لمدينة المنورة (واس) : كثّفت الجهات الأمنية والخدمية والقطاعات المعنية بخدمة الحجاج بالمدينة المنورة خدماتها الإشرافية والميدانية لخدمة ضيوف الرحمن زوار المسجد النبوي الشريف, واستقبال الحجاج القادمين عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة، ومحطات استقبال حجاج البر، وميناء ينبع التجاري، حيث وصل إلى المدينة المنورة حتى أمس أكثر من 750 ألف حاج، فيما تجري عملية تفويج ضيوف الرحمن المتجهين إلى المشاعر المقدسة بمكة المكرمة عبر ميقات ذي الحليفة، بمتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس لجنة الحج بالمنطقة، وفق خطة شاملة تركّز على انسيابية انتقال الحجاج من أماكن سكنهم عبر الحافلات، ووصولهم إلى الميقات ثم مغادرتهم إلى مكة المكرمة.



فيما يختص بالجانب الأمني، تشارك جميع أفرع الأمن العام، في تنفيذ خطتها لموسم الحج الأول وإنجاز المهام الموكلة لكل قطاع بما في ذلك الدوريات الأمنية، وقوات الطوارئ والمرور، وأمن طرق، حيث يتم تأمين جميع المواقع بما في ذلك الميقات، ومناطق ومحطات وصول واستقبال حجاج البر أو الجو، وتفويجهم، حيث تشارك الأجهزة الأمنية بالمدينة المنورة بشكل مباشر في استقبال الحجاج بمحطة استقبال حجاج البر، وتفويجهم إلى مساكنهم مباشرة وخلال فترة وجيزة، كما تقوم جميع القطاعات والإدارات الأمنية بدورها بالتنسيق والتعاون فيما بينها وفقاً لدور واختصاصات كل جهة.

وتشارك قوة أمن الحرم النبوي في حفظ الأمن في ساحات المسجد النبوي، وتنظيم الدخول والخروج عبر مداخل ومخارج المسجد النبوي على مدار الـ 24 ساعة، وتنظيم حركة في المواجهة الشريفة في الروضة، وفي ساحات المسجد النبوي وأسطحه، بما يوفّر سلاسة وسهولة لحركة المصلين والزائرين، بالتنسيق مع وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف، بالإضافة للجهات الأخرى التي تقدم خدماتها في هذا الجانب.



كما استحدثت هذا العام، قوة أمنية في ميقات ذي الحليفة (آبار علي) بالإضافة إلى مركز أمني ثابت جرى دعمه خلال موسم الحج، فيما تعمل الدوريات الأمنية على تنظيم الحركة المرورية في الميقات، والحفاظ على الجانب الأمني في ساحاته، كما استحدثت نقطة أمن بمنطقة سيد الشهداء، ودعمها لتقوم بمهامها في الحفاظ على الأمن في منطقة سيد الشهداء، ومحيط الجامع الكبير الذي أنشء حديثاً، إضافة إلى الجهود والمهام الأمنية التي تم تهيئتها في جوامع قباء والقبلتين والسبع المساجد وجميع الأماكن الدينية والتاريخية التي يرتادها الزوار لتسهيل حركة وصولهم إليها.

وتعمل وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي الشريف على خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم ما قبل الحج من خلال العناية بالمصلين والزائرين وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم بالمسجد، وتنظيم حركة دخول وخروج المصلين عبر أبواب المسجد النبوي وإلى الروضة الشريفة، وتكثيف خدمات التوجيه والإرشاد الديني للزوار والمصلين، وتنظيم الدروس العلمية، والاهتمام بأعمال الصيانة والنظافة والتشغيل، وتهيئة ساحات المسجد والسطح بوضع المفارش، وتوفير كميات كافية من ماء زمزم المبرّد للمصلين بجميع جوانب المسجد، كما تواصل وكالة شؤون المسجد النبوي للعام الخامس على التوالي تنفيذ حملتها التوعوية "خدمة الحاج والزائر شرف" لتوعية وتثقيف الحجاج وإرشادهم فيما يتعلق بأداء المناسك والعبادات عبر رسائل نصية لهواتفهم بمختلف اللغات.



وشهد مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة خلال الفترة الماضية من موسم ما قبل الحج كثافة في وصول الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، حيث استقبل المطار أكثر من 1700 رحلة حج تقلّ ما يزيد على 600 ألف حاج من مختلف الجنسيات والبلدان، كما يعمل المطار بوتيرة مماثلة في موسم ما بعد الحج، استعداداً لمغادرة ضيوف الرحمن إلى بلدانهم بعد أدائهم مناسك الحج - بمشيئة الله - بيسر وأمان.

ويعدّ أفراد الجوازات بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة أول مقدمي الخدمات لضيوف الرحمن من خلال تسهيل إنهاء إجراءات وصولهم وانتقالهم إلى مساكنهم، إذ تم تخصيص الأعداد الكافية من مكاتب الخدمة (كاونترات) لإنجاز إجراءات وصول الحاج في وقت وجيز عبر أنظمة آلية هيئت لتسريع وتيرة العمل، تبدأ بتحديد بيانات رحلة الحج والجنسية، واستقبال الحجاج في صالة القدوم وتسجيل معلومات الحاج، وفحصها وتدقيق بيانات التأشيرة.

ووفّرت كافة جهات الخدمة الميدانية بالمدينة المنورة خدماتها لضيوف الرحمن زوار مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم خلال موسم ما قبل الحج، إذ تواصل الإدارة العامة لخدمات المياه تقديم خدمات السقيا بضخّ المياه بصفة مستمرة إلى الحرم النبوي الشريف، والمنطقة المركزية المحيطة به، وأماكن سكن الحجاج والزوار، وتغطية احتياجات جميع أحياء المدينة المنورة من المياه بنظام المناوبات وفق الكثافة السكانية والعمرانية لكل حي، كما تنفّذ الفرق الرقابية التابعة لأمانة المدينة المنورة جولات ميدانية مستمرة على المنشآت الغذائية من المنشآت الغذائية والأسواق المركزية، خلال موسم ما قبل الحج، بهدف رفع المستوى الصحي للمنشآت وحفاظاً على صحة وسلامة المستهلكين والحجاج والزائرين بالمدينة المنورة.

وفي ذات السياق، يشرف فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة المدينة المنورة على تنفيذ أعمال الصيانة والنظافة والتشغيل في الجوامع الكبرى التي يرتادها الحجاج، ومتابعة وتفقد جميع متطلبات الجوامع والمساجد وصيانتها، وتوفير كميات المصاحف والفرش، وصيانة أجهزة التكييف والإضاءة والمياه، والقيام بجولات ميدانية لتفقد المساجد الموجودة على هذه الطرق التي يمرّ بها الحجاج والزوار في طريقهم من وإلى المدينة المنورة.

ويشارك 6000 كادر طبي وفني في تقديم الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية لضيوف الرحمن بالمدينة المنورة ضمن الخطة التشغيلية التي تنفّذها المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة لتوفير أفضل الإمكانيات الطبية والفنية لضيوف الرحمن القادمين لأداء فريضة الحج، وزوار المسجد النبوي الشريف.

وتضمنت خطة صحة المدينة اعتماد 10 مستشفيات مع تفقد جاهزية بقية المستشفيات لأي حالات طارئة، وتضمّ مستشفيات الأنصار، وأحد، والميقات، والملك فهد، ومستشفى المدينة للنساء والولادة والأطفال، ومستشفى مدينة الحجاج، والمستشفيات العامة في محافظات خيبر والحناكية والحمنة، بالإضافة إلى مركز أمراض وجراحة القلب، والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية 2028 سريراً خصص منها 1385 سريراً للتنويم، إضافة إلى 114 سريراً للعناية المركزة مع جاهزية 529 سريراً إضافياً خلال موسم حج هذا العام.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن أكثر من 552 ألف حاج تم تفويجهم من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة منذ بدء موسم الحج حتى يوم أمس (الإثنين) بمشاركة جميع الجهات والقطاعات الأمنية والصحية ومكاتب الخدمة الميدانية والإرشادية شاركت خلال الفترة الماضية من موسم ما قبل الحج في تفويج إلى بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة بمكة المكرمة حتى يوم أمس، وذلك بتنظيم حركة انتقال حافلات الحجاج من مساكنهم إلى الميقات وفق أنظمة آلية تركّز على تنظيم عملية التفويج وتدفق الحافلات، تفادياً للازدحام في الميقات والطرق المؤدية إليه، وتحديد أوقات التفويج، ومنع انتقال الحافلات في أوقات متأخرة، بما يضمن راحة الحجاج وسلامتهم.