بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

هل تحقق إيران حلم صدام حسين بضم الكويت إلى "دولة البصرة"؟

تسرى فى دوائر القرار فى الكويت مخاوف من نوايا إيرانية مبيتة ضد هذه الإمارة الصغيرة، وتقول مصادر محلية إن المؤشرات التى تتلقاها السلطات الكويتية مثيرة للشكوك، وتضيف أن هناك محاذير من أن تكون الكويت أول من يدفع ثمن التطورات الإقليمية، سواء إذا اتخذ الخلاف حول الملف النووى الإيرانى منحى خطيراً واقترب من المواجهة العسكرية، أو إذا سارت الأمور فى العراق باتجاه التقسيم، وتحول جنوبه إلى ولاية مستقلة مرتبطة بإيران، وعندها يتخوف الكويتيون من تجدد حلم صدام حسين بابتلاع الكويت، ولكن تحت العباءة الإيرانية هذه المرة .

وحسب المصادر الكويتية، فإن الكويت تعيش حالياً تحت وطأة الهاجس الأمنى، واستنفرت القوى الأمنية فى مطار الكويت لتشديد الرقابة والتفتيش على الطائرة المغادرة والقادمة ولا سيما من العراق ودول الجوار، ويأتى هذا الإجراء على خلفية معلومات عن التهديد باختطاف طائرات لتفجيرها فى العراق أو إيران، ويترافق ذلك مع رقابة مشددة فى المحطات الخارجية أيضاً التابعة لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية على أسماء المسافرين على متن طائرات الخطوط الجوية الكويتية أو الخليجية، خاصة الأجانب من أصول عربية .

والتهديدات باختطاف طائرات كويتية تزامنت مع تهديدات أخرى كشفت عنها "المنظمة السنية الأحوازية"، وتتمثل فى قيام الحرس الثورى الإيرانى بتجهيز وحدة انتحارية تسمى "استشهاديون" مهمتها استهداف عدد من المنشآت الاقتصادية والعسكرية فى الخليج العربى، بالإضافة إلى القيام بعمليات ضد شخصيات سياسية وعسكرية خليجية نافذة.. وقالت المنظمة: إن عناصر تلك الوحدة الذين نشرتهم إيران فى دول خليجية، تلقوا تدريبات فى معسكرات الحرس الثورى فى "الحميدية" و"الخفاجية".. وأضافت: أن المجندين فى وحدة "استشهاديون" يتم تسهيل دخولهم إلى دول الخليج العربى عبر إصدار جوازات سفر دبلوماسية أو إرسالهم فى هيئة رجال أعمال إيرانيين .

وقال المصدر: إن المخطط بدأ فى العام 2004 بعد تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران وخشية الأخيرة من ضربة عسكرية محتملة، وبدأ العمل فى تلك الوحدة بخمسين انتحارياً، وكثفت تلك الوحدة عملها فى صيف ،2009 حيث تم توظيف عدد كبير من المتطوعين مقابل إغراءات مالية كبيرة لذويهم، ومن بين هؤلاء المتطوعين عدد من المحكوم عليهم بالإعدام فى قضايا إجرام وقتل .

وحول طرق تجنيد عناصر تلك الوحدة أفاد المصدر أن عملية التجنيد عادة ما تحدث فى المؤسسات الدينية والجامعات والمدارس، حيث يتم استقطاب عدد من الشباب الإيرانى المتطرف أو عناصر غير إيرانية مثل الحوثيين، والصدريين، ومنتسبى حزب الدعوة، والمجلس الإسلامى الأعلى العراقى .

وأشار المصدر إلى أن الانتحاريين فى تلك الوحدة تلقوا دورات فى كيفية صنع المتفجرات باستخدام مادة "السى فور" شديدة الانفجار وصنع الأحزمة الناسفة وتفخيخ المركبات والأبنية، ويتم تكليفهم أيضاً بالتواصل مع العناصر الإيرانية الموثوقة فى العراق والخليج العربى .

صواريخ إيران موجهة لدول الخليج

وكان تقرير أمنى قد كشف عن مخطط "المهدوية الإيرانية" لنشر صواريخ موجهة إلى أهداف فى دول الخليج، ومنها الكويت، وقال المصدر إنه جرت عملية تعديل لصواريخ "إس إس 4" روسية الصنع فى مجمع كلاه دوز الصناعى العسكرى القريب من مدينة كرج، كما جمعت قبل عدة أشهر فقط رؤوس معدلة لبعض هذه الصواريخ فى مجمع آغاجارى القريب من مدينة بهبهان الأحوازية زودت بشحنات من القنابل الانشطارية وغازات "السارين" و"الخردل" و"السيانيد" من ترسانتها المقدرة بآلاف عدة من الأطنان منها .

وكشف المصدر مواقع الصواريخ الإيرانية الموجهة إلى دول الخليج على النحو التالى :

ـ عشرات المنصات المتحركة نصبت قريباً من مفاعل دور خوين النووى على مقربة من مدينة الفلاحية الأحوازية وبعض هذه المنصات هى للتمويه فقط .
ـ معلومات أكيدة عن نشر إيران لصواريخ مزودة برؤوس كيماوية على منصات متحركة فى منطقة التميمية الساحلية .
ـ نشرت القاعدة العسكرية للحرس الثورى الإيرانية فى جزيرة خارك الأحوازية بعض الصواريخ الموجهة لأهداف دقيقة فى الخليج العربى .
ـ نشر الحرس الثورى الإيرانى عدداً كبيراً من الصواريخ على منصات ثابتة فى أماكن حصينة على مقربة من جبل قنو شمالى مدينة ميناء عباس الأحوازية .
ـ صواريخ أخرى نصبت فى أماكن حصينة على مقربة من منطقة الحمولة بين جبال الخور الضيق و"هو" شرقى ميناء السيراف "طاهرى" الأحوازى .

"حزب الله" الكويتى

وبينما تمارس طهران ضغوطاً على الكويت من مختلف الاتجاهات، ومنها استدعاء صحفيين إلى السفارة الإيرانية فى الكويت، وكشف أحد الصحفيين عن أن السفير استخدم عبارة "نوابنا فى المجلس" عند الحديث عن النواب الشيعة، ومنها التشكيك الإيرانى بملكية الكويت لحقل الدرة المكتشف حديثاً الذى يضم احتياطياً كبيراً من الغاز الطبيعى، حيث تدعى إيران أن اسمه حقل "آرش" وأنه يقع ضمن الحدود المائية لإيران، فإن معلومات جديدة تسربت من مصادر أمنية حول مخططات لـ "حزب الله" الكويتى، وقال المصدر: إن حزب الله الكويتى يسير حالياً فى اتجاهين متوازيين بهدف تعزيز دور الحزب فى الكويت، وتثبيت أقدامه سياسياً، على غرار مسيرة حزب الله اللبنانى وتعزيز دوره فى لبنان، مؤكداً التواصل بين الحزبين الكويتى واللبنانى على تبعية الشق الكويتى من الحزب للحزب اللبنانى .

وقال المصدر إنه ومن واقع رصد ما يجرى على الساحة حالياً، يلاحظ وجود خطة واضحة من اتجاهين، الأول العمل على رفع القيود الأمنية وعمليات التدقيق التى تتم على مواطنى أربع دول يحظى حزب الله بانتشار ونفوذ قوى فيها، أما الاتجاه الثانى فهو الضلوع فى مخطط مدروس طويل المدى يقوم على انتهاز الفرص أو حتى خلقها لتمزيق النسيج الاجتماعى فى الكويت بشكل يهيئ الساحة لمزيد من الجموع المستعدة للانخراط تحت الراية الصفراء .

ولاحظ المصدر الأمنى أن الحزب يسير على مخطط يستهدف تثبيت الأقدام بخطى ثابتة شيئاً فشيئاً فى الكويت من الجانب السياسى والسيطرة على القرار، أما الجانب العسكرى حالياً فلا يمكن المضى فيه بشكل مشابه للحالة اللبنانية أو الإيرانية لاختلاف جذرى فى الظروف والمعطيات، لكن الحزب لن يكون فى كل الأحوال محروماً من العناصر المسلحة والقادرة عسكرياً .

وتقوم الجهات الأمنية فى الكويت بعمليات تدقيق إضافية على دخول مواطنى ثمانى دول، لكن عناصر حزب الله الكويتى تعمل بشكل منظم وعبر استخدام عناصر سياسية وإعلامية لرفع القيود المفروضة من أمن الدولة على دخول وخروج وتحركات مواطنى إيران ولبنان وسورية والعراق .

وربط المصدر تصاعد الاتهامات السياسية والإعلامية ضد الأجهزة الأمنية واتهامها بالطائفية والتمييز وهذا المخطط المدروس أملاً فى إجبار الأجهزة الأمنية أو القرار السياسى على التراجع عن هذا المنهج، وبالتالى السماح لتغلغل المزيد من عناصر حزب الله إلى الكويت .

مستقبل مخيف

وتقول المصادر إن هذه المعطيات عن نوايا إيران تجاه الكويت، والخليج عموماً، تثير مخاوف مضاعفة، ويقول الكويتيون إن إمارتهم ستكون الأكثر تأثراً بما سيجرى فى العراق، ويشيرون إلى تزامن المخطط الموجه للكويت مع توقعات بشأن العراق، ويشيرون إلى أنه إذا ما تطورت الأحداث فى العراق باتجاه التقسيم، فإن العناصر المرتبطة بإيران فى الكويت، ستكون مهيأة للتحرك فى الشارع، للسيطرة على الإمارة، وفى مرحلة لاحقة ضمها إلى الدويلة الناشئة فى جنوب العراق، وبهذا يكون حلم صدام حسين قد تحقق، ولكن على يد إيران هذه المرة .



الكويت : جاسم الشمالى (الوطن العربي)