المنامة (الأيام) : يعد تناول الحامل لحمض الفوليك مهمًا جدًا؛ وذلك لحماية الجنين من الإصابة ببعض العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي بنسبة 50%، مثل الشق الشوكي، وهو تشوه خلقي يتعطل فيه نمو بعض الفقرات، مما يؤدي إلى بروز النخاع الشوكي.



وكذلك له دوره في حماية الجنين من الإصابة بعيب خلقي يعرف باسم الشفة المشقوقة، ومنع ولادة جنين بوزن أقل من المعدل الطبيعي، وحمايته من ضعف النمو داخل الرحم، كما له دوره البالغ في مكافحة الإجهاض.

كما أثبت فاعليته في منع التعرض إلى الولادة المبكرة، وبعض مضاعفات الحمل، مثل: الزهايمر، أو أمراض القلب، أو السكتة الدماغية ومنع الإصابة بفقر الدم، إضافة إلى منع الحامل من الإصابة بالعصبية والاكتئاب، وسد احتياجات الحامل وطفلها خلال فترة الحمل، وأخيرًا منع الإصابة بحالة مرضية تعرف باسم انعدام الدماغ، إذ لا يكتمل فيها نمو أجزاء كبيرة من الدماغ.


حمض الفوليك .. أهميته ومصادره ومخاطر نقصه
(كل يوم معلومة طبية) : حمض الفوليك هو فيتامين بي معقّد – فيتامين بي 9 – يستخدمه الجسم لإنتاج خلايا الدمّ الحمراء. هذه الفيتامينات المعقّدة ضرورية لأيض البروتين و الدهون بشكل صحيح، و تساعد في حماية الجهاز الهضمي، الجلد، الشعر، الجهاز العصبي، العضلات، وأنسجة أخرى في الجسم.



فوائد حمض الفوليك للجسم يساعد حمض الفوليك في إنتاج آر إن أي RNA و دي إن أي DNA (الحمض النووي)، و هو ضروري في فترات النمو السريع مثل الحمل، المراهقة، و الطفولة.

بمساندة فيتامين بي 12، يساعد حمض الفوليك على السيطرة على إنتاج خلايا الدمّ الحمراء ويساعد على توزيع الحديد بشكل صحيح في الجسم، ونقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم.

مصادر حمض الفوليك
يمكن أن يتواجد بمستويات عالية في بعض الخضروات و الأطعمة مثل الكبدة – الفاكهة – الخضراوات الو رقية – الخميرة -البازلاء و الفاصوليا الجافة ، الكثير من الناس لا يتناولون كفايتهم من هذه الأطعمة والخضروات للحصول على الكميات الضرورية لحمض الفوليك، مما يؤدي إلى نقصه في الجسم.

المصابون بمرض سيلياك: و مدمنو الخمور، أو المصابون بمرض تهيّج الأمعاء ، هم في خطر مرتفع في حالة نقص حمض الفوليك، الأمر الذي يمكن أن يمهّد الطريق لمشاكل صحية أخرى عديدة.

الحمل وحمض الفوليك
نقص حمض الفوليك أثناء الحمل يسبب خطورة على الأم والجنين، حيث يستهلك الجنين مخزون الأم من حمض الفوليك، و وجود كمية كافية من حمض الفوليك في جسم المرأة قبل الحمل، يمكن أن يساعد على منع التشوهات الخلقية الرئيسية التي تصيب دماغ الطفل الرضيع وعموده الفقري. هذه التشوهات الخلقية تدعى عيوب الإنبوب العصبية أو neural tube defects” NTDs”. تحتاج النساء لتناول حمض الفوليك كل يوم، و حتى في الفترة التي تسبق الحمل، للمساعدة على منع هذا التشوه من الحدوث.

القلب وحمض الفوليك
يساعد حمض الفوليك أيضا على السيطرة على مستويات الأحماض الأمينية في الدمّ . لأن ارتفاع هذه الأحماض في الدم يمكن أن يؤدّي إلى الأمراض المختلفة مثل أمراض القلب. و بعض أنواع فيتامينات بي، و منها حمض الفوليك، تعمل بالتنسيق مع الإنزيمات لتخفيض مستويات الأحماض الأمينية. ولقد تم ربط أمراض مثل مرض الشريان التاجي و أمراض الأوعية الدموية الطرفية بنقص هذا الحمض.

