سيدني وكالات : مبتعثة سعودية في أستراليا، الأسبوع الماضي، قدّمت العرض الأول لأطروحة الدكتوراه الخاصة بها تحت عنوان "التراث.. حمايته والحكومة الرشيدة". تناولت فيها جهود الحكومة لتسجيل أكبر عددٍ منها بقائمة "اليونسكو"

xMacquarie_University_logo.png

وتناول عرض المبتعثة ضمنا الزهراني، دراسة تحليلية لنظام حماية المواقع الأثرية بالمملكة، والجهود التي تبذلها الحكومة لتسجيل أكبر عددٍ ممكنٍ من المواقع الأثرية فيها بقائمة التراث العالمي بمنظمة "اليونسكو"، وذلك للبُعد التاريخي لهذه الأرض والإنجازات التي حققتها السعودية منذ عام 2006 بتسجيل مدينة جدة التاريخية في القائمة المبدئية للتراث العالمي، ودخول مدائن صالح عام 2008 للقائمة الرسمية للتراث العالمي بمنظمة "اليونسكو"، والجهود التي بُذلت من قِبل الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي تكللت بتسجيل حي طريف بالدرعية في قائمة التراث العالمي 2010م.



وأشارت الباحثة الزهراني والحاصلة على ماجستير في القانون البيئي الدولي، والتي تقوم حالياً بتحضير الدكتوراه في قانون حماية الآثار بجامعة مكواري بسيدني، إلى أن اختيارها للموضوع يعود للحاجة الماسة لحماية التراث السعودي وتعريف العالم بالقيمة التاريخية لتلك البقعة من الأرض. وتعتبر الدراسة الأولى في مجال نظام حماية الآثار من منظورٍ دولي بيئي.

ولقي العرض إقبال عددٍ كبيرٍ من المختصين في القانون الدولي ونظام حماية الآثار بأستراليا، وذلك باعتبارها المرة الأولى التي يُطرح فيها مثل هذا الموضوع لدولة كالسعودية لا يعرف البعض عنها الا القليل. وستقوم الباحثة بزيارةٍ ميدانيةٍ للمواقع الاثرية بالمملكة والمتاحف بالسعودية للوقوف على آلية تطبيق القانون، وكذلك القيام بعمل استبيانٍ لأصحاب القرار في الهيئة العامة لسياحة والآثار ومعرفة التحديات التي تواجههم والخطط المستقبلية لديهم.

وأشارت المشرفة على البحث الدكتورة إريكا تيكيرا والمتخصّصة في القانون البيئي الدولي ونظام حماية الآثار، إلى أن الدراسة المعنية تعتبر الدراسة التحليلية الأولى في مجال نظام حماية الآثار بالمملكة العربية السعودية، وأن الاستفادة من التجربة الأسترالية ستكون وجهة جديدة باعتبار أن السعودية من الدول السباقة في الانضمام إلى معاهدات التراث العالمي 1971 وتوقيعها للمعاهدة عام 1978م، ودعمها الدائم لليونسكو دليلٌ على هذا الاهتمام الملاحظ محلياً ودولياً.

وتم قبول أول ورقة علمية للباحثة في المؤتمر الدولي الثالث للتراث والتنمية المستدامة والذي سيُعقد السنة المقبلة في شهر يونيو بمدينة أوبورتو البرتغالية والذي ستغطي وزارة التعليم العالي كامل تكاليف الرحلة للباحثة كأحد الحوافز المقدمة للمبتعثين لتمثل المملكة في المحافل الدولية والاستفادة من الخبرات الدولية.



وستبحث الورقة العلمية في النظام القانوني لحماية التراث السعودي والتعديلات التي أدخلت عليه والتحديات البيئية التي تواجه تلك المعالم والجهود المبذولة من قِبل الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وتقوم الباحثة أيضاً بالترتيب مع متحف الثقافات القديمة بجامعة مكواري لتأسيس ركنٍ دائمٍ خاص بالتراث السعودي، وذلك بالتنسيق مع السيد كارل رئيس متحف جامعة مكواري، والذي اعتاد زيارة الشرق الأوسط لجمع قطعٍ تراثيةٍ عربية والاحتفاظ بها في متحف الجامعة.

وكان المتحف قد رحب بهذه الفكرة التي ستكون مقصد عشاق التراث من جميع خلفيات المجتمع الأسترالي.