج المكسيك كالسياحة والصيد البحري.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أمس أن المدعي العام في فلوريدا بيل ماكولوم بعث برسالة إلى إدارة بي بي طلب منها 2.5 مليار لتغطية خسائر محتملة قد يكون اقتصاد الولاية تكبدها جراء البقعة النفطية الزاحفة.

وأعلنت الشركة البريطانية الخميس الماضي أنها ستدفع لكل واحدة من ولايات فلوريدا وألاباما وميسيسيبي -المطلة على خليج المكسيك- مبلغا إضافيا قدره 25 مليون دولار.

ونقلت ذي تايمز عن أحد مستشاري الشركة أن من شأن إنشاء صندوق تضع فيه بي بي مليارات الدولارات أن يجنبها التورط في نزاعات قانونية طويلة مثلما حدث في حالة التسرب من ناقلة لشركة إكسون موبيل عام 1989.

ولا تزال الشركة تواجه بعد عقدين من الزمن من ذلك التسرب مطالبات بالتعويض في المحاكم الأميركية.

وأشارت ذي تايمز إلى أن الشركة البريطانية عرضة للاستحواذ عليها من مستثمر أجنبي قد يكون إكسون موبيل أو شفرون الأميركيتين, بعد تراجع قيمة أسهم بي بي الشهرين الماضيين بنسبة 40%, وحجم أصولها إلى 73 مليار جنيه إسترليني (106 مليارات دولار).

لكنها نقلت عن مصادر بقطاع النفط الأميركي أن التقدم بعرض للاستحواذ على بي بي غير مرجح قبل أن يهدأ الجدل السياسي, وأيضا قبل السيطرة على التسرب النفطي المتوقع أن يحصل في أغسطس/ آب المقبل.

وقالت الصحيفة أيضا إنه في حال مضت إدارة أوباما باتجاه مقاضاة الشركة, فإن بي بي قد تُدفع حينئذ إلى طلب إشهار الإفلاس