استخدامات حمض الفوليك العلاجية
يستخدم حمض الفوليك لعلاج الحالات التالية:
منع عيوب الولادة
الاكتئاب
التهاب اللثّة (غسول فقط)
تركيز الأحماض الأمينية العالي (بجانب فيتامين بي 6 وفيتامين بي 12)
مسح عنق الرحم (إستثنائيا)
دعم بعد الحمل و الولادة
داء الفصام

نقص فيتامين ب 9 (حمض الفوليك)
معظم الناس لا يتناولون الكمية الضرورية من حمض الفوليك. وغالبا يُكتشف ارتفاع في مستويات الأحماض الأمينية لأولئك المصابين بأمراض القلب. عدد ضخم من سكان البلدان الغربية تظهر عليهم أعراض نقص حمض الفوليك الطفيفة ، ومن المرجح أنّه يمكن إنقاذ 13,500 حالة وفاة بسبب أمراض الأوعية القلبية سنويا، و ذلك بزيادة إستهلاك كمية حمض الفوليك.

يلعب حمض الفوليك دور مهم في عملية بناء الخلايا، ومن مضاعفات نقص هذا الحمض التسبب بنوع من أنواع فقر الدم و يعرف باسم فقر الدم كبير الخلايا الأرومية (Megaloblastic Anemia).

في أغلب الأحيان نجد لدى الأشخاص الذين يستعملون حبوب منع الحمل أو المصابين باضطرابات سوء الامتصاص، أو أمراض الكبد، أو مدمنو الخمور نقص في حمض الفوليك.

يصاب بهذا النقص عموما، المسنون الذين يعانون من فقدان السمع، فمفعول حمض الفوليك يمكن أن يتأثر ببعض الأدوية مثل معدّلات الحموضة ، تريامتيرين، مضادات الاختلاج، سيميتدين، الأدوية المضاضة للسرطان.

الجرعة الضرورية من حمض الفوليك يجب أن تؤخذ 400 مللي من حمض الفوليك يوميا من قبَل النساء الحوامل أو أولئك اللاتي يخططن للحمل لتجنب مخاطر تشوهات الولادة. يوصي الأطباء بهذه الجرعات أحيانا لتخفيض مخاطر أمراض القلب.

هيئة الغذاء والدواء FDA تشترط تزويد الحبوب الغذائية بحمض الفوليك، فالناس الذين يأكلون الحبوب الغذائية بانتظام بحاجة فقط لتناول 100 مللي من حمض الفوليك كلّ يوم. على أية حال، هذا المستوى المنخفض في أغلب الأحيان لا يبقي مستويات عالية من حمض الفوليك في الجسم. النساء الحوامل يجب أن يحصلن على 300-400 مللي يوميا لمنع نقص هذا الحمض.

نقص حمض الفوليك ومتلازمة داون
كشفت دراسة، هي الأولى من نوعها في مصر، أجريت على أمهات الأطفال المصابين بمتلازمة داون باستخدام الهندسة الوراثية، أن قلة تناول الأم الحامل للأغذية المحتوية على حمض الفوليك ـ متوافر في البقوليات ـ أدى إلى زيادة نسبة الخلل في الانقسام الكرموزومي، الأمر الذي أدى إلى زيادة فرص إنجاب طفل داون.

ويقول رئيس المركز القومي للبحوث الدكتور هاني الناظر لـ«الشرق الأوسط» أن طفل متلازمة «داون» يتميز بكبر حجم الرأس والتأخر العقلي، ويمثل مشكلة لدى العديد من الأسر، وأنه من خلال رسالة ماجستير بقسم بحوث الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالمركز، أمكن التوصل إلى نتائج مهمة للغاية من خلال دراسة العوامل التي تؤدي إلى زيادة نسبة إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون من الأمهات الصغيرات السن.

وأثبتت الدراسة عدم وجود طفرة في جين معين من الحمض النووي المستخرج من عينات الدم للأمهات، وأن هذه الطفرة لا تمثل عاملا مهما لزيادة نسبة إنجاب طفل داون في الامهات ، ولكن الشيء المهم الذي توصلت إليه الدراسة أن كمية حمض الفوليك الذي تناولته الأمهات كان أقل من الكمية المطلوبة ، وذلك عند مقارنتها بالعينة الضابطة احصائيا، مؤكدا أن الدراسة أوصت بضرورة تغيير العادات الغذائية عند الأمهات الحوامل والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة والاهتمام بتناول الخضروات الورقية والبقوليات وحمض الفوليك مع المتابعة الدقيقة لدى متخصص أمراض نساء وولادة.

الوقاية من سرطان الحنجرة
أفادت دراسة طبية بأن حمض الفوليك قد يقي من الإصابة بسرطان الحنجرة. وابيضاض الحنجرة مشكلة تظهر على صورة رقع في أغشية مخاطية للفم أو الحلق وقد تحتوي على خلايا قبل سرطانية.

وقال باحثون إيطاليون أنهم توصلوا إلى نتائج مشجعة من دراسة اُستخدمت فيها مكملات حمض الفوليك كعلاج لمتاعب بالحنجرة قد تتطور إلى الإصابة بالسرطان. وذكروا أن 31 من 43 مريضا بابيضاض الحنجرة انخفض لديهم إلى 50 بالمائة حجم الرقعة بعد ستة أشهر من العلاج بحمض الفوليك، وأُعطى كل مريض خمسة مليجرام كل ثماني ساعات. و أشار فريق البحث إلى أن دراسات سابقة أظهرت أن مرضى تم تشخيص إصابتهم بسرطان في الرأس أو العنق أو ابيضاض الحنجرة كانت معدلات حمض الفوليك في دمهم أقل من الطبيعي.

أسئلة و أجوبة
ما هو حمض الفوليك؟
هو أحد أنواع فيتامين ب العديدة و يسمى ب 9، وهو فيتامين مهم جداً وضروري لانقسام و تكاثر الجنين عند تكون الأعضاء في الأيام الأولى للحمل ومن أهمها تكون خلايا الجهاز العصبي المركزي. ويوجد في معظم الأطعمة خاصة الخضراوات الفواكه و منتجات الحبوب و اللحوم و العدس و الفول و البندق. وحيث أنه من فئة الفيتامينات الذائبة في الماء فإن الفائض منه يخرج مع البول و لذلك فهو فيتامين آمن.

هل يحمي هذا الحمض من التشوهات الخلقية؟
ثبت عملياً و بشكل قاطع و فى أكثر من بحث طبي أن المرأة التي تتناول حمض الفوليك قبل الحمل ينقُص احتمال إصابة جنينها بتشوهات الحبل الشوكي (كـ الصلب المشقوق و غياب الدماغ) بنسبة 50 إلى 75 في المائة.

هل لحمض الفوليك أضرار؟
ليس له أي أضرار ، و لكن ينصح بعدم تناول أكثر من اللازم لمن لديهم نقص فيتامين ب 2.

متى يؤخذ حمض الفوليك؟
يتم تناوله قبل الحمل بما لا يقل عن شهر واحد يومياً إلى نهاية الشهر الأول من الحمل و يفضل الاستمرار إلى نهاية الشهر الثالث للحمل للاحتياط. وبما أن هناك حالات حمل بدون تخطيط مسبق قد تصل إلى 50 % فإنه يُنصح بتناوله بمجرد وقف طرق منع الحمل الأكثر فعالية مثل اللولب وحبوب منع الحمل.

هل هناك فوائد أخرى لحمض الفوليك؟
نعم ، حمض الفوليك قد يقلل الإصابة بالتشوهات الخلقية للجنين في الأعضاء الأخرى مثل تشوهات القلب ، الكلى ، و الشفاه و الحلق المشقوق. كما أنه يلعب دوراً هاما جداً في إنتاج كريات الدم الحمراء و رفع الهيموجلوبين.

وفي السنوات الأخيرة هناك دراسات طبية أظهرت أن حمض الفوليك قد يساعد على منع أمراض القلب والشرايين التاجية وقد يمنع السكتة الدماغية. وهناك بعض المؤشرات تدل على أنه قد يقي من بعض أنواع السرطان مثل سرطان القولون و سرطان عنق الرحم.