بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

«الزعيم» و«العميد» بحضرة الملك

عايض الحربي

يسدل الستار مساء اليوم على منافسات المسابقات السعودية في نهائي كبير يتوجه حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، في مشهد يسعد الرياضيون به في كل عام، وليس غريباً هذا الاحتفاء بقائد الأمة فهو الداعم الأول للمحافل الرياضية والشبابية، وسيكون فريقا الهلال والاتحاد الأكثر سعادة عندما يلعبان بحضرة الوالد القائد.

وصول الفريقين إلى هذا النهائي الكبير جاءا استحقاقاً، وانصافا لمشوار فريقين بطلين بكل حق، وتتويجاً لمسيرة فريقين ناجحين بكل المقاييس، فهما وبمشاركة الشباب نجحوا في البقاء في دائرة الأضواء التنافسية في السنوات العشر الماضية.

الهلال والاتحاد سيناريو يتكرر في كل عام مرة أو أكثر، وتحظى مباراتهما بتغطية إعلامية غير مسبوقة واصطفاف جماهيري لا ند حتى بات لقب الكلاسيكو لقبا جديرا بلقاءات الفريقين في كل مرة.

الهلال اثبت أنه الرقم الصعب في نهائيات هذا الموسم فخطف اثنين منها وخسر الثالث بفريقه الأولمبي، ويمني نفسه أن يكون هذا النهائي تتويجا لعمل دؤوب ومستمر ومخلص شاركت فيه الأجهزة الفنية وعلى رأسهم المدرب جيريتس وإدارة الكرة بإشراف الخبير يوم أن كان لاعباً وحتى بعد أن تولى إدارة الكرة من على المقاعد، ومجلس رئاسة النادي برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد، وهما نجحا في هذا الموسم في تقديم فريق ذي مواصفات عالية وبقدرة تنافسية لا تقف عند حد.

الهلال قدم أجمل العروض هذا الموسم بلاعبين بمواصفات خاصة، الكل يتحدث عن غياب لاعب الوسط الروماني ميريل رادوي ومدى التأثير الذي سيحدثه هذا الغياب، لكن وقائع المباريات التي لعبها الهلال في الموسم أثبتت أن الهلال استعد جيداً لمثل هذه الظروف التي ربما تواجهه، بامتلاكه بدلاء يمكنهم سد الفراغ باقتدار.

وبمثل الكفاءة التي يؤدي بها الهلال يمكن القول إن الاتحاد هو أيضاً يؤدي بالكفاءة ذاتها، فالفريق يريد انقاذ موسمه الرياضي بتحقيق بطولة تساهم في إطفاء بعض الانتقادات التي تطال إدارة النادي المثالية بتواجد الدكتور خالد المرزوقي، ولاعبو الاتحاد وعلى رغم أن هدفهم المعلن هو الإطاحة بأفضل فرق الموسم إلا أن اللاعبين لديهم هدف آخر يتمثل في تعويض الخروج الباكر من دوري أبطال اسيا من دوره الأول في سابقة غريبة على أبناء "العميد".

ولا يستطيع لاعبو الاتحاد تجاوز التفكير برد الدين للهلاليين الذين ألحقوا بهم خسارة مستغربة أيضاً في الدوري الممتاز في جولته الأول بخماسية لم تشهدها نتائج الفريقين في السنوات الأخيرة. وعلى رغم أن الاتحاد فاز على الهلال في الدور الثاني من الدوري الممتاز في مباراة لم تكن تعني الكثير للهلال الذي طار باللقب قبل أن تقام تلك المباراة.

اليوم دعوة خاصة للجمهور بالتعامل مع خصوصية المباراة بالتعامل بمثالية قبل المباراة وأثنائها وحتى بعدها، والكرة أيضاً في ملعب اللاعبين فهم يتحملون المسؤولية بتقديم صورة حقيقة للتنافس الرياضي الذي ينبغي أن تكون عليه مباريات المنافسات السعودية، ويزداد عظم المسؤولية عندما تكون المباراة بحضرة القائد.

نحن موعودون بنهائي مثالي بين فريقين مثاليين، ونتمنى أن يكون هذا الختام بحجم الفريقين وجمهورهما وبطولاتهما، وبحجم المناسبة التي ينتظرها الرياضيون في كل عام.