الرياض (واس) : اختتمت مؤخراً فعاليات المؤتمر السعودي الأول للمدن الذكية، الذي افتتحه معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ، تحت عنوان: "حلول ذكية لحياة أفضل"، بحضور أكثر من 1000 مسؤول ومهتم ومقدم خدمات ذكية، وذلك بقاعة الملك فيصل بفندق الرياض انتركونتيننتال.



واشتمل المؤتمر الذي استمر لمدة ثلاثة أيام على ست جلسات علمية تم خلالها تقديم 24 ورقة عمل و 18 حالة دراسية، حيث شارك في المؤتمر 40 متحدثاً من داخل وخارج المملكة إضافة إلى تنظيم 4 ورش عمل تطبيقية تم تخصيصها للتدريب العملي.

وتناول المؤتمر في اليوم الأول 4 مجالات تشمل التصميم الحضري الذكي، وأهم التطبيقات الذكية والإضاءة الذكية لبناء المدن المستدامة وأهمية البيانات المكانية في التحول الرقمي، كما تضمنت فعاليات المؤتمر حلقتي نقاش لإثراء الموضوع والوصول إلى الهدف المرجو.

كما تم عقد جلستي عمل قدم خلالها 4 أوراق عمل، حيث كانت الجلسة الأولى التي ترأسها وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية لتخطيط المدن الدكتور عبد الرحمن بن حسن ال الشيخ، بعنوان "التخطيط الحضري الذكي" فيما كانت الجلسة الثانية بعنوان "حوكمة المدن الذكية" ترأسها معالي امين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، كما استعرض المؤتمر في يومه الأول 4 حالات دراسية ركزت على محوري التنمية الحضرية الذكية والحوكمة الإلكترونية للمدن الذكية.

فيما تم تخصيص مساحة للشباب لعرض مشاركاتهم واستطلاع آرائهم حيال تطلعاتهم في مجال المدن الذكية حيث تم تقديم الجوائز للفائزين بمسابقة "كيف تصبح مدينتك ذكية".

وأوصى المؤتمر في ختام فعالياته بإعداد استراتيجية وطنية للمدن الذكية المستدامة تشتمل على إطار حوكمة على المستوى الوطني واشراك السكان بفئاتهم المختلفة عند إعداد هذه الاستراتيجية، وإعداد مركز بحثي وطني في أحد الجامعات السعودية مخصص للأبحاث المؤدية للتطبيقات الذكية في المدن السعودية، مع التأكيد على أهمية تضمين مكونات وعناصر المدن الذكية في التخطيط الحضري بمر احله المختلفة.



كما أوصى المؤتمر بتوحيد مفردات والمصطلحات الخاصة بالمدن الذكية وتضمينها في مناهج التعليم العام والعالي، وبناء قدرات الجهات المعنية بتنفيذ المبادرات الذكية بالشراكة مع الجامعات والمعاهد التدريبية العالمية المتخصصة، مع وضع مؤشرات أداء أساسية لقياس آثار المبادرات الذكية، داعياً إلى تكوين مجلس أو لجنة عليا للمدن الذكية على مستوى دول مجلس التعاون تضع رؤية للتحول الذكي بما يتناسب مع ثقافة وتحديات دول ومدن المجلس، وإعداد منصة تشاركية على مستوى مدن دول الخليج عن المدن الذكية يتم من خلالها تبادل المعرفة والتجارب والدروس المستفادة، مع بناء شراكات مع الجهات المعنية والقطاع الخاص والأهلي في جميع مراحل عملية التحول الذكي بما في ذلك مر احل تحديد القضايا والأولويات والتمويل والتنفيذ.

وأوصى بخلق بيئة جاذبة لفئة الشباب من خلال نشر استخدامات التقنية وتحويل المدن السعودية نحو العصر الرقمي، مع تطوير مهارات الشباب السعودي بما يتناسب مع متطلبات المدن الذكية وتشجيع مبادراتهم الذكية وتطبيقاتها في المدن السعودية، داعياً إلى تطوير وتنفيذ الشبكات و الألياف البصرية لتوحيد قواعد البيانات والحماية والشفافية وتوفير السحابة الإلكترونية الخاصة بالمدن الذكية السعودية بالتعاون مع الشركاء، وتحقيق مكاسب سريعة من تطبيقات المدن الذكية ذات الأولوية لسكان المدن والتسويق لها، كما دعا إلى مراعاة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن عند تصميم التطبيقات الذكية.

يذكر أن هذا المؤتمر يأتي في إطار تنفيذ مبادرة "تطبيق مفاهيم المدن الذكية" التي أطلقتها وزارة الشؤون البلدية والقروية كإحدى مبادرات التحول البلدي المنبثق من برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030.



وتشمل عناصر المدن الذكية أنظمة النقل، وإشارات المرور، وخدمات الأمن والحماية والمتنزهات وممرات المشاة المزودة بوسائل التواصل الذكي، والشبكات الذكية لتصريف مياه الأمطار ودرء اخطار السيول، واستخدام الإنارة الذكية للشوارع والطرق لترشيد الطاقة، وأنظمة مراقبة تدوير النفايات.

وتعد المدن الذكية وسيلة لجذب استثمارات وخلق فرص عمل ولرفع مستوى المعيشة داخل المدينة، وأن المدن السعودية تمتلك الكثير من المقومات التي تؤهلها بأن تصبح من المدن الذكية، حيث يوجد لديها بنية تحتية جيدة واقتصاد قوي في أغلب المدن ويوجد مقومات طبيعية موجودة وكل هذا يساعدها إلى أن تتحول إلى مدن ذكية.

وتهدف المدن الذكية إلى رفع مستوى رضى السكان وجودة الحياة، تعزيز تنافسية المدن والاستدامة الحضرية، تحسين كفاءة إدارة المدن، التقليل من الآثار البيئية السلبية، جذب الاستثمارات الداخلية والخارجية وإيجاد فرص عمل، وتحسين معدلات مؤشرات الازدهار في المدن.