جدة (واس) : افتتح فخامة رئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن وتارا اليوم، أعمال الدورة 44 لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي، في العاصمة إبيدجان، التي تنعقد تحت شعار "دورة الشباب والسلم والتنمية في عالم متضامن"، ويستمر يومين يناقش خلالهما العديد من القضايا السياسية والانسانية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وفي مجال العلوم والتكنولوجيا.



وركز الرئيس في كلمته في افتتاح أعمال الدورة على التضامن بين الدول الأعضاء في مواجهة الإرهاب وايجاد حلول لمنع إنحراف الشباب نحو التشدد، وضرورة تجسيد إستراتيجية إقتصادية وعلمية وتقنية في إطار المنظمة، مؤكداًعلى مواصلة العمل على تنفيذ برنامج عمل المنظمة حتى عام 2025، والقضية الفلسطينية والهجرة والتغيرات المناخية، حاثاً القطاع الخاص في الدول الأعضاء على الاستثمار في القارة الافريقية.

إلى ذلك شدد معالي أمين عام منظمة التعاون الاسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين خلال كلمته على تجاوز بعض الخلافات بين بعض الدول الأعضاء وداخلها ودراسة أسبابها وبلورة حلول ناجعة بشأنها، داعيا إلى الحوار والتفاوض بكل تعقل وحكمة، وفقاً لما نص عليه ميثاق المنظمة.

وأكد معاليه أن أي تقسيم أو نزاع يضر بكل الدول الأعضاء، من منطلق ديننا الإسلامي أولاً ومبادئ ميثاق المنظمة الذي يحتم على الدول الإعضاء أن نكون مجموعة متضامنة يسودها الاحترام والتعاون، ملتزمة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتحترم سيادة واستقلال ووحدة كل دولة عضو، مشيراً إلى أن انعقاد اجتماع مجلس وزراء الخارجية على أرض إفريقية دليل واضح على ما توليه المنظمة من إهتمام بإفريقيا وبالشعوب الافريقية.



وذكر العثيمين أن المنظمة تتابع بقلق بالغ مواقف بعض الدول الأعضاء تجاه دعم القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، التي تفاوتت ما بين امتناع أو غياب عن التصويت حتى وصل بعضها حد المعارضة، مجدداً التأكيد على ضرورة توحيد المواقف ومضاعفة الجهود الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، إنفاذاً للقرارات الصادرة عن القمم والمجالس الوزارية المتعاقبة بهذا الخصوص.

وأشار معاليه إلى تواصل التزام المنظمة بمتابعة القرارات الصادرة عن القمم والمجالس الوزارية وخاصة تلك المتعلقة بالوضع في الصومال وأفغانستان وسوريا وليبيا ومالي ومنطقة الساحل والسودان وجزر القمر وجيبوتي واليمن والعراق وأذربيجان وغينيا وساحل العاج وغينيا وسيراليون وغينيا بيساو وجامو وكشمير والبوسنة والهرسك وكوسوفو وقبرص التركية بالإضافة إلى أوضاع جماعة الروهينغيا في ميانمار والجماعات المسلمة في كل من الفلبين وتايلاند والأقليات المسلمة في الغرب.

وأكد أن ملف الارهاب يعد ملفاً ذا أولوية بالنسبة للعديد من الدول الأعضاء لاسيما تلك التي تعاني من وطأة العمليات الارهابية، مبيناً أن إستضافة المملكة العربية السعودية مؤخراً في الرياض القمة العربية-الاسلامية-الامريكية بمشاركة واسعة من الدول الاعضاء يشكل خطوة مهمة تجاه دعم الأمن والسلم والاستقرار الاقليمي والعالمي.



ولفت معاليه إلى أن إنشاء المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) ثمرة هذا التعاون الدولي في مواجهة الفكر المتطرف المؤدي إلى الإرهاب، من خلال رصده وتحليله للتصدي له والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات لنشر وتعزيز ثقافة الاعتدال والتسامح، مشيداً بالدور المهم الذي تضطلع به جميع المراكز والمؤسسات الرائدة في الدول الأعضاء التي تقوم بدعم نشر الحوار الإيجابي وتعزيز قيم التسامح ونبذ العنف ومكافحة التطرّف.

وأوضح الدكتور العثيمين أن توسع إنتشار ظاهرة الإرهاب يقتضي توحيد الجهود ووضع حد لأسبابه المباشرة وغير المباشرة وتجفيف مصادر تمويله وتطوير مجتمعاتنا قصد مكافحة هذه الظاهرة ليس أمنياً فحسب وإنما ثقافياً واقتصادياً واعلامياً، مشيراً إلى أن المنظمة ستواصل جهودها في تفعيل إتفاقيتها حول الإرهاب وإرساء آليات كفيلة بتعزيز التعاون في مجال مكافحته والقضاء على منفذيه ومموليه ومنظريه.



وأكد حرص المنظمة المتواصل على العمل الدؤوب للتصدي للأفكار المغلوطة والمغرضة عن الإسلام مع السعي لتصحيح هذه الصورة المشوهة، من خلال المبادرة إلى نبذ ظاهرة الإسلاموفوبيا عبر مرصد الإسلاموفوبيا في الأمانة العامة للمنظمة، والقيام بإعداد استراتيجية إعلامية للتصدي لهذه الظاهرة ووضع آليات لتنفيذها بالشراكة مع عدد من المؤسسات الإعلامية الرائدة في الغرب من أجل الإسهام في الحد من هذه الظاهرة الخطيرة والمتفشية ومعالجة تداعياتها.

وأشار معاليه إلى مركز إرسال المنظمة لمواجهة الخطاب المتطرف بالتنسيق مع مجمع الفقه الاسلامي الدولي لنشر صور الاعتدال والتسامح للاسلام وتوعية الشباب بخطورة الانضمام للجماعات الاجرامية والتكفيرية وتوجيههم الاتجاه الصحيح.