الطائف (واس) : تنطلق فعاليات الدورة الحادية عشر من فعاليات سوق عكاظ يوم 18 من شهر شوال الجاري، ويستمر حتى لمدة عشرة أيام، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، وبمشاركة مجموعة كبيرة من المثقفين والأدباء العرب، وذلك بمقر السوق بالعرفاء شرق الطائف.



وحظي سوق عكاظ باهتمام قادة هذا البلد المعطاء، وما ذلك إلا امتداد لحرص ولاة الأمر - أيدهم الله - على كل ما يدفع بمسيرة الثقافة والوعي والأدب في المملكة العربية السعودية، إيماناً منهم بالقيمة الثقافية الريادية لسوق عكاظ وما يمكن أن يمثله السوق للحركة الثقافية والأدبية في هذا الوطن.

وتأتي أهمية سوق عكاظ اليوم كونه ملتقى شعرياً وفنياً وتاريخياً فريداً من نوعه، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - أول من اهتم بتعيين وتحديد مكان سوق عكاظ عندما كلف الدكتور عبد الوهاب عزام - رحمه الله - بزيارة المنطقة والتحقق من موقع السوق وآثاره الباقية، فقام بالمهمة وألف كتابه المعروف بعنوان: "عكاظ "، وكان لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - جهوداً في الدعوة إلى إحياء سوق عكاظ.

واستمرت الدعوة إلى إحياء سوق عكاظ والمطالبة إلى إعادة مجده وسابق عهده، حتى كان ذلك في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله - عام 1428 هـ بعد غياب استمر حوالي 1300 سنة، و افتتحه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، واستمر هذا المشروع في كل عام يظهر تطوراً جديد في فعالياته وينتظر اكتمال عناصر المدينة الثقافية السياحية لسوق عكاظ.



ومنذ انطلاقة فعالياته ظل العطاء متواصلاً مكتسياً في كل عام حلة جديدة ورؤية متميزة يقدم فيها نماذج متنوعة من المشاركات والأفكار والرؤى التي تعكس حرص المملكة على تطوير فعاليات هذا النشاط الثقافي التراثي والارتقاء بمفهومه الحضاري. وتعد الدورة الـ 11 من سوق عكاظ الدورة الأولى بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بتولي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مسؤولية الإشراف على سوق عكاظ بالتنسيق الكامل مع إمارة منطقة مكة المكرمة والأجهزة التنفيذية في محافظة الطائف.

وأنهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني استعداداتها الرئيسية لإقامة الدورة الـ 11 من سوق عكاظ التي ستنطلق، وبدأت اللجان المشتركة منذ وقت مبكر عملها على الأرض بإشراف الهيئة، مدعومة بجهد ومساندة ميدانية من الجهات الحكومية وفي مقدمتها محافظة الطائف والأمانة وجامعة الطائف وبقية الشركاء الاستراتيجيين من القطاع الحكومي والخاص.

وسعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ، على أن تكون دورة هذا العام من السوق دورة استثنائية، حيث عملت على تنظيم عدداً من ورش العمل التحضيرية بالتعاون مع الشركاء بمحافظة الطائف، شملت مختلف الفئات من المستثمرين والإعلاميين والمسئولين في الجهات الحكومية والجامعات والمواطنين.



وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن عكاظ 11 سيشهد منظومة تطويرية متكاملة لموقع السوق إلى جانب الفعاليات المصاحبة، بتوجيهات ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، استكمالاً للجهود التي بذلت من إمارة منطقة مكة المكرمة خلال النسخ العشر الماضية ، والعمل بصورة تكاملية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتطوير لسوق عكاظ ليكون وجهة سياحية عالمية.

وأعرب الأمير سلطان بن سلمان عن تقديره للجهود الكبيرة لشركاء الهيئة في تنظيم السوق وفي مقدمتهم إمارة منطقة مكة المكرمة، ومحافظة الطائف، والأمانة، وجامعة الطائف، ووزارة الثقافة والإعلام، ودارة الملك عبدالعزيز، والنادي الأدبي بالطائف، والجمعية السعودية للثقافة والفنون، وفروع وزارات النقل والصحة والزراعة ومؤسسة التدريب التقني، والشركة السعودية للكهرباء وغيرها.

وبين سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الهيئة ومنذ أن تسلمت مسؤولية الإشراف على سوق عكاظ عملت جاهدة لمواصلة البناء على الإنجازات التي تحققت في السوق في السنوات الـ 10 الماضية تحت إشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، مثمنا سموه الجهود الكبيرة التي قام بها سمو الأمير خالد الفيصل لإعادة إحياء السوق بعد أن توقف لأكثر من 1300 عام، والتطور الذي شهدته جوائز عكاظ في كل نسخة.



وأشار سموه إلى أن الدورة الحادية عشرة من سوق عكاظ ستشهد أكثر من 100 فعالية متنوعة تحاكي هوية سوق عكاظ الثقافية والتراثية والاقتصادية، وتتضمن العديد من العناصر التي تعكس الحياة اليومية في سوق عكاظ، قادرة على مواكبة الإقبال المتزايد من المواطنين والمقيمين مما يوفر تجربة فريدة لزائر عكاظ، إضافة إلى المسابقات والرحلات السياحية وغيرها من الأنشطة التي عملت الهيئة وشركاؤها على أن تكون بمستوى هذا الحدث السياحي الثقافي المهم الذي تجاوزت أصداؤه المملكة إلى الوطن العربي.

يذكر أن اللجنة المنظمة لسوق عكاظ أعلنت في وقت سابق عن فعاليات وأنشطة السوق في نسخته الـ 11، حيث سيشهد حفل الافتتاح هذا العام العديد من العروض المسرحية والثقافية تتضمن فقرات منوعة ومميزة في خيمة المسرح الرئيسي يتم العمل على تجهيزها بمستوى عال من التنظيم والإخراج الذي يعتمد على الإمتاع البصري والأداء الحركي والصوتي.

كما تتضمن جادة عكاظ عدداً من الفعاليات التراثية والثقافية والعروض المسرحية، إضافة إلى فعاليات الحرف والصناعات اليدوية، ومعرض ألوان عكاظ 2017م، وسيشهد السوق إقامة (10) ندوات ثقافية و(5) أمسيات ثقافية للشعر العربي الفصيح و (10) ورش عمل ثقافية خمس منها دولية وخمس محلية، ومن الفعاليات أيضا معرض الخط العربي، وواحة الفنون التشكيلية، ومكتبة عكاظ الثقافية، ومعرض عكاظ للكتابات والنقوش القديمة والإسلامية، وفعالية خيمة الراوي وغيرها من الفعاليات.