دبي - باريسا حافظي / ماهر شميطلي (رويترز) - قالت إيران يوم الجمعة إن إلقاء الولايات المتحدة اللوم عليها بشأن هجمات على ناقلتي نفط عند مدخل الخليج أمر خاطئ ويبعث على القلق، وذلك بعد أن تسببت الحادثة في تأجيج المخاوف بشأن مواجهة جديدة في ممر شحن النفط الحيوي.



ونشرت واشنطن مقطع فيديو تقول إنه يظهر أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراء هجمات يوم الخميس التي استهدفت الناقلة فرنت ألتير النرويجية، ما تسبب في اندلاع النيران فيها، والناقلة اليابانية كوكوكا كاريدجس.

وتُركت الناقلتان تتقاذفهما أمواج خليج عُمان يوم الجمعة بعد أن جرى إجلاء طاقميها في أعقاب الهجمات التي تسببت في ارتفاع أسعار النفط.

وقالت الشركة المالكة لفرونت ألتير إنه جرى إخماد حريق كان يستعر على متن الناقلة التي كانت تحمل شحنة من لقيم النفتا والذي يستخدم في صناعة البتروكيماويات. وترك الحريق آثارا سوداء على هيكل السفينة.

ويمر عبر مضيق هرمز نحو خمس النفط المستهلك عالميا حيث تعبر من خلاله شحنات النفط من الدول المنتجة في الخليج، بما فيها السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم.

وقال الجيش الأمريكي إن مقطع فيديو بالأبيض والأسود التقطته مقاتلة أمريكية يظهر أفرادا من الحرس الثوري على متن أحد قوارب الدورية الخاصة بهم وهم يقتربون من كوكوكا كاريدجس بعد أن تعرضت الناقلتان لانفجارات ويزيلون لغما لاصقا لم ينفجر من هيكل السفينة.

وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الصحفيين أن ”حكومة الولايات المتحدة خلصت إلى تقييم هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسؤولة عن الهجمات التي وقعت في خليج عُمان“.

وأضاف أن هذا التقييم يستند إلى معلومات مخابرات ونوع الأسلحة المستخدمة ومستوى الخبرة اللازمة لتنفيذ هذه العملية والهجمات المشابهة التي وقعت في الآونة الأخيرة.


- دخان يتصاعد من ناقلة نفط تعرضت لهجوم في خليج عمان يوم الخميس - رويترز

وكانت واشنطن قد اتهمت طهران أو مجموعات تعمل بالوكالة لصالحها بالمسؤولية عن هجمات وقعت في 12 مايو أيار وتسببت في تعطل أربع ناقلات للنفط في ذات المنطقة. وقالت أيضا إن طهران مسؤولة عن هجمات بطائرات مسيرة في 14 مايو أيار على محطتين لضخ النفط في السعودية. ونفت إيران جميع هذه الاتهامات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي ”هذه الاتهامات تثير القلق“، مضيفا أن إلقاء اللوم على إيران بشأن هجمات الخميس كان أبسط وأنسب وسيلة لبومبيو وغيره من المسؤولين الأمريكيين“.

ونقلت الإذاعة الرسمية عن موسوي قوله ”نحن المسؤولون عن الحفاظ على أمن المضيق وقمنا بإنقاذ طاقم الناقلتين اللتين تعرضتا للهجوم في أقصر وقت ممكن“.



* دق طبول الحرب
وقالت إيران كذلك إن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة، مثل السعودية والإمارات غريمتي إيران بالمنطقة، ”تدق طبول الحرب“ من خلال توجيه تلك الاتهامات.

وفي تعليقات موجهة إلى إيران، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر ”وقف تصعيد الموقف الحالي يتطلب أفعالا تتسم بالحكمة وليس كلمات جوفاء“.

وحذر مسؤولون أمنيون من الولايات المتحدة وأوروبا وكذلك محللون في المنطقة من استباق النتائج، ما يترك المجال مفتوحا أمام احتمالية أن تكون مجموعة تعمل بالوكالة لصالح إيران أو جهة أخرى تماما هي المسؤولة عن تنفيذ هجمات الخميس.

وقال جون ألترمان المحلل في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية ”هناك دائما الاحتمال بأن يكون هناك من يحاول تحميل الإيرانيين المسؤولية“.

وأضاف ”لكن ثمة احتمالا أكبر أن تكون هذه (الهجمات) محاولة لتعزيز دبلوماسية إيران من خلال افتعال ما تبدو أنها مسألة ملحة دوليا لدفع الولايات المتحدة وإيران للحوار“.

وتصاعدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو أيار من العام الماضي من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران وقوى عالمية ويهدف لكبح طموحات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات.

ومنذ ذلك الحين، شددت واشنطن العقوبات على النظام الإيراني وسعت إلى دفع مشتري النفط من إيران إلى تقليص وارداتهم.

وانخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى نحو 400 ألف برميل يوميا في مايو أيار من 2.5 مليون برميل يوميا في أبريل نيسان العام الماضي.

وحذرت إيران مرارا من أنها قد تغلق مضيق هرمز إذا لم تتمكن من بيع نفطها بسبب العقوبات الأمريكية.