ليزا رابابورت (رويترز) - أظهرت دراسة حديثة تقدم برهانا جديدا على ما يعرف بأزمة ثبات نتائج البحوث الطبية أن علماء السرطان ربما يثقون بشكل زائد في قدرتهم على تكرار التجارب على الفئران مع الحصول على النتائج ذاتها في المرة الثانية.



وخلال الدراسة طلب الباحثون من 196 عالما توقع إذا كانت ست تجارب على الفئران نشرت في دوريات طبية بارزة ستؤدي إلى النتائج ذاتها إذا أعيدت مرة ثانية بذات التأثير مثل ضمور الأورام بذات القدر وذات المستوى الإحصائي الدال حتى يتبين أن هذه النتائج لم تأت عن طريق الصدفة.

ولم تسفر أي من التجارب الستة التي طلب الباحثون من العلماء مراجعتها عن ذات الإحصاءات الدالة أو حجم التأثير عندما كررها باحثون ضمن مشروع (إعادة التجربة: بيولوجيا سرطان) وهو تعاون مشترك بين شركة (ساينس اكستشينج) ومركز العلوم المفتوحة الذي يختبر بشكل مستقل ثبات نتائج التجارب المنشورة بدوريات طبية بارزة عند تكرارها.

لكن في المتوسط توقع العلماء المشاركون في الاستطلاع احتمال تكرار النتائج الإحصائية الدالة بنسبة 75 بالمئة وتكرار حجم التأثير ذاته بنسبة 50 بالمئة.

وقال جوناثان كيميلمان من جامعة مكجيل في مونتريال وكبير المشرفين على الدراسة "هذه أول دراسة من نوعها لكنها تفتح الباب أمام المزيد من البحث لفهم كيف يفسر العلماء التقارير الكبرى".

وأضاف في رد عبر البريد الإلكتروني "أعتقد أن هناك ما يدعو للتفكير في أن بعض المشكلات التي نعاني منها على مستوى العلوم ليست بسبب أن الناس متكاسلة لكن لأن هناك مجالا لتحسين طريقة تفسير النتائج".



وقال فريق كيميلمان في دورية المكتبة العامة للعلوم (بلوس) إن هذا الجهد جاء بعد تقارير كثيرة تستعرض أزمة تكرار النتائج بمجال الطب الحيوي. وخلال الأعوام العشرة أو الخمسة عشر الماضية تزايدت المخاوف من أن بعض الأساليب والممارسات المستخدمة في أبحاث الطب الحيوي تتسبب في تقييم غير دقيق للعقاقير الطبية بالدراسات السريرية.

ورغم نتائج الدراسة إلا أن الباحثين يرجحون أن التدريب ربما يساعد كثير من العلماء في التغلب على بعض التحيزات المعرفية التي تؤثر على تفسيرهم للتقارير العلمية.

وقال بنيامين نيل مدير مركز بيرلموتر للسرطان بجامعة نيويورك "على الأرجح السبب الأبرز لعدم إظهار الدراسات للنتائج ذاتها هو صغر حجم العينة. على سبيل المثال إذا استخدمنا خمسة أو عشرة فئران فقط فإن تجربة على 50 حيوانا ربما لا تسفر عن النتائج ذاتها".

وأضاف "أعتقد أنه يجب إجازة جميع النتائج ما قبل السريرية بواسطة مختبر مستقل قبل استخدامها كأساس لتجارب سريرية